رغم أن الرئيس مسعود بارزاني ليس بحاجة الى تضخيم إعلامي من قبل كاتب هنا، وآخر يدافع عنه هناك ويتحدث عن نزاهته وشجاعته وإخلاصه وواقعيته السياسية، لأن غالبية مواطني كوردستان والعراق وسياسيي وقادة المنطقة والعالم يعرفونه ويعرفون قدراته كقائد وطني وقومي يتطلع الى مستقبل شعبه، ويعترفون بإنه مهم ومؤثر يتمتع بثقل سياسي وشعبي كبيرين، وهو الأقدر فهماً للتحولات والمتغيرات المحلية والإقليمية، وفي حياته محطات مليئة بالفخر والجذب والشد. وله شبكة متينة من العلاقات مع الكثير من اللاعبين الإقليميين وقادة الأحزاب السياسية في العراق والمنطقة والعالم، علاقات ترتقي مع بعضهم الى الصداقة ومع البعض الآخر الى الشراكة في المواقف. وحتى خصومه وأعداء شعب كوردستان رضخوا للأمر الواقع ويعترفون مجبرين بقيادته وحكمته.
سقت بهذا الكلام كي أتحدث عن التقرير الصحفي الذي تحدث قبل أكثر من عام عن ثروة الرئيس مسعود بارزاني، عندما، عجز عدد من القنوات الاعلامية والنواب والسياسيين والكتاب عن قراءة التقرير بموضوعية وحيادية، وتحليلها بلغة الحكمة والعقل، أو بعيداً عن نطاق نظرية المؤامرة والتمنيات الشخصية والصراعات السياسية والمنافع الحزبية (رغم أن الصحيفة التي نشرت التقرير قدمت إعتذاراً، وقالت : ان معلوماتها لم تكن دقيقة).
البعض من العاجزين، وبالذات الذين كانوا مرتهنين للتخمينات والاستنتاجات البسيطة التي تحظى بقبول ثلة منتفعة من تعقيد وتوتير الاوضاع، روجوا بحفاوة وتأييد للموضوع عبر تصريحاتهم وفق خطط مقصودة وبمرافعات طويلة ومناقشات وقحة، أو من خلال كتابات ركيكة مثيرة ومنافية للحقيقة. وإستبسلوا في تصعيد وتيرة القلق، والظهورعلى القنوات الفضائية وأمام المئات بل الآلاف من المرهقين والمساكين ليوجهوا اليهم خطاباً ممزوجاً بالخداع والغش عن الجواز وعدم الجواز والحق والباطل.
بعضهم ونتيجة لموروثات سلبية سابقة وعقد تاريخية وضغائن قديمة، لم يستطعوا إسقاط الحمل الذي عاش في أحشائهم فوجدوا في ذلك التقرير الصحفي شهادة تأييد لأكاذيب منظمة جديدة قديمة مليئة بالتهم الخطيرة، فباركوا سريعاً كل المقالات التخوينية الفجة التي إعتمدت على التقرير المذكور، والتي أستخدمت فيها الجمل والعبارات القريبة من الخيالات العتيقة، بهدف التدليس على الجميع. وأيدوا الأساليب الفضفاضة والفبركات التي كتبت بسماجة، والمقولات التي أطلقت وتناقلتها الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وخلقوا التوتر بتوصيفات خالية من التحليل، وجافوا كل الحقائق لغايات ومآرب خاصة ومعلومة بهدف إلهاء الشعب وتخديره، وربما تنويمه الى أجل معين، وإلتبست عندهم المفاهيم والعادات والتقاليد والقيم، وإختلط لديهم العام بالخاص، وكانت النتيجة ثمرة عفنة لا يأكلها العاقل، ورائحة نتنة لا يقبلها الذوق، وتناسوا أو تجاهلوا الأعداء المتربصين بالكورد.
الرئيس مسعود بارزاني، قرأ ودرس تلك الشائعة بسلاسة وهدوء، ونظر إلى القضية بموضوعية وعمق، فسمى الشىء بإسمه، وكشف عن الحقيقة بواقعها، وأدرك حجم الصخور الموجودة امام أبواب ونوافذ عقول المشككين الذين يستحقون ألقاباً يخجل الإنسان من حملها، ورأى إنهم بحاجة الى الصحوة والاتعاض والعودة الى جادة الصواب، لأنهم كانوا في غفوة. فظهر وتحدث عن ثروته الحقيقية، فقال :
(يتحدثون عن ثروتي، ولا يعلمون أنني أغنى رجل في العالم، وثروتي الفعلية تبلغ 48 مليون كوردي).