23 ديسمبر، 2024 6:55 ص

الفيل لايطير، وهذا محال، على الأقل لكبر حجمه، ولذلك يذكر الفيل كناية عن الكذب، فإذا قال أحدهم مالايمكن تصديقه، قالوا، إنه يطير الفيلة، وفي الغالب يكثر الناس من الثرثرة والكذب في وقت الأزمات والحروب، لكن الغالب من أسباب الثرثرة والكذب مرتبط بالفشل الذي عادة مايكون نتاج الحروب والمنافسة بين قوى وأحزاب لاتمتلك المعرفة بالسياسة، وبين اشخاص هم زعامات زائفة وموالين، ومشتغلين في السياسة والإعلام ومنظرين لقاء ثمن ما لأجل تبرير الفشل.

تبرير الفشل والتنظير لمنجزات وبطولات يتطلب جيوشا ألكترونية، محللين سياسيين ومعلقين على التلفاز وفي الإذاعة ووكالات الأنباء والصحف، وحتى عبر الفيس بوك وتويتر وكل منتج تقني يمكن إستخدامه كأداة للتواصل مع العامة، وتمرير روايات وقصص تثني على زعيم، أو حزب، أو طائفة أو قومية، ونشر معلومات تكون مضللة للرأي العام، ويكشف ذلك إن لامنجز على الأرض، بينما المنجزات والبطولات الوهمية فعلى شاشات التلفاز، ومن خلال الثرثرة الفارغة مع أنها ثرثرة مدفوعة الثمن يدعمها سذاجة القادة والزعماء، وهزال أفكارهم، ولكنهم مدعمون بسطحية الأتباع والموالين، وجمهور تائه، ومغيب عن الوعي.

في أحد الافلام تقول إحدى الصديقات لصديقتها: غروب الشمس رغم جماله يتحول الى ليال باردة ومظلمة، وهذا صحيح فجمال مايقال ويذاع في الناس لتبرير مواقف وتسويق بطولات يظهر زيفه لاحقا حين يدرك الناس أن من يقودهم اناس هم أقل شأنا منهم ومعرفة، ولكن الفوضى تتيح لذوي العاهات التسلط والتحكم والسيطرة وجني الأرباح، فيتجملون بالمناصب والأموال والسيارات والبيوت الفارهة والسلطة الزائلة، ويصدقون أنهم باقون دون أن يصيبهم شيء من الضعف، أو أن سلطتهم ستنهار في لحظة لأنها قائمة على وهم.

الثرثرة سلاح العاجزين والفاشلين الذين يستقوون على المستضعفين من البشر الذين لايملكون حولا ولاقوة وفي الغالب هم مستسلمون، أو مهادنون، او منتظرون لمكسب، فكيف إذا كان الفشل يلف الجميع، التابع والمتبوع والناعق والمطبل والمبرر؟