23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

ثروات لا يعتريها النفاذ

ثروات لا يعتريها النفاذ

الشباب من الثروات المُتجدِدة، فالثروة الشبابية التي تعتبر من الثروات التي لا يعتريها النفاذ، فالكل يعلم بان الثروات لها اعمار تتلاشى كما صرح بذلك علماء الاختصاص، على سبيل المثال ان الثروة النفطية سوف تستلم وثيقة اعدامها بعد كذا مائة سنة اي إن الابار النفطية تصبح كالابار المائية التي يعتريها الجفاف بعد حين من الزمن.
دول العالم المتقدم اوجدت لها بدائل عن الثروات الرئيسة كالنفط والذهب التي تمتلكها بلدانها، فالبلدان التي تمتلك اباراً نفطية او لا تمتلك ابتكرت طرق اخرى لتضمن لنفسها نظام اقتصادي قوي، بلدان اتجهت لصناعات متعددة منها كصناعة السيارات وصناعة الاسلحة.. لتحافظ على استقرارها الاقتصادي الذي بدوره يحافظ على النظام السياسي.. وبلدان اخرى لا تمتلك انهاراً جارية في بلدانها اصبحت من الدول التي تصدر المياه المعدنية فائقة النقاء للبلدان كمورد مالي اضافي لمواردها الاقتصادية الأخرى.
من الثروات المدفونة الطاقات الشابة التي بالامكان في حال توضيفها بالشكل الصحيح تدر على بلدانها بالشيء الكثير، لكوّن هذه الطاقات تمتلك الديناميكية في حركتها المستمرة، فشريحة الشباب من دُعاة التجديد والحداثة والتطلع نحو افاق واسعة متمثلة بمستقبل مزدهر، لما يمتلكوه من رصيد معرفي سيما بعلوم التكنولوجية لان العالم الآن اصبح متناول اليد بظغطة واحدة ولهذا تجده مُلِم بكل شاردة وواردة بما يجري من احداث في بلدان العالم اجمع، فمواكبته لاحداث الثروة الصناعية وتوفر تكنولوجية المعرفة التي يشهدها العالم جعله في طليعة التواقين لرفد بلدانهم وتطويرها بشتى المجالات في نقل تجارب الخارج وتطبيقها بالداخل.
شريحة الشباب عملة نقدية ذات قيمة شرائية ثمينة يمكن بها تغيير الواقع المزري الذي يعصف بالبلاد بسبب الافكار الرجعية لدى معظم المتصدين للعمل السياسي سابقاً وحاضراً التي اكل وشرب عليها الزمن التي لم يجني منها المواطن سوى العِزلة عن العالم والتخلف الذي اصبح شبح يلازم البلاد والفقر المطبق الذي انهك كاهل المواطن جراء تلك السياسات المتبعة.
الثورة الشبابية باندفاعها وطموحها قادرة على قلب الواقع في اخذ زمام المبادرة في رسم مستقبلها بيدها متخذاً من اخطاء الاخرين دروساً تبني عليها تجارب علمية وعملية لتصحيح مسارها فبهذا النحو سيتمكن الشباب في رسم مستقبل زاهر لبلد انهكته الافكار الرجعية في ادارة الدولة ولهذا جيل بعد جيل سيسلم راية الرُقي والازدهار والقضاء على ماصنعته تلك الايام والايادي السوداوية في البلاد، لكون الشباب يمتلك روح العمل الجماعي والتطوعي والقادر على ان يواصل عمل الليل بالنهار عكس باقي مكونات المجتمع لسبب لانه ذو طموح واسع يتخطى حدود العالم بأسره.