11 أبريل، 2024 7:24 ص
Search
Close this search box.

( تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ )

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما إقتحمتم منازل الأكراد الفيليين في بغداد خلال السبعينات من القرن الماضي ،وسرقتم كل مقتنايتهم الثمينة ، وسلبتم كل ممتلكاتهم وعقاراتهم وأوراق ثبوتيتهم ،ورميتم بهم من فوق ظهر الشاحنات الكبيرة في الطرق الوعرة ، وتركتم كل تلك العوائلبنسائهم وأطفالهم ليلاً في العراء أسارى للبرد القارص من دون أن تسمحوا لهمبأصطحاب أية ثياب إضافية ، وأتهمتموهم بأنهم (تبعية إيرانية) …..

عندما إقتحمتم مدن (المحمرة) و (قصر شيرين) عام (١٩٨٠) وتسلقتم الجدران من منزلإلى منزل ، وخضتم حرب الشوارع والأزقة في الوقت الذي كان سكان تلك المدن قد غادروهابساعات قبل هجومكم ، ولم يتمكنوا حتى من إكمال فطورهم الصباحي ، فغادروامساكنهم وتركوا لكم المصاحف مفتوحة لتحرس منازلهم ، وتذكّركم (بأن دم المسلم ومالهحرام على أخيه المسلم) ، فدنّستم منازلهم ، وسرقتم وسلبتم كل ما لاحته أياديكم القذرة

عندما أقدمتم على زج الآلاف من أبناء بلدكم في السجون ، واقتدتموهم إلى حبالالمشانق وأحواض التيزاب ، لمجرد أنهم عارضوا في سرّهم الظلم الحاصل ، وصادرتمأملاكهم وسلبتم أبناءهم كل مقومات الحياة ، لأنهم باتوا يشكلون خطراً على الحزبوالثورة

عندما أقدمتم على حرق آلاف القرى الكردية في عام ١٩٨٨ ، وغيّـبتم رجالهم وشبابهم فيمقابر جماعية ، وسلبتم كل ما وقعت عليه أعينكم وأيديكم ، وتفاخرتم بتوزيع حلالهموقطعان أغنامهم بينكم كغنائم حرب ، وأقتدتم نساءهم وأطفالهم على ظهر الشاحناتالعسكرية من مدينة إلى مدينة كسبايا حرب ، وأودعتموهم في سجون ومعتقلات كبيرةأسميتموها بالمخيمات 

عندما غزوتم جارتكم في عام ١٩٩٠ وقتلتم من قتلتم ، وغيّـبتم من غيّـبتم ، وشرّدتم منتبقّى منهم ، وسرقتم بل كنستم كل ما لاحته أيديكم من ممتلكات وأموال ، لأنهم طالبوابالديون التي بذمتكم ، ثم أقدمتم على حرق مدنكم وقتل أبناءكم الذين أنتفضوا علىالظلم والعدوان في عام ١٩٩١ ، ونهبتم كل ممتلكاتهم وإنتقمتم منهم شرّ  إنتقام ،فأودعتم الآلاف منهم في المقابر الجماعية ، وشرّدتم الآلاف الآخرين إلى دول الجوار ،بحجة أنهم غوغاء

ثم تسابقتم لأستقبال (قائدكم الفذ) بالرقصات والأهازيج والهتافات ، وأقمتم في الموقعالذي هبطت فيه طائرته جامعاً كبيراً تيّـمناً بآثار أقدامه ، وعندما سمعتم قائدكم يقول (كلالعراقيين بعثيون وإن لم ينتموا) تسابقتم إلى المقرات الحزبية لتستجْدوا منهم الصّفح ،وتتبرؤا من أخوانكم وآباءكم ، وتطلبوا الأنتماء إلى صفوف الحزب القائد ، فأقمتم المآدبوالولائم لكلاب السلطة ، وأنشأتم الجداريات لصنمكم الأكبر عند مداخل مدنكم ومبانيكم

ثم تسابقتم إلى طرق أبواب شياطين الدنيا لتتوسلوا إليهم وتطلبوا منهم إحتلال بلادكم، فقدمتم خلف دباباتهم محتلين ، لا فاتحين ولا محررين ، ونهبتم ممتلكات شعبكم وحرقتمكل مباني دولتكم ، بل نهبتم ممتلكات كل من ترك منزله خوفاً من القصف ، وإتهمتموهمبأنهم من أزلام النظام السابق

ثم تسابقتم إلى مؤسسة الشهداء والسجناء لتطالبوا بحقوقكم من الدولة ، كونكم منضحايا النظام السابق وأنكم من ذوي الشهداء والسجناء ، وهرعتم إلى لجنة الفصلالسياسي لتطالبوا بالتعيينات وتعويض جميع مبالغ السنوات التي حُـرِّمْتم منها بسببنضالكم السياسي العتيد ومقارعتكم للدكتاتور (عندما إستقبلتم قائدكم بالرقصاتوالأهازيج) …!!!

ثم إكتشفتم أنكم محتلين وطالبتم بالوطن ، فتسابقتم لأستقبال الدواعش وبيعة خليفةالدولة الأسلامية ، وجئتمونا بالحرق والنحر والسبي وجهاد النكاح ، وسلبتم ممتلكاتالمسيحيين بعدما هجّرتموهم من مدنهم ومنازلهم 

ثم تسابقتم لأستقبال (البابا) بالرقص والأهازيج ، وأقمتم القدّاس وصلّيتم معه ،وتوسّـلتم إلى الربّ لتطلبوا السلام من رب اليسوع …!!!

وتطلبون من الله الرحمة …!!!

وتطلبون من السماء العدالة …!!!

(تلك إذًا قسمة ضيزى)

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب