نياماً نتطلع لشهاب الوهم اننا خلقنا افضل الشعوب عفة ونزاهته وتاريخ وفطنة ونباهة ولنا مجلدات من المواعظ والحكم والاحاديث والوصايا التي لو قدر لنا ان نجمعها لغطت محيطات الدنيا , لنا اقول ومحرمات وممنوعات وقصص وحكايا نتحدث عن المعرفة والامثال ولنا لغات نتحدث عن البطولات والصراعات الاسطورية لنا في التاريخ شجاعة رجل يقتل المئات من البشر ولنا احاديث عن القتل والايثار والصوت الصادح بالانسانية متفاخرين بشجاعة زيد قبل عشرين قرن عندما بطش بقوم عمر ولنا بالزهد حكايا كفاف لا يعلمها الا الله وحكمتنا المبجلة (من ليس له ماض ليس له حاضر).
اي ماض واي حضارة , ماض السيف والدرع والرمح والفرس وخطابات المواعظ ويا ليتنا نتلقاها من جهابذة المعرفة ولكننا جبلنا صاغرين على اطاعة الاوامر والنواهي من فاشلين ارتدو ثوب العشيرة والتدين بعد ان فشلوا في الجلوس على منصة الفيزياء والكيمياء والرياضيات فكانت مهنتهم المفضلة هي دراسة التاريخ والصراعات ما بين حرب البسوس ومعارك ذي قار او الخوارج وتحت وصايا السلاجقة والبويهيين والصفويين ما بين البرامكة والوهابيين واخيراً السلفيين هذه الامة التي … اقولها نزلت عليهم ثروة الله كي تفتح عقولهم وتزيدهم منعة ورصانة ورقي هذه الثروة اضافة عليهم خدر اخر بعد خدر موروثهم فزادهم غباء وتناحر وصراع حتى جمعوا هذه الثروة ليعيدوا خطاب السيف والدرع ليتحول الى مدافع وطائرات ودوشكات وبنادق ليتقاتلوا به باسم الحفاظ على التاريخ ورسم صورة اخرى لغزواته ودماره وبؤسه ثروتنا التي لو استغلت لا متلكنا الدنيا باراضيها وحقولها وانهارها ومحيطاتها وفضائاتها الرحبة لنشر رسالة علم وسلام ولكننا قبعنا نتشاجر على اللحية والشارب والدشداشة الطويلة والقصيرة حديثنا عن صحة المتعة او المسيار عن تعدد الزوجات والنكاح.
نعم لنا مقدس ولنا دين ولنا نبي الرحمة لكننا تركنا طريق السلام الذي رزقنا به فتاهت مثلنا وغدونا نبطش حتى بظلنا عندما يصغر او يغير اتجاهه بحسب نظرية الظل لاننا لا نملك ارادة نقول فيها ان العقل هو موروث الخير وهو الفاصل بين مفهوم التطور والتخلف.
ثروتنا لم نصنع قيها قلم رصاص ونحن اول من امرنا الله وحدثنا عن اهمية القلم.
درعنا العراقي اصبح اناشيد نقشببندية نتحدث عن الجن والخرافة ثروتنا نتسابق بها من اجل التسابق على القتل والنحر والارهاب هذه ثروتنا .
اما ثروة الامم هي العلم والمعرفة علم الفضاء والاستنسال والطب والفيزياء والرياضيات والايفون ونظريات الابداع الشاملة.
كوريا الجنوبية لا تمتلك اي ثروة نفطية وكذا الحال لتركيا او غالبية دول المحور , لكنها وظفت العقل للتفاخر بانها دول العلم والتطور بابجديات العلم لا بابجديات التحذير والخرافة والسيف والدرع بل ثقافة الانترنيت وتشعباته هذه ثروتان ايهما نسبر بها الدنيا هل ثروة الاطلال ام ثروة العقل والتنوير!