بعد ما سُمّيَ بحزمة الأصلاحات العبادية التي تبدو منذ القراءة الأولى لها انها لم تلامس خطاب المرجعية العليا له بالضرب بيد من حديد على الفساد والفاسدين ومطالب الشعب بالتغيير الجذري الذي يقوم على حل البرلمان ورفع الحصانة البرلمانية عن أعضاءه لكي يتسنى للقضاء التحقيق مع الفاسدين وكذلك حل مجالس المحافظات والحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني من الكفاءات النزيهين الوطنيين و الغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين والوزراء والرؤساء السابقين وتقديم الفاسدين الذين عليهم ملفات فساد الى قضاء نزيه للتحقيق معهم وتطبيق مبدأ من أين لك هذا ؟ على كل من تصدى للمسؤولية منذ عام 2003 ولحد الآن خصوصاً وقد سلّمت السفارة الأمريكية الى هيئة النزاهة تقريراً تفصيلياً بالأموال والثروات والعقارات المسلوبة والمنهوبة من قبل الشخصيات والأحزاب والكتل والتيارات اضافة لما تمتلكه الهيئة من ملفات وما أضافه المواطنون لها من وثائق وبيانات ثبوتية بالفساد وما كشف عنه الأضداد السياسيّون بعضهم ضد البعض الآخر ناهيك عن الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس بعد كل هذا بدأت اصلاحات العبادي تبدو أقرب الى الأجراءات التقشفية والترقيعية منها الى ملامسة جوهر المطالب الشعبية مثلما بدت وكأنها تغرد خارج سرب الأصلاح الجذري و أقرب الى ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون لأمتصاص النقمة الشعبية خصوصاً وانه كان يرجع بأصلاحاته الى الجهات التي يطالب الشعب بحلها للمصادقة على تلك الأصلاحات على رغم انها لا تمثل النزر اليسير من مطالب الشعب iii وكان على العبادي أن يفعل أول ما يفعله بعد ان أعطته المرجعية العليا الضوء الأخضر وفوضه الشعب الغاء الوثيقة السياسية التي تشكلت بموجبها الحكومة ليتحرر من قيودها حيث باتت تقيّده وتكبّله وتشكل ضغطاً كبيراَ عليه وتمنعه من اجراء أية اصلاحات تتعارض مع مصالح القوى السياسية المشاركة بصياغة الوثيقة الأتفاقية فتقوم هذه القوى بالألتفاف عليها وتفريغها من محتواها وبهذا فقد وضع العبادي نفسه بين مطرقة المرجعية العليا والشعب وسندان القوى السياسية المشاركة في صياغة وثيقة اتفاقية المحاصصة المقيتة التي سئمها الشعب وتشكلت بموجبها الحكومة هذه الوثيقة التي تعتبر الركن الأساس في ترسيخ الفساد وعلى ذلك وجب على الشعب أن يتصدى للتغيير الجذري بنفسه وبالطريقة التي يختارها هو ومن باب أولى أن تتبلور الرؤى لأختيار قيادات للتظاهرات الشعبية وعلى وجه السرعة وفي سباق مع الزمن قبل أن يدب التململ وانطفاء الجذوة وهو ما يريد الفاسدون ايصال الشعب اليه ولتتوضح وتتوحد صورة المطالب المشروعة للشعب كما يجب طرد كل الذين يحاولون ركوب الموجة من الفاسدين وأذنابهم وهم معروفون ومكشوفون لدى الشعب من ساحة التظاهرات ومحاولاتهم لحَرْف هذه التظاهرات الشعبية عن مسارها السامي النبيل في التغيير الجذري لكون العبادي باتَ يثرد بصف الصحن