23 ديسمبر، 2024 8:22 ص

ثانية مع ماكورماك

ثانية مع ماكورماك

للمرة الثانية اجد نفسي مضطرا للكتابة عن البريطاني جيمس ماكورماك الذي استوردنا من شركته اجهزة كشف المتفجرات والذي يقضي حاليا عقوبة السجن في بلده بريطانيا وامدها عشر سنوات بتهمة الكذب والخداع. ملخص ما كتبته في المقال الاول الذي حمل عنوان “ماكورماك عذرا لك”  انه في الوقت الذي حوكم فيه الرجل في بلده  فاننا بدأناا جراء ذلك حملة مطالبة من بريطانيا باسترداد اموالنا التي نهبها بينما لاتزال اجهزته تعمل في كل سيطراتنا؟ ايضا من المفارقات الغربية واللافتة للنظرحقا هو ان القضاء العراقي كان قد اصدر حكما بالسجن ضد من قيل  انه كان السبب في استيراد تلك الاجهزة (اللواء جهاد الجابري) ولمدة سبع سنوات.   
واليوم حين اكتب ثانية عن ماكورماك  فلان عناصر جديدة للقصة قد ظهرت سواء على صعيد قضيته هو شخصيا او على صعيد ملف السونارات او اجهزة كشف المتفجرات طبقا لما بات يكشف من وثائق ومعلومات. ولعل اهم عنصرين في ملف هذه الاجهزة التي لاتزال تعمل في كل سيطراتنا حتى لحظة كتابة هذه السطور هما الفروقات الهائلة بالسعر والكفاءة وفي الحالين معا النتيجة مرعبة.
فعلى صعيد السعر فان من تفاوض وتعاقد وتفاهم لم يطبق ولو اقل القليل من المثل القائل “اذا اردت ان تاكل مع العميان فاكل بانصاف” ذلك ان كون الجهاز الواحد لايتعدى سعره الـ 26 دولار بينما تم بيعه لنا في الوجبة الاولى بـ 66 مليون دينار امر يشكل فضيحة اخلاقية قبل ان تكون قضية فساد مالي واداري. لان من تفاهم وتعاقد لم يعتبرنا “عميانا” بل اعتبرنا ازواجا و قشامر و كمش.   
الجديد الذي ظهر الان ان هناك اكثر من مسؤول رفيع او متوسط الحجم او ربما حتى من الحجوم الكبيرة اما متورط مباشرة او له ضلع بشكل او باخر وبالتالي فان احدا لا يستطيع اتخاذ قرار برفعه من السيطرات لاسباب قد يجهلها حتى الراسخون في العلم. والا كيف نفسر مثلا اصدار هيئة النزاهة عندنا امرا بالقاء القبض على ماكورماك المسجون في بريطانيا. ربما هناك من يقول ان مذكرة القبض هذه هي مجرد اسقاط فرض او “كلمة التنكال” مثلما يقال ولكن .. وهنا اضع ستين خطا تحت هذه المفردة .. ماذا لو تم تفعيل المذكرة وسلم لنا البريطانيون ماكورماكهم؟ عندها سيكون ذلك اسعد يوم في حياته لانه سيبقى 60 سنة حرا طليقا قبل ان تتفق هيئة النزاهة مع لجنة النزاهة مع مكتب القائد العام  مع القضاء مع الرقابة المالية على كلمة سواء .. عند الاتفاق ستكون قد مرت الذكرى التاسعة والخمسين على وفاته .. ومن يدري فربما يتفقوا على اعتباره .. شهيدا. وربما نقيم له تمثالا في احدى السيطرات.