23 ديسمبر، 2024 10:56 ص

تُمُّوز تحتَ راية الله أكبر ياعلي أكلتنا الأَحْزَابُ !

تُمُّوز تحتَ راية الله أكبر ياعلي أكلتنا الأَحْزَابُ !

تُمُّوز 1958 ينضُج ثورة شعبيَّة عام 2018م ضدَّ أحْزَابَ الفساد والفشل وتزوير الانتخابات، ويطالب باستحقاق النِّظام الرّئاسيّ وتعديل الدّستور بعد مساقط ظِلال حُمولة 6 عقود مِن تناقضات سنين اُخوة الشّقاق والنِّفاق بَدءً بالبصرة جَنوبيّ العِراق صُعوداً إلى وَسَطِه وشَماله كما كان الحال إبان سنيّ حزب صدّام “ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ” (سورَةُ يُوسُف 49)، عَامُ بعث العِراق القائِح الجَّريح نازف بنيه في تُمُّوز القاسم المُشترَك الأعظم عبدالكريم قاسم وتحت راية الله أكبر ياعلي أكلتنا الأَحْزَابُ ! (على نهج بلاغة نُحات مدرستي العِراقين البصرة والكوفة: أكلتنا البراغيثُ !)، لا بعث صدّام، لا إعلان مظلوميَّة أيتامه الشّيعة مِن لُندن الَّذين ما زالوا يهود العصر في كُلّ مصر وثغر بعد عَقدٍ ونصف العَقد في ظِلّ سادات الفسادات الأدعياء، مِن المخاض المُؤلِم المُعسر وعودة حزب دعوة الدّاعي أبي يُسر حيدر العبادي. تُمُّوزُ يزهرُ كقادة الطَّبقة العاملة ومناضلو الفكر المخمليّ الشُّيوعيّ، يتحدّرون من الفئات الوسطى، مُحامين وصحافيين ومُدرّسين، بورجوازيون صغاراً في موضوعة «الانسلاخ الطَّبقي» بقبضةِ قفازٍ مِن حرير، على نهج مقولة فريدرك إنجلس عن «Intelligentsia»، الزَّهرة التي تنمو على صدر الطبقة العاملة، على رأيّ كارل ماركس: “ هاهُنا الوردة، فلْترقصوا هُنا !”. محليَّة المظلوميَّة تستدعي عالَميَّة إدانة خُلفاء صدّام (على نهج محليَّة «نجيب محفوظ» استدعت جائِزة نوبل العالَميَّة، ومحليَّة مُنتدى مدينة أصيلة على مدى 40 حولاً على حوار ابنها سفير المغرب لدى أميركا «محمد بنعيسى»).
ويتيمةُ الدَّهر بغداد لها شروطُ دَعدٍ في بعلِها المأمول “ يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ * مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ” (سورَةُ الأَحْزَاب 20- 40). «الخطيئة الأصل» ينعتها الكاتب الفرنسيّ Pascal Bruckner مولود باريس عام 1948م بعد قَرن مِن زَمن كارل ماركس كومونة باريس الَّتي اخترقت السَّماء !، بـ«عويل الرَّجُل الأبيض»، النادم على تاريخه الكولنيالي و«تدميره للبيئة». مبدأ «الطَّرد مِن النِّعمة» والحرمان الكنسيّ الرَّهبانيّ ومحاكم تفتيش المَرجِع الإخوانيّ الأكبر المُرشِد السَّيِّد الأعلى الوَليّ الفقيه، يتخذ شكل نبذ الخصوم السياسيين واعتبارهم مجرد مرضى بـ«الفوبيا» أو «بيضاً غاضبين جاهلين». التصورات الآخروية الأبوكالبسية بسبب «خطايا البشر» أصبحت تتخذ شكل انتظار كارثة بيئية أو نهاية العالم، بسبب التقدم التقني. مع أنظمة للزُّهد والتقشف تشبه أنظمة الرَّهبنة مِن حيث حديث: لا رهبانيَّة في الإسلام، لكنها تتخذ اليوم، للمُفارقةِ، إشكالاً استهلاكياً قائماً على ابتياع المُنتجات «الصّحيَّة»، فضلاً عن تشكك شِبه طهوريّ بالجنس والإباحيَّة، بعد خيبة الأمل بالثورة الجنسيَّة، التي لم تستطع أن تكون بديلاً عن التفكك الاجتماعي لدى الفِئات الرَّثة المُتحاصصة قوميَّاً طائِفيَّاً في ثورة مُضادَّة على تُمُّوز. ​تصدّى المُتظاهرون للدَّبابات ألأربع الَّتي قادها الشّاعِر الثائِر على حُكم الزَّعيم، صالح مهدي عمّاش الصَّديق الحميم لشاعِر العرب الجَّواهريّ الكبير – في نُزهة إلى مَعقِل قاسم ثمّ إلى مُلّا برزاني!، صعدَ المُتظاهرونَ فوقها، وفتحوا أغطيتها واخرجوا قادتها مِن الضُّباط المقودينَ، وقتلوهم بالخناجر والسَّكاكين وسحبوا جثثهم وقطعوها شُلواً شُلواً واحرقوا دبابتين، قُتل المُلازم وجدي ناجي والمُلازم طارق صادق والمُلازم شبّوط جاسم، وأُصيب آخرين وكانَ شبّوط أوَّل ضابط بعثي يقتل في 8 شباطحسب شهادة طالب شبيب ص83- ذاكرة طالب شبيب د.علي كريم سعيد ص 26 الطبعة الاولى 1999 دار الكنوز الادبية بيروت، شهادة المُقدَّم جاسم الجَّنابي (أقولها للتأريخ، تجمع الناس في باب وزارة الدّفاع، وكان هناك مخزن في الوزارة للأسلحة وطالبوا بالسّلاح، لكن عبدالكريم قاسم رفض توزيع السّلاح وقال: لا اُريدها حرباً أهليَّة سنعالجها. واتصل متي الشَّيخ/عضو المكتب السّياسي للحزب الشُّيوعي العراقي، مِن ساحة التحرير، بوزارة الدفاع، وتحدث مع وصفي طاهر، وكان حاضراً معه الشّاعِران رشدي العامل ومُظفر النوّاب، اتصل متي من بناية مرجان، قائلا: نحن موجودون بساحة التحرير، نحتاج إلى سلاح واثنين مِن الضُّباط، لقيادتنا إلى مُعسكر الرَّشيد، وأكّد متي الشيَّخ امكانية ضبط مُعسكر الرَّشيد، وكان معهم جنود كُثر في السّاحة… لكن وصفي طاهر، أكّدَ انّ الزَّعيم لا يُوافق ويرى ان الحركة ستفشل، وقال الصَّحافيُّ يونس الطّائي: انَّ العميد سعيد مَطر بقي في 8شباط في وزارة الدفاع، حتى السّاعة الرّابعة عصراً وبعده لم اره، وكان مُنزعجاً مِن عبدالكريم قاسم، وقبل ان يختفي أو يُغادر الوزارة مُتسللآ، قال لي: لا يعطي السّلاح للشَّعب، مُشيراً إلى الزَّعيم. فاضل عبّاس المهداوي..صبيحة 8 شباط في بيته، يتصل به مُمثلو الحزب الدِّيمقراطيّ الكُرديّ طالبين مِنه مرافقتهم هو وعائلته الى شَماليّ العِراق..، كانت قد سمع البيان رقم(5) من الأذاعة الذي يطالبه بالتسليم، يعفط المهداوي للبيان ويكمل لبس ملابسه العسكرية،ويرد على توسلات عيني زوجته: لن أهرب ولن يقول أحد عني جبان.. ثم يتجه المهداوي الى وزارة الدفاع مصطحبا معه ابنه النائب ضابط (صادق) وأخيه النائب ضابط عبد الجبار.. إلى حيث يتموضع الزَّعيم ..وهو في طريقه الى زهرة الرُّمان، ماذا كان يردد المهداوي وهو صديق الجَّواهري؟ هل كان يترنم بـ(أتعلم انت ام انت لاتعلم…؟)، ام تذكر صديقه البياتي وقرأ (أنا عامل اسمي سعيد؟) ام احدى قصائد(جئتم مع الفجر) لصديقه بلند الحيدري، الذي لايذكره بالمناضل جمال الحيدري، ام احدى قصائد مُظفر النوّاب؟ او اشعار كاظم السَّماوي؟ شهادة منور فاضل عبّاس المهداوي. آمر ألأنضباط العسكري العميد عبدالكريم الجّدَّة والمُرافق ألأقدم للزَّعيم عبدالكريم قاسم: العقيد وصفي طاهر: يبديان بسالة كبيرة للتصدي للهجوم، وبقي عبدالكريم الجّدَّة، يُقاتل خلف النافورة ألأماميَّة، أمام البوّابة الدّاخليَّة للوزارة حتي أُصيب بطلق ناري، وجيء بجثته وجثة وصفي طاهر إلى دارة ألأذاعة ووضعتا في الحديقة ألأمامية أصابت وصفي طاهر رصاصتان بصدره، واحدة أخترقت القلب تماماً. النقيب المُظلي منعم حميد والمُلازم نعمة فارس المحياوي، في ستوديو الموسيقا اغتالا سيادة قيادة جُمهوريَّة العِراق رمياً بالرَّصاص غيلةً وغدرا.