19 ديسمبر، 2024 8:10 ص

ثرثرة الفتلاوي … وزعاطيط عدي الكردي

ثرثرة الفتلاوي … وزعاطيط عدي الكردي

كتب علي حسين بلاني مقال في موقع كتابات بعنوان (ثرثرة الفتلاوي … لا تنال من الشامخ) والحقيقة تكلفنا عناء الرد على هذا المقال ليس نيابة عن الفتلاوي بل لأن ما جاء في المقال كله إفتراء ومحاولة إستغفال القراء العرب، ولأنني أفترض أن الكاتب كردي فأقول إنها تمر على العقل الكردي الذي عايشته لفترة خمس سنوات دقيقة بدقيقة بل ثانية بثانية في الفترة من عام 1979 إلى عام 1984 أيام الدراسة في بغداد، ولكي أضع المتابع العربي بصورة العقل الكردي وطريقة تفكيره أقص عليه واحدة من تحشيشاتهم العقلية لكي نعلم طريقة تفكيرهم المقلوبة.

فبينما كنت أسير مع صديقي الطالب الكردي رزكَار كما هي عادتنا يومياً ومعنا الصديق حسن من أهالي غماس بعد إنتهاء الدوام في الطريق إلى مدينة الكاظمية وكنا يومياً نلقي على بعضنا النكت التحشيشية العربية والكردية؛ ومر بجانبنا في الشارع العام رجل يمتطي دراجة هوائية مربوط خلفها حبل معلق في رقبة حصان، والأمر طبيعي جداً بالنسبة لأي عاقل حينها كنا نلقي بالنكت الكردية على أخونا رزكَار وكان على قول المصريين (مزنوكَ)، و فجأةً إنهار رزكَار بالضحك وهو يؤشر لنا على هذه الحالة وهو يردد عرب عرب عرب فتعجبنا من حاله لأننا لانرى مايراه، فقلنا له (شنو المشكلة) فقال (شلون هازا العربي يصعد الدراجة وخلفه الحسان، غير هو يصعد على الحسان ويسحب الدراجة) عندها لكم أن تتصوروا حالنا حيث ركبتنا هستيريا الضحك ووصل الحال بصديقنا حسن أن تمدد على الأرض على ظهره وهو يضحك ويرفس، كان ذلك الحادث في شهر آب عام 1982.

لهذا فأنا لا أستغرب من مقال هذا الكردي الذي أعاد لنا أيام جلاوزة المقبور عدي وجلاوزة مسعود عفواً صدام رئيس النظام السابق، فقد قال عن حنان الفتلاوي إنها صاحبة نظرية الفتن سبعة مقابل سبعة والتي حورها العفالقة الطائفيون والكرد الشوفينيون، فهي كانت تعني أن أخواننا السنة دائماً مايطالبون بالتوازن في الوظائف العامة وشغل المناصب في الوزارات السيادية وأهمها المناصب الأمنية فقالت أتمنى أن يحصل التوازن في تقديم التضحيات من أجل الوطن، أي إذا قدم الشيعة سبعة شهداء أتمنى أن يقدم السنة مثلهم في سبيل الوطن، وأن تكون مطالبتهم بالتوازن في السراء والضراء.

أما حول شرحه قصة حياة مسرور بن مسعور فقد جعل منه بطلاً عالمياً كما كان يفعل جلاوزة عدي لكي يعدوا العدة له ليستلم السلطة بعد أبيه، ولكي يبقى الكرد رهينة تحت رحمة العائلة البرزانية التي تستأثر هي ومن حولها بكل مقدرات أقليم كردستان، التي حرم منها الغالبية الكردية التي ترزح تحت خط الفقر، وأنا أقول ذلك من خلال معايشتي لهؤلاء الفقراء قبل حوالي ست سنوات، حيث مكثت لأكثر من خمسة عشر يوماً في أربيل، وكان أطفال المدارس الإبتدائية يفضلون حكم صدام على حكم العائلة البرزانية كما قال لي مجموعة من التلاميذ والكثير من العوائل الفقيرة التي بالكاد تستطيع أن تجد قوت يومها.

وقد تطرق الكاتب لبعض النقاط الجوهرية وتعامل معها كما تعامل أخونا رزكَار من قصة الحصان والدراجة الهوائية(الماطور)! فذكر أن مسرور امتعض من ارسال الحكومة رواتب المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في الوقت الذي تمتنع فيه عن ارسال ميزانية الاقليم، ونقول له بكل بساطة أن ميزانية الأقليم مربوطة بتسليمكم نفط الأقليم المصدر وبما إنكم لم تلتزموا بالإتفاق فلايمكن أن تصرف لكم الميزانية، وأنتم بكل بساطة عاملين كالمنشار على قول المصريين (طالع واكل نازل واكل) وهذا غير ممكن، ونفس الحال ينطبق على قضية دعم قوات البشمركَة.

أما فيما يخص تخوف عدي عفواً مسرور من عمليات الثأر بين السنة والشيعة وتعميق العداوة فيما بينهم، فثق أن العرب كلهم بسنتهم وشيعتهم يعرفون ويدركون تماماً دور الكرد منذ سقوط النظام عام 2003 في تأجيج الخلاف بينهم وتعميق الشرخ بينهم لأسباب متعلقة بإستكمال مشروعكم القومي، وخدمتكم للمشروع الصهيوأمريكي لتقسيم العراق، وكل مايحدث اليوم من تلاحم بين الشرفاء من السنة والشيعة وكل طوائف العراق وقتالهم جنباً إلى جنب لتحرير أرض العراق سيكون له أثر طيب

بعون الله في تمتين أواصر العرب وأخوانهم التركمان وباقي الطوائف، ولايمكن لمؤامراتكم أن تستمر إلى الأبد ويوم الخلاص من داعش سيكون هو يوم الخلاص من طرهاتكم وعقلياتكم البغيضة.

أما فيما يخص تعديك على شخص حنان الفتلاوي فأترك الرد لها فهي أولى بالرد، ولا نريد أن نكون بوق للآخرين، ولكن أغاضنا كلامك المسروري ووصفك له بالجبل الشامخ والصرح الشامخ، فهذا بالنسبة لنا العرب لن يصلح معنا لأننا تحررنا من هذه الطرهات والباقي عليكم . نسأل الله أن يهديكم وينير عقولكم لكي تضع الحصان في مكانه الصحيح ولله في خلقه شؤون.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات