في إحتفالية يوم الشباب العالمي، ألقى العبادي كلمة فيه، سوّدها بخمسة عشر ضحكة له، كما عدّها بعض الناس، فيما بغداد تعصف بها المفخخات، ويراق على جوانبها الدم، ما بال قيادات الدعوة، مستهترة ومستهزئة بالدم العراقي!؟
أبراهيم الجعفري في حكومته المؤقتة، التي حدثت في أيامها. أكبر فاجعة، ألا وهي: تفجير مرقدي الأمايين العسكريين.
كانت الشيعة في حالة هيجان وغضب شديد، بسبب تلك الحادثة الأليمة، وأصبحت الفتنة لطائفية على الأبواب، كادت أن تحرق الأخضر واليابس، لولا تدخل المرجعيات الدينية الأربعة، وصدور منها بيان، دعت فيه الى ضبط النفس، وتفويت الفرصة على أعداء العراق.
لكننا رأينا السيد الجعفري في اليوم التالي، يظهر على شاشة العراقية، مع الأرعش( عدنان الدليمي)، الأرهابي الأول، صاحب نداء( قادمون يا بغداد)، يتقهقهان، وكأن لم يحصل شيء!
أكثر من 1000 قتيل من شبابنا في سبايكر، والمالكي لم تسقط دمعة واحدة منه، ولم يعلن حداد عليهم، بل لم يكلف نفسه في معاقبة المتسببين!
أرّخ الكاتب والأيب الكبير المغترب( نعيم عبد مهلهل) ـ أبن محافظتي ـ حادثة وصفها( تايتانيك وأحزان بنات الشطرة) في مقاله، يقول:( بتاريخ 28/12/1962 حلت في مدينة الشطرة 50 كم شمال الناصرية، مأساة لم تشهد لها المدينة مثيلا… عندما غرقت السيارة الباص الفولفو الخشبية…
غرقت السيارة الفولفو، وهي تحمل أكثر من خمسين تلميذة، ومعلماتهن في مدرسة العفة الأبتدائية، أثناء عبورها على جسر البطاط الخشبي، في ضواحي مدينة سوق الشيوخ، والنتيجة أثنين وأربعين ضحية ـ بعدد ضحايا تفجير سوق جميلة ـ أغلبهن من التلميذات، وكان ذلك اليوم المأساوي، يوما لا ينسى في تاريخ المدينة، شاع حزنه في جميع العراق، ويقال إن الزعيم عبد الكريم قاسم، لم يخفي دموعه، وأخذ منديله منه مرافقه الخاص وقد أمتلئ من الدموع، وهو يقرأ نعي لطفولة الشطرة الغريقة، التي طبعت على المانشيتات السوداء، الصفحات الأولى لصحف العراق).
كنا نتمنى أن يكون العبادي، كالزعيم عبد الكريم قاسم، يلبس السواد، ويبدل ضحكاته ال( 15) بالبكاء، كما تبكي كل يوم بغداد وتراق دما..!!