23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

ثائر يعيش محنة البرد تحت الصفر

ثائر يعيش محنة البرد تحت الصفر

انخفاض في درجات الحرارة منذ وقت ليس بالقصير ودرجة البرودة تحت الصفر لا تفارق منازلنا دفعتني للبحث عن الخشب للدفء و(جلبه ) ووضعه في موقد النار,الأصوات متعددة منها صوت الأمهات الثكلى والنساء الأرامل والصغار يتباكون من شدة البرد ويرتجفون,البرد شديد في الليل، ولا استطيع تدفئة ألأطفال، فالموقد لا يمكن إشعاله طوال الليل، خشية من أن تلتهم نيرانه منزلنا,الطفلةٌ الصغيرة لم تعد تستطيع التحمل ليس أمامي أي حل سوى احتضانها لعل دفئا يتسرب إليها,أجريت عدة اختبارات لتجنب أي مأساة قد تحدث فالبرد أِشبه كوحش كاسر,أو سيارة مفخخة لن تستثني العنوان والهوية إذا انفجرت ,التحصين الأمني سيجنب المتحصن من الهلاك ,أما البسطاء والفقراء والضعفاء فأنهم أول المستشهدين على يد الباحثين عن حور العين في الجنة التي ستكون درجة برودتها سلام وأمان ,فتحت الصفر تعني درجة الوجع والألم الذي يعيشه الحُر منذ الصغر بسبب عدم تغير المناخ ,فالشتاء باق ٍ,وقسوة برودته جاءت جراء قوم ليس لهم أي ضابط أخلاقي وإنساني يردعهم من ارتكاب الآثام ,هو في نظرهم جزءٌ شاذ ,فعندما يتحول الكل للمعلول يصبح الجزء غير صالح للعمل في بيئة تتنفس الفوضى والخراب وتنشر الدمار كثقافة تعلمه للناس لأنها لا تريد سوى الخطأ في حياتها ,وهناك تحت الطاولة المتصافحون سراً والمتخاصمون علناً درجة حرارتهم لا نشعر بها ,يظهرون نزاعاتهم وسجالاتهم للملاء زعماً أن علاقاتهم السياسية والاجتماعية متجمدة ظاهراً,جوهراً هي في آوج حرارتها وانصهارها مع بعضها ,والناس تنسج الحكايات والأقاويل بأن (س,ص) يعيشون أزمة الخطاب وهذا التأزم في طرح الرؤى والأفكار منعكس تماماً على واقع الحياة الناس سلباً , تحت الصفر والأحرار يبحثون عن متنفس بين زحام الإمعات بوجوه تدعي الانضباط والتفاني والحرص على الواجب لكن في الحقيقة لا يوجد سوى تسيب وعدم احترام لأي معنى للاحترام ,تحت الصفر ونحن نتذوق العذاب ومرارة طعمه ,فالانجماد في مواقف وثوابت البعض لن يسمح لها من الذوبان أو حتى التدفئة,يشاهدون المنادي ينادي هل من معين وناصر ومساعد ؟لا يجيبون بالرغم من سماع الأصوات وعلى وجه الخصوص صوت طفلة صغيرة
لا تطلب منصب أوموقع مسؤولية ,أنها تريد مدفئة وشرشف يقيها البرد ودمية قديمة (لعيبة عروسة) تنام بجانبها لتحاكي لها همومها ووجع جراحها ,وتقول لها غادروا الأحبة وارتحلوا دون رجعة وتركوا ذكريات مؤلمة تنمو معنا لتغرس جذورها في قلوبنا,تحت الصفر هنالك من لا يمتلك مقومات بناء الإنسان كالصدق والأمانة والنزاهة يمارس الخديعة والغش والسرقة بعناوين عديدة ووجوه متلونة ,تحت الصفر لؤلئك الذين لا يمتلكون أية درجة من الحمية و المروءة ومساعدة المستضعفين ونصرة المظلومين والفقراء وهم ينظرون للناس بنظرة دونية فوقية بأنهم أفضل منهم ,ناكثي العهود والمواثيق تجدهم مع كل ناعقة ينعقون ,تحت الصفر سيتوقف قلب أهات الأمهات الثكلى والنساء الأرامل واليتامى من الأطفال ,ووجع الآباء بفقدان أولادهم ,تحت الصفر لازلنا ننتظر بصبر عودة الغائب ,مع اشراقة كل شمس عسى بظهوره تلتئم الجراح بعدله .