في الماضي،في اليونان، كانت جماعة من طلاب الفلسفة، يجادلون من أجل المجادلة، وكان يتكلمون من اجل الكلام، و غرضهم هو لاظهار قدرتهم الجدلية، الكلامية، البلاغية، ولكن كلامنا في هذا العصر (بلا طعمة) ليس ككلامهم، لا البلاغة فيه و المنطق غائب.
تابعت بعض البرامج التلفزيونية، في احدى القنوات العربية غير العراقية يبث برنامج، يسمى “بهدوء” و لكن لاحظتُ لم اجد هدوء ، والفوضى كان سيد الموقف، و ضيوف يشتمون و لا احد، يسمع كلام الاخر، و تابعت برنامجا، اسمه” بالحرف الواحد” حرف واحد كناية عن الاختصار في الكلام، وكل العرب يفهم من هذه العبارة التى تعنى”خير الكلام ما قل ودل” ولكن كان ضيوف يثرثرون على مزاجهم. و تعرفون هناك الفرق بين ثرثرة و اطناب، ثرثرة تعني كثرة الكلام الذي لا فائدة منه و لكن الاطناب مثما عرفته البلاغة”أن يزيد اللفظ على المعنى لفائدة”.
في عراقنا، الكل يتحدث عن الدستور، وهم خبراء فيه، مع ذلك اعمالهم خرق للدستور، الكل يتحدث عن السلام ولكن الامن مفقود، و اصبح الكلام غذاءنا اليومي، و اغلبية صامتة هى تتكلم ايضا، مادام مادام ديمقراطية الكلام موجودة، ولكن دون جدوى و فائدة.