23 ديسمبر، 2024 3:09 م

ثـــــــم…اقتــــديت -10 / الســــــــــــــــــــــفــــيـــه

ثـــــــم…اقتــــديت -10 / الســــــــــــــــــــــفــــيـــه

العام الاول من الاحتلال، مر على العراق، وشعبنا عانى من ضجيج الهمرات، وغبار الفوضى الامريكية..
وفي بداية نيسان 2004، بدأ التصعيد، من قبل الصدريين ضد الاحتلال.. وقد حصل اجتماع في النجف الاشرف، وجه، حينها، السيد مقتدى الصدر، بضرورة التصعيد.. وكان عام فريد من نوعه في تاريخ العراق، وقد يكون اهم الاعوام على الاطلاق.. لان فيه ذروة الانتفاضة.. واضخم التضحيات..
كانت صحيفة (الحوزة) هي احدى ادوات التصعيد، طبقا للاجتماع، الا ان بعض العاملين فيها، لم يكن مستعدا للتصعيد الحاد، واخبرني ابرزهم.. ان السيد مقتدى الصدر قد فاجئهم في خطبة الجمعة الاخيرة بموقف تصعيدي خطير، عندما اعلن : انه اليد الضاربة لحركة حماس وحزب الله..
وقد اثار تصريح السيد مقتدى الصدر استغراب الكثير واستهجانهم.. ويمكن تفسير ذلك بعدد من الامور، أهمها:
أولا: ان سماحته قال (انا) ولم يقل (نحن) وهو يرسل رسالته بجميع الاتجاهات، وخاصة للعراقيين وللصدريين، ان سماحته سيقاوم بمفرده، ولهم خيار الالتحاق به او لا.. وهو يكرر بذلك قول للأمام الحسين (ع) ونصــــــــــه:
(( من كان باذلاً فينا مُهجتهُ ومُوَطناً على لقاء الله نفسهُ فليرحل معنا فإني راحل مصبحاً أن شاء الله))
ثانيا: كرر سماحته الكلام في مؤتمر اعلامي في جامعة الكوفة بعد ايام قليلة.. وبشكل انفعالي مقصود.. مستهدفا للتصعيد..
ثانيا:  ان السيد مقتدى الصدر، لديه منهاج زمني للعمل، لم يكشفه، لأي طرف خارجي او داخلي.. ولم يكشفه حتى للمقربين.. (1)
ثالثا: يبدو ان السيد مقتدى الصدر، لم ينسق مع اية جهة في الداخل والخارج، قبل التصريح، على الاطلاق، وهو متعمد لذلك..
ثالثا: كان سماحته يستهدف التصعيد، واستفزاز القوات الامريكية.. وهذا يفسر اغلاق الصحيفة.. وطريقة خطابه.. والجوانب الفنية في البوستر الاول، وفيه صورة السيد مقتدى الصدر.. ورفعه اليد بالتهديد  والآية الكريمة (قل يا ايها الكافرون)… (1)
لقد وجدت الصحيفة نفسها، مضطرة للتصعيد، بعد تصريح السيد مقتدى الصدر، ونشرت افتتاحية بعنوان (السفيه بريمر) استفزازا للسفير بريمر.. فضلا عن مقال ناري ..طبخه الصحفي ( رضا الشاعر).. وكان ذلك كافيا لتوريط السفيه بريمر لاصدار قرار لاغلاق الصحيفة..
وخرجنا للتظاهر مطالبين بالغاء القرار.. ورضخ الامريكان للمطالب، مشترطين توقيع تعهد من قبل الصحيفة بعدم التكرار.. الا ان الصدريين رفضوا ذلك.. واستمروا بالتصعيد..
وصرح الطباطبائي،  ان امريكا اتفقت مع ايران، لاجل تحجيم دور السيد مقتدى الصدر، ويبدو ان التهديدات كانت مرفوضة من قبل الصدريين، وتعالت اصواتهم الرافضة، بالصلوات التعجيلية وهي:
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم..والعن عدوهم..وانصر ولدهم.. مقتدى مقتدى مقتدى. (2)
…الهوامش…
 (1 ) نتيجة استقرائي للمعايشة مع الخط الاول، للتيار، والتدقيق بأدلة وشواهد توفرت لي، فضلا عن بيانات وتصريحات سماحته، وخاصة الاخيرة.. ويمكن تفسير هذه السرية حسب فهمي بالاتي:
اولا: ان السيد مقتدى الصدر يخطط لجدولة انهاء الاحتلال بالطرق السلمية، ثم بالتهديد، ولم يجعل القتال هدفا استراتيجي (اساس).. ولا يريد كشف ذلك لأي طرف، لأنه قد يتسبب بأفشال ما يخطط  له. اي هو يريد جدولة الاحتلال واخراجه بدون قتال اولا.. لكنه اضطر للقتال لاحقا..
ثانيا: ان دخول امريكا للعراق، مقبول دوليا واقليميا، لانهم يجدون فيه اشغالا للجيش الامريكي وفرصة لمشاريعهم، وان المتضرر الوحيد هو الشعب العراقي، لذا كان موقف السيد مقتدى الصدر المطالب بخروج الاحتلال، مرفوض من الجميع، اقليميا ودوليا، وهذا يفسر وقوف الجميع ضد موقف الصدر خلال 2004
وهذا يفسر السرية، لتجنب استثمار اي طرف خارجي او داخلي للموقف الصدري والمساومة به مع امريكا..
ثالثا: منهج سماحته هو تفعيل القواعد وتحشيدها.. عفويا وبعيدا عن الاجبار.. ولا يمكن له تحميلها اكبر من طاقتها عموما.. 
(2) صرح السيد محمد الطباطبائي، قيادي منشق، يعمل مع الجمهورية الاسلامية في ايران حاليا، بتفاصيل الاتفاق الامريكي الايراني.. في فيلم موثق موجود على اليوتيوب – موقع منهجنا.. على الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=y3S-NoptgTs