كان ثامر واحدًا من العديد من الأشخاص الذين زُجّ بهم في السجون نتيجة بلاغات المخبر السري، الذي ضلل القضاء العراقي بمعلومات كاذبة ومفبركة، ربما بدافع العداوة أو الحسد أو لمجرد افتقاره لمشاعر الإنسانية. ومهما كانت الدوافع، فقد دفع ثامر ثمنًا باهظًا من حياته.
ستة سنوات من ريعان شبابه. عاشها مقيد الحرية خلف القضبان..
واليوم، يعود ثامر إلى الحياة من جديد بعد أن استعاد حريته إثر صدور قرار بإعادة محاكمته، بناءً على التعليمات الصادرة من مجلس القضاء العراقي الأعلى، الذي يعمل بجدية لإنصاف المظلومين في ضوء قانون العفو العام الذي أقرّته الحكومة العراقية. وقد نالت قضيته اهتمام محكمة الجنايات في محافظة نينوى، التي قررت استبدال حكمه من السجن المؤبد الى الإفراج عنه وإعادة الحق لأهله.
نعم… إنها الحرية، الكلمة التي لطالما حلم بها الإنسان، الحرية التي يرفع رايتها الحق، لتبقى مطلباً إنسانياً خالداً في وجه كل أشكال الظلم والقهر.
لقد أمضى ثامر ستة سنوات خلف القضبان في أحد السجون العراقية، محروماً من حريته الشخصية بتهمة لا علاقة له بها. لم يؤذِ أحداً، ولم يكن سوى شاب بسيط يعمل في محله الصغير لبيع الملابس قرب منزله، حتى جاء يوم الاعتقال الذي غيّر مجرى حياته. لم يرَ أمه وأباه طوال هذه الفترة لأنهما مقعدان بسبب المرض ولا يستطيعان الذهاب لمواجهته في السجن.
واليوم، وبعد هذه السنوات المؤلمة، يعود ثامر إلى كنف عائلته ومنزله المتواضع، ليستعيد حياته الطبيعية ويمارس حقه المشروع في بناء مستقبل كريم. نأمل أن يكون أحد المساهمين في بناء مجتمعه، ناشراً روح المحبة والتسامح بين أصدقائه وأقاربه.
نتمنى له أن ينسى سنوات الظلم والسجن، وأن تفتح له أبواب الحياة من جديد، فالقلب المتسامح هو الوحيد القادر على المضي قدماً وبناء مجتمع يسوده العدل والإنصاف. كما نتمنى من الحكومة العراقية إنصاف هؤلاء الأبرياء المظلومين وتعويضهم مادياً ومعنوياً كرد جزء بسيط مما عانوا منه خلال سنوات السجن.بسبب ظلم بني البشر لاخيه في الانسانية..