التصريحات النارية والتهديدات العنترية ضد تركيا التي تصدر من كل ثقوب الثوب العراقي الممزق والذي وبكل اسف يكشف عورات الوطن .. تبدو مثل تهديدات الرجل السكير الذي وجد زوجته في حضن عشيقها .. فراح يطلق التهديدات وهو تحت تأثير الخمر .. فالحديث عن السيادة يبدو مثل الحديث عن غشاء بكارة زوجة السكير فهو ممزق ومتداعي منذ زمن طويل .. فالسيد رئيس الوزراء مازال يعاني من صدمة المنصب الذي شغله على حين غفلة .. وراح كعادته يطلق تصريحات ووعود تشبه الى حد بعيد تهديدات الرجل السكير فخرج ( حامي الوطيس ) ليمنح تركيا ثمانية واربعين ساعة لسحب جنودها من محيط الموصل .. والا فانها ستواجه ما لا يحمد عقباه .. ولا اعرف على اي اساس منح لنفسه هذا الدور الغير واقعي وهل هو امتداد لدوره السلبي في وعود الاصلاح التي بلعها واكل ( الداطلي ) ورائها ؟ فالسيد رئيس وزراء ( دولة ) العراق التي ينخر الفساد كل مفاصلها .. ويعيش حالة من انعدام التوازن بل وانعدام الوعي ويكاد ان يموت سريرياً .. لم يجد غير موضوع التدخل التركي ليبرز عضلاته الخادعة .. فموقفه العنتري لم يكن الا لدوافع سياسية يريد من خلالها اسكات القوى والميليشيات التي تحفر تحته وتتربص به . فالسيد العبادي ومعه كل السياسين وكل العراقيين يعرفون جيداً ان السيادة العراقية لم يعد لها وجود الا في كتب مادة التربية الوطنية التي تدرس في المدارس الابتدائية .. اما مجلس محافظة بغداد فهو الاخر يعيش حالة من الازدواجية والانفصال عن الوعي . فمجلس محافظة بغداد هو الاخر اطلق قنبلة هوائية دعائية لا تعدو كونها تنفيس عن الضغط الذي يعاني منه جهازه الهضمي عندما اعلن عند مقاطعة البضائع التركية على اساس ان البلد يعاني من تخمة في الانتاج المحلي وان الاستغناء عن البضائع التركية سيعوض عنه بالانتاج الوطني ذات الجودة العالية ، والتي اصبحنا نفتخر فيها بشكل ملفت .. فحب السفايف والمياه المعدنية التي هي فخر الصناعة الوطنية حالياً تستطيع ان تسد الثغرة التي سيتركها قرار مقاطعة البضائع التركية ..كما ان الخطوة ( البغدادية ) بحسب رؤية المجلس ستعرض الاقتصاد التركي لهزة عنيفة وستجبر اردوغان على الانصياع لهذه الضغوط وسيأتي متوسلاً باعضاء المجلس لفك الحصار عن البضائع التركية التي ستفسد في مخازنها .. مجلس المحافظة المنكوبة به بدل ان يقف بوجه اصحاب المولدات الاهلية الذين ارغموا المواطن المسكين على دفع اجور الشهر الماضي الذي لم تنقطع الكهرباء فيه وبالتالي لم يصرف اهل المولدات ولا لتر من الوقود .. كان على مجلس محافظة بغداد ان يضع حد لجشع واستهتار اصحاب المولدات الذين اثروا على حساب المواطن المسكين طيلة العشر سنوات الماضية ..
ولم تقتصر التصريحات العنترية على هؤلاء بل سمعنا الكثير من السياسيين والنواب الذين تكاثروا مثل البكتيريا . فسمعنا من يريد ان يدمر تركيا واخر يريد ان يعيد تركيا الى رشدها الذي فقدته ..
وهكذا فأن العراق يعيش وضعاً غير مسبوق يمتزج فيه الانهيار والضياع والفساد مع الكوميديا السوداء ، في مشهد مرعب لا يمكن التنبؤ بنهايته المفزعة ..