23 ديسمبر، 2024 8:33 ص

ثعالب مذهبنا تأكل أكبادنا… 

ثعالب مذهبنا تأكل أكبادنا… 

ثعالب مذهبنا تأكل ما يطيب لها من لحمنا وتختار اكبادنا في وليمة للشركاء, في كل احتفالية موت تتنازل للفرقاء عن حق الضحايا ثم تبصق في وجه الشهداء وتصفع وجع الثكالى والأرامل والأيتام وتسحق كرامة المعوقين وحلم المشردين, العفو العام كان آخر الجراح التي نزفت دماء اهلنا في (براميل) سماحات الثعالب, على هياكل وجماجم شهداء المقابر الجماعية ضحك الطاغية صدام ورفعت له ثعالب مذهبنا ذيولها وافترشت احضان البعث.
هناك على الجرف الآخر من المأساة حيث جنازة النبض الأخير في قلوبنا, بكى الشهداء حزنهم وندمهم واختفت الأرامل في غابات الحزن العراقي وارتمى الأيتام كالذباب تحت اطارات العربات في الشوارع والأمهات جمعت غيوم غبار الأحتفالية لتدفن فيها المتبقي من كرامتنا نحن الذين نحلم واقفون من خارج الوليمة, شعرت ان موتنا اليومي يرقص مذبوحاً في شوارع الوجع وكسرب نمل فاقد رشده نتجمع حول رائحة خطبة جمعة تسخر من الشهداء “ياليتنا كنا معكم لنفوز فوزاً عظيما”. ثعالب الملفات ومكاتب الصفقات تثعلبوا حول طاولة الوطن المسروق لأنجاز حكومة صفقة كان العفو العام عن قيادات وكوادر دواعش البعث في مقدمة رزمة التوافقات, ادار اللعبة وحدد الأدوارعمالقة الأختراقات الأمريكية الأيرانية التركية السعودية, المفجع في حلقات النكبة اضافة وجبة جديدة لجبهة الدواعش المقاتلة بغية اعادة التوازن لنصابه ومواصلة استنزاف المزيد من دماء وارواح القوات الأمنية والحشد الشعبي انهاكاً حد الأستسلام.
هناك في محمية الوجع العراقي ثمة حصار للبقية الباقية من الوطنيين داخل السلطة التشريعية, رئيس وزراء صفقة من وزن الـ (5) الاف صوت يقاضي سيدة ستستجوبه من وزن (90) الف صوت في مدينتها فقط, او رئيس كتلة يقاضي سيدة وفقت في الكشف عن فساد  وزير الدفاع واخرى تُعاقب بالفصل من كتلتها لانها حسمت موقفها الى جانب جبهة الأصلاح ورئيس اقليم يجند موتوراً للأعتداء على نائب نجح بمهنيته في استجواب وزيراً من عائلته, ثعالب الأختراقات لا يسمحون للعراق ان ينهض من داخل الهامش الديمقراطي, انهم يحاولون عبثاً خنق فوهة البركان الوطني الذي يجتاح كامل جغرافية العراق او اغتيال كلمة الحق العراقي. تخلت المراجع الناطقة عن مزايداتها وغير الناطقة اخفت لسانها حلف ظهر تقيتها, نافقت كتل تحالف الفساد على الدماء التي تراق في جبهات القتال وفي الشارع العراقي, لا شهيد في بيوت السماحات ولا ثكالى وارامل وايتام, الجميع امنون يواصلون خطب الشعوذات ومواعظ التضليل وافتاء تقديس الجهل ونحر المعرفة, انهم الشلل التاريخي الذي لا يمكن النهوض قبل الشفاء منه والتحرر من عبودية الألقاب التي ستتلطخ بقادم العفو العام. في المنطقة الخضراء حيث الجنازة الحية للعراق مسجية على طاولة الصراعات والتوافقات الدولية الأقليمية وهناك مشاريع امريكية ايرانية تركية سعودية تدير شؤوننا وهناك سماسرة السياسة يقدمون المشوي من لحم العراق, وجبات شهية المذاق مقابل القاب مؤجرة تكذب على ذقوننا, هناك دولة القائد العام وفخامة الوزير السيادي وسماحات عوائل تاريخ النكبات ورؤساء كتل يفرشون  لـِيتَهُمْ في احضان من يتقاسمون العراق.
كان يمكن ان يكون للثقافة العراقية ردة فعل ازاء ملامح المجازر القادمة على تقاسيم العفو العام, البعثيون ومنذ انقلابهم الأسود في 08 / شباط / 1963 وحتى يومنا هذا لم ولن يتركوا في العراق بيتا لم يرتكبوا فيه مجزرة, لا وخزة ضمير او رجفة وعي لا تظاهرات واحتجاجات واعتصامات رافضة للمجازر التي سترتكب تحت مظلة العفو العام, المقالة تخلت عن المقالة والبحث والتحليل فقد حبره وسكت الكلام عن التصريحات واختنقت الثرثرة في ثقافة السوق السوداء وآخ من ثقافة لا تحيض.