ثوار العشائر بكل فصائلهم ومكوناتهم في كل أنحاء العراق الذين دفعهم إنهاء الحراك (السلمي) إلى التوجه نحو خيار (الثورة) المسلحة في أول فرصة أتيحت لهم من أجل نيل حقوقهم وإستعادة كرامتهم المهدورة ليؤ سسوا لواقع جديد ومرحلة جديدة وعراق جديد!.
أكتب لهم مقترحات وملاحظات اتمنى عليهم النظر فيها ومراجعة خطواتهم القادمة وتجنب التفكير المنفعل العاطفي وهي أمانة أوصلها لهم علهم يساهموا في انقاذ العراق وحقن الدماء .
أ- إن خروجهم وثورتهم واضحة الأهداف وهي ذات اهداف التي ناضلوا من أجلها في (حراكهم السلمي) والذي تم أنهاؤه من قبل حكومة المالكي بالقوة والقسوة مستعينة بالقوات الحكومية من جيش وشرطة ومليشيات مسلحة وصحوات. ويمكن أن يضيفوا الى أهدافهم السابقة هدف المطالبة بتحقيق محايد دولي بالمجازر التي ارتكبتها الحكومة والمليشيات (يتم حصر تلك المجازر إبتداء من مجزرة الحويجة). وإن تحقيق تلك الأهداف يعني تحقيق أهداف الثورة وعودة الأوضاع إلى طبيعتها وأن ثورتهم هذه هي إمتداد لحراكهم السلمي الذي رفضه المالكي!
ب- مهما تحقق للثوار من إنتصارات أو إنكسارات فإن الحرب سجال فلا يغرنكم نصر ولا تقنطوا على ما أصابكم ولن تكون الحرب خياركم .
ت- لا تقدموا على أمر لا يرتضيه أهلكم أو يمكن أن تختلفوا فيه تجنبا للنزاع الذي يشق صفكم ويذهب قوتكم ويورثكم الفشل المحتم . وتذكروا دائماً أنكم تمثلون مكونكم ولا تمثلون أنفسكم أو من تنتسبون إليه . وليكن رص الصف وتحشيد كل القوى هدفكم الاول
ث- وافقواعلى إيقاف القتال إن عرض عليكم (بل إنكم يمكن أن تعرضوا وقفاً لإطلاق النار المشروط) وتجميد خطوط القتال على ما هي عليه ساعة وقف إطلاق النار لإعطاء فرصة للحلول السلمية التي تحقن دماء العراقيين وتحقق أهدافكم باقل الخسائر وتوفر على أهلكم وعلى العراق معاناة لا يعلم بها إلا الله .
ج- لا تكثروا من الأعداء بل إن عدوكم هو من أصدر قرارات الحرب ضدكم وجهز عليكم الجيوش لقتالكم وإنتهك إنسانيتكم وكرامتكم فقط وليس كل من إختلف معكم مذهبياً أو عرقياً أو فكرياً هو عدوكم بل أسعوا دائماً إلى كسب أو تحييد كل من تتمكنون لتقلصوا أعدائكم وتركزوا على تحقيق أهدافكم وإيصالها إلى الناس .
ح- الكرد ليسوا أعدائكم قطعاً لابد من التفاوض المباشر معهم ولابد من الإستعانة بهم لإيصال مطاليبكم ويمكن أن يكونوا جزءاً من الحل (بل يمكن أن تكون البيشمركة بديلاً محايداً عن الجيش الطائفي غير المحايد في اي حل قادم) .
خ- لابد من التفكير الجدي في توفير الخدمات (الكهرباءوالماء والدواء) والرواتب للموظفين والمتقاعدين والغذاء في المناطق التي يسيطر عليها الثوار بأي طريقة ممكنة حتى ولو عن طريق تفعيل عمل دوائر الدولة العاملة في تلك المناطق مع الحكومة المركزية أو عن طريق الكرد او الدول المجاورة أو بالإمكانيات الذاتية .
د- تأمين الآمن لكل المواطنين بغض النظرعن إنتمائم الديني أو العرقي أو الثقافي أو السياسي. وتامين الطرق والممرات للمسافرين من خلال المناطق التي يسيطر عليها الثوار وتوفير الخدمات والامان لهم .
ذ- لابد من توفر القناعة لدى الثوار بأن العراق يتكون من عدة مكونات عرقية وطائفية (شيعة وسنة ومسيحيين وايزيدية وعرب وكرد وتركمان …) وإن لكل مكون من تلك المكونات ولكل فرد عراقي الحق الكامل والحرية في إختيار معتقده وقناعاته ومراجعياته وقياداته السياسية والدينية وليس هناك من له الحق في فرض قناعاته وعقائده وثقافاته على الآخريين ولكل مكون الحق في الإحتكام إلى الشريعة التي يعتقـدها فيما ليس له تشريع عام يخص الأمة مما توافق عليه الناس ولا خيار أمامهم غير التعايش الوطني سوية ويجب على الثوار إعلان ذلك بكل وضوح لطمأنة الناس .
ر- لابد من توفر القناعة لدى الثوار بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال تاثير القوى الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي العراقي لذا لابد للثوار من التعامل بإيجابية ومرونة عالية مع تلك المؤثرات وأخذها بالحسبان قبل إتخاذ أي قرار مهم بل يجب في بعض الإحيان معرفة رأي تلك القوى وردود أفعالهم إزاء تلك القرارات . والسعي لتحقيق صلة بالمجتمع العربي والدولي ونيل الإعتراف العربي والإسلامي والدولي بالثورة والحقوق.
ز- إن هناك الكثير من المتغيرات (الجيوسياسية) حدثت قبل وبعد 10-9/6/2014 وإن الأوضاع الميدانية السياسية والمؤثرات الإقليمية والدولية عام 2014 م تختلف عنما كانت عليه في كل المراحل السابقة منذ إحتلال العراق عام 2003م لذا لابد من إستثمار تلك المتغيرات والتعامل معها بإيجابية والتخلص من الخطابات السابقة وعقد الماضي وتأسيس خطاب جديد وتقبل امكانية أن لا يكون عدو الأمس عدو اليوم .
س- لابد من توفر القناعة لدى الثوار إن الوصول إلى مرحلة التفاوض بحد ذاته إنجاز خطير فهو يعني بالنسبة لهم بدء تحقق ما طالبوا به في أول حراكهم السلمي وإعتراف بحقوقهم الضائعة وبدء بأسترداد تلك الحقوق . لذا عليهم ان يكونوا على إستعداد كامل للتفاوض مع كل الأطراف دون إستثناء حيث إن مائدة التفاوض جزء مهم من ميدان الصراع . ولابد من التفاوض المباشر مع الحكومة الحالية أو القادمة بحضور أطراف راعية أو
ضامنة ولابد من إسماع صوت الثورة إلى كل الأطراف ومنها مؤسسات الدولة الحالية ما هي مطاليبكم ولماذا الثورة ؟
ش- للإعلام دوره الخطير في مواجهة الإعلام المضاد و بيان أهداف الثورة واسبابها لذا لابد من اصدار موقف يومي موحد يكون من أغراضه الرد على الشبهات والطعون التي تلسق بالثورة وتهدف إلى زعزعة ثقة المواطن بها أو ربطها بالإرهاب والجريمة ويتفاعل مع الأحداث السياسية والمستجدات اليومية وإدامة الصلة بين المواطن والثورة.
ص- للقاعدة وداعش اهداف عامة لا علاقة للثورة الشعبية العشائرية بها وهما غير معنيان بأسباب الثورة ودوافعها ولا يؤمنان بها لذا لابد من تحديد الموقف منهما وتنظيم العلاقة مع تلك التنظيمات داخل المحافظات والمدن التي تقع تحت سيطرة الثوار و الإعلان عن الطبيعة العلاقة العسكرية وحصر تاثير تلك التنظيمات بشكل لا يؤثر على طبيعة الثورة واهدافها ومسارها.
ض- لابد من توسيع القاعدة الشعبية للثورة عبر الإتفاق على (المشتركات) مع الحواضن الشعبية ؛ وتقديم أفضل صورة مطمئنة للأهالي عن الثورة والثوار .
ط- تجنب الإنجرار إلى الحرب الطائفية كونها حرب إستنزاف القوى لا طائل منها ولا جدوى والكل فيها خاسر لا محالة وهي تخدم أعداء العراق وأعداء الثورة وتوجد مبررات أكيدة للتدخل الإيراني الأعمق في العراق وتخلق أعداء جدد لا ينبغي مقاتلتهم وتشوه اهداف الثورة وتحرفها عن مسارها الحقيقي الواضح .
ظ- في بعض الأحيان ونتيجة لعوامل شتى ومراعاة لظروف الناس ومعاناتهم وحدود إمكانياتهم لابد من تقديم بعض التنازلات المرحلية دون التنازل عن أساسيات الثورة ولابد من المرونة السياسية المعقولة والحذرة والمرحلية .
ع- إن خطاب الثورة خطاب حضاري إنساني معبراً عن معاناة إنسانية حقيقية ومظلومية واقعة وهو يتماشى تماماً مع المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان ؛ بل أن من أهداف الثورة الأولى إحترام حقوق الإنسان العراقي وصيانة كرامته .
واخيراً إن وحدة الصف هي طريق النصر وإن الإسباب لوحدها لا تحقق النصر لأن النصر من عند الله .