23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

الكراهية لا تثمر نفعاً ومن يعتمدها يخسر نفسه وقضيته, قد يتعامل بها البعض لتحقيق الطاريء من المكاسب لكنها ستكون المعول الأخير لحفر الهاوية, مسعود البرزاني مثلاً غرس الضمير الكردي بالكراهية للمجتمع العراقي واستطاع انهاك الدولة وتسبب في سفك دماء العراقيين واضاف الكثير الى معاناتهم وافسد اجواء الأخوة والتعايش السلمي بين المكونات, ممارسات كيدية اطلقت ردة فعل وطنية مضادة سوف لن يحصد منها الكرد ما ينفعهم.
كان ابناء الجنوب والوسط متضامنون مع حقوق الشعب الكردي ولا غبار على ذلك, مسعود ومن اجل الزعامة والتمدد والثروات, كسر جسر البعد الأستراتيجي التاريخي معهم والحق ضرراً بقضية شعبه, حتى النظام الفدرالي وتجربة الأقاليم جعل منها سلوكه امراً مخيفاً لشعوب المنطقة ووضع العراقيين امام مهمة اصلاح دستورهم وتطهيره من مواد الأبتزاز والفتن والتمزق.في النفس الأخير سيكون مسعود اشد شراسة, وجوده خارج الرئاسة سيفتح عليه الكثير من الأسئلة الجنائية وستدق ابواب مصيرة قوانين واجراءات لا يمكن تجنبها, كثير من المجازر الدموية التي ارتكبت بحق مكونات الشعب العراقي بما فيها الشعب الكردي تحمل بصماته, هنا على المعارضة الكردية ان لا تستبعد كارثة الحرب الأهلية (لاسامح الله) وعلى الدولة العراقية ان تتجنب ما يخطط له من صدامات عند نقاط تماس المتنازع عليها!!! لتكون مبرراً لأعلانه حالة الطواريء في الأقليم يرافقها حملة ثأرية من الأبادات والتصفيات الداخلية.ثلاثة عشر عاماً وثرثرة الأنفصال عن العراق لم يتوقف هذيانها وتواصلت جزء من مكيدة التمزق المجتمعي, لعبة كان مسعود الملعوب فيها عبر علاقات مشبوهة مسلفنة باعلام مرتزق كلف بطون فقراء الشعب الكردي خبزها ودُفعت مكرماته من شحيح ارزاق الجنوب والوسط.  ما كان ممكناً لتلك اللعبة الأقليمية الدولية التي تكفل بها مسعود ان تُمرر لولا صفقات البيع والشراء التي عقدها مسعود مع قيادات الأحزاب الأسلامية الحاكمة شيعية كانت ام سنية, تلك الأحزاب التي كانت مهيئة اخلاقياً وتربوياً واجتماعياً من داخل بيئة التبعية والأرتزاق, استطاع مسعود ان يبتزها ويجندها كيانات مصابة بفقر الأنتماء والولاء, تحاصص معها الثروات الوطنية وتمدد فيها.كان يمكن ان يحدث الأنفصال قبل او بعد عام 2003 لكن قائد حزب العشيرة لايرغب الفطام عن مراضع الثروات العراقية, المكاسب المادية التي دخلت جيوب العائلة وحزب العشيرة سحبت البساط من تحت القضية الكردية, كان مفروضاً ان تدرك قيادات الأتحاد الوطني وحركة التغيير ابعاد اللعبة مبكراً ليجنبوا شعبهم تبعاتها خاصة وان العراق سيتجاوز حكومة نكبته في انتفاضة شعبية من داخل صناديق الأقتراع في الأنتخابات القادمة.
ثرثرة الأنفصال كذبة وضعت الشعب الكردي في منتصف الطريق وستتواصل حتى نفسها الأخير من دون ان تثمر واقعاً, نجحت فقط في تجييش المواطن الكردي عدوانية ضد الشريك الأخر, شعب يتغرغر اوهام قائده في دولة عظمى على نصف اربيل تفتقر الى ابسط شروط الأنسجام الداخلي ما هي الا حالة نفاق ابتزازي مشحونة بالكراهية وشهوة الأقتتال المؤجل.مستقبل الشعوب لايمكن استنساخه او اعتبار الكيان اليهودي في فلسطين نموذجاً وهو المعلق في حبال القوة الغاشمة بعيداً عن شروط الأنتماء للبيئة الجغرافية والتاريخية والأجتماعية والثقافية والتراثية لشعوب المنطقة, حالة مرهون عمرها بعمر المصالح الدولية, اي مستقبل تنتظره امارة مشبوهة العلاقات على نصف اربيل معزولة ومنبوذة احياناً عن محيطها الكردي تحتضنها اربعة دول عملاقة بأقتصادها وجغرافيتها وارثها الحضاري, تجمعها مصالح واستراتيجيات مشتركة, قوة اقليمية لامصلحة لدول العالم ان تجاهلها؟؟؟.  مسعود يسير على الطريق الخطأ والأوهام لاتحقق قضية, في محيطه حراك ومتغيرات جذرية, العراق سيكمل بناء دولته قوة اقتصادية جغرافية وعراقة حضارية, سوريا ستعود متماسكة اكثر مما كانت عليه وايران تجاوزت عثراتها وتعاظم نفوذها الدولي والأقليمي, وستندمج تركيا صاغرة في اقتصاديات الجوار والخليج السعودي استنفذ مرحلته وسيتفكك وتعاد صياغته على قيم حسن الجوار والمنافع المتبادلة, في هذا الواقع الجديد على الشعب الكردي ان يسلك طريق الأخوة والتضامن والتعايش السلمي مع شعوب المنطقة ومن داخل الأطر الديمقراطية سيحصل على حقوقه الوطنية والقومية سلمياً. 
مسعود يختنق الآن بدخان الكراهية للعراق, وقبل ان تختنق معه احزاب المعارضة اعلنت اتفاقها التاريخي الأخير بين الأتحاد الوطني وحركة التغيير, حالة افلات من عتمة كهف القائد الضرورة الى فضاءات التعايش السلمي حول المشتركات الوطنية مع المكونات العراقية الشقيقة, خطوة تاريخية يجب مباركتها ودعمها واتخاذها البديل الوطني لأنعاش الأخوة والتضامن وعدالة الشراكة.الأتفاق بين الأتحاد والتغيير خطوة تاريخية تستحق الأهتمام الأستثنائي ويجب مباركتها والتفاعل معها من قبل جبهة الأصلاح وامتدادها الشعبي, على المثقف العراقي بشكل خاص ان يكون مؤهلاً لتفهم الحراك الكردي الذي تبلور عنه الأتفاق الأخير كجزء من حراك وطني عراقي, على المكونات العراقية ان تبادر لفتح صفحات التضامن الوطني الأنسامي مع اشقائهم في الأقليم وتطوي معهم صفحة البرزاني.