21 أبريل، 2024 6:49 م
Search
Close this search box.

ثـــــــم…اقتــــديت -4 / خبـــز النـخـــالة

Facebook
Twitter
LinkedIn

عام 1995، من سنوات الحصار العجاف على شعبنا المظلوم..
بعد اكثر من اربع سنوات من الحصار الاقتصادي، على العراق، واستغلال الديكتاتور لهذا الحصار لأجل إذلال الشعب.. وفرض سيطرته .. عانى المواطن العراق معاناة تاريخية.. وقاسى الإنسان العراقي من الجوع ونقص في احتياجاته كلها..
كانت الصور التي نشاهدها يوميا..والحالات التي نعيشها..تبعث على اليأس.. وتجعل المرء يتمنى الموت بديلا  عن الحياة..
بعض العوائل العراقية اقتصرت على وجبتين متواضعتين.. وألغت الوجبة الثالثة..
او .. البعض.. يتناوب في الوجبات.. اذا افطر اليوم، صباحا..لا يحق له ان يفطر في صباح اليوم اللاحق،، ليعطي الفرصة لفرد اخر من العائلة..في الفطور..
وصار خبز النخالة الردئ سيد المائدة.. والذي يصنع داخل المنازل،، بعد ان اغلقت المخابز والافران..
واشتد الحصار على الموظف العراقي، فضلا عن العوائل الفقيرة، والمناطق الشعبية..
ويمكن القول ان الهدف من الحصار الاقتصادي هو اذلال الشعب وليس الحكومة ..تمهيدا لعملية الاحتلال.. ولأجل تمهيد الشارع العراقي لدخول القوات الأمريكية..ولأجل أن يستقبلهم الشعب العراقي بالزهور..كما صرح بوش لاحقا..
ويبدو ان المعارضة العراقية خارج العراق ساهمت بحملة أعلامية، لقبول التدخل الخارجي.. لإنقاذ العراق!!
كذلك انتقدت رموز المعارضة الانتفاضة الشعبانية.. وصرحت بموقفها المناهض لها.. واستقراءها المبكر لفشل الانتفاضة!!
وقد يفسر هذا مواقف السيد الصدر تجاه هذا المخطط الأمريكي.. وموقفه الرافض لسلوك المعارضة العراقية والتي تحاول ان تمهد لمشروع الاحتلال..
لقد بدأ السيد بترتيب أوضاع القواعد الشعبية.. والتثقيف المضاد للمشروع الأمريكي .. ومن ذلك:
أولا: التثقيف نحو قيادة عراقية داخل العراق.. فضلا عن الترويج لأفضلية حوزة النجف الاشرف..
ثانيا: اعلانه ولاية الامر.. وهي تطبيق عملي لاطروحة ايجاد قيادة وطنية ..تمنع الارتباط بالخارج عاطفيا وعمليا..(1)
ثالثا: التحشيد نحو بناء الثقة بالنفس والاعتماد على الذات.. وكان هذا واضحا في لقاءات الكاسيت..والمنشورات الاستفتائية..
رابعا: التثقيف المضاد لفكرة استيراد الحل من الخارج.. واعادة بناء العقل الجمعي (للمجتمع) على اساس افضلية العراق وتاريخه وما يتضمن من مقدسات وامكانيات..
خامسا: اعادة بناء الانسان العراقي،، وتكريمه، وتجسد ذلك عمليا في سلوكية (تقبيل اليد).. وعلى اساسه منع السيد الصدر تقبيل يد الرجل لرجل اخر،، سواء كان عالما او شيخا او غير ذلك..
ويبدو ان السيد الصدر قد تعرض اثناء هذه السنوات الى اكثر من محاولة اغتيال فاشلة..حاولت تنفيذها احدى جهات المعارضة العراقية في ايران ،، او شخصيات فيها..فضلا عن تسخير اكثر من دولة امكانياتها  لمنع حركية السيد الصدر،، اوتحجيم دوره في المجتمع..فضلا عن الدور البريطاني في اثارة الاشاعات ضد السيد الصدر،، بواسطة احدى المؤسسات الدينية المشهورة..
وكانت بريطانيا تستخدم تلك المؤسسات الدينية، لأجل ترويج الإشاعات ضد السيد الصدر، وتضخ المليارات من الأموال لمحاربة المشروع الصدري الوطني، الهادف الى الحفاظ على سيادة واستقلال العراق ومنع الأمريكان من تنفيذ مشروعهم..
ويمكن القول ان للسيد مقتدى الصدر الدور الابرز في التحشيد الثقافي ضد المشروع الامريكي، حينها، وبدأ شخصيا،، بمقدمات اصدار صحيفة الهدى.. وطبعها وتوزيعها بإمكانيات متواضعة..
 فضلا عن احتضان عدد كبير من الشباب العراقي في مشروع (جامعة الصدر الدينية).. والتي خطط لها السيد مقتدى شخصيا.. واخراجها الى الواقع.. واستمر برعايتها وإدارتها بشكل مباشر ، مع السيد جعفر الصدر..
….الهوامش…
أعلن السيد الصدر انه (ولي امر المسلمين)..لتفويت الفرصة أمام امريكا من  استثمارها لغياب عنوان وطني ..وقد تبين لاحقا، وجود تنسيق امريكي مع بعض العناوين الدينية، بقصد السكوت عن الاحتلال..
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب