23 نوفمبر، 2024 10:00 ص
Search
Close this search box.

تَوَحُّد الشَخصيّات العَرَبِيّة السُنّية والخُروجِ مِنْ عُنُقِ الزُجاجَة

تَوَحُّد الشَخصيّات العَرَبِيّة السُنّية والخُروجِ مِنْ عُنُقِ الزُجاجَة

مدن العراق الغربية وما شهدته من احتجاجات صُيِّرَت فيما بعد لتكون اعتصامات من اجل ما سُمّيَ ب”اخذ الحقوق” كانت مَحل اختبار لجماهيرها  فيما اذا كانت مؤمنة بالعملية السياسية الجديدة او لا هي مسلوبة الارادة تَمضي مع سياسي التَطَيّف والأزمات ؟ مُعطيات الوضع مع استمرارية الحَدَث خلال تلك الفترة كَوَّنَ بِمُجْمَلِه  مُجموعة قناعات لدى المتابع والمُحلل لهذه الأزمة فكان من أبرزها ان التظاهرات لم تَكُ عفوية قط ولم تَخرج من اجل توفير الخدمات “من إقامة بنى تحتية وتوفير الكهرباء أو القضاء على البطالة “كما هو شأن أغلب مطاليب الشعب العراقي بل إنها جاءت بتحشيد وتأجيج للشارع من قبل بعض السياسيين الذين أوقعوا أنفسهم في شَرَكِ الاتهامات نتيجة “لسحب إراداتهم وتوجيهها من قبل دول الجوار العراقي” التي لم يرق لها التحول السياسي الجديد في العراق” . هؤلاء الساسة حينما تنَبّهوا أنَّ يَد القانون ستطالهم عَمِدوا الى زَجّ الشارع بالتظاهرات  وتأليبه على حكومته خصوصا أن قسما منهم كان قبل هذا متهيئ للنزول وفقط يحتاج الى الشرارة كي يعلن ثأره من احداث عام 2003 وما تلتها ؟ السؤال هنا هل أن جميع سكان المناطق الغربية موقفهم وتوجههم يقف بالضد من العملية السياسية ؟ أو لِنَكُن أكثر جرأة ونقول “هل أن جميع أبناء السُنَّة لا يرتضون للمالكي الشيعي أن يكون زعيما عليهم ” ؟؟ بدايةً وحتى لا نَغْمِطَ حَقَّ عشائرنا العراقية العربية في مناطقنا الغربية خصوصا في محافظة الأنبار علينا أن نعترف بأن الغالب منها وقف وقفة شجاعة مع الحكومة العراقية ومع بدايات سنة 2008  فشكّلوا مع أبنائهم مجالس إسناد استطاعت وبالتعاون مع القوات الحكومية من دَحرِ القاعدة وشَلِّ حركتها وأخيرا طردها من المحافظة فما الذي جرى الآن ولِمَ انقلبَ المِجَنْ لِيُعْلِنَ اليوم عن ولادةِ موقف جديد جُلَّ سعيه تعطيل العمل الحكومي ومن ثم  إسقاط الحكومة فيما بعد ؟؟ شَخصية الفرد العراقي وما تحمله من ازدواجية في كل صفاته تقريبا  تجعلنا لا نستغرب من هكذا تحول خصوصا فيما إذا زُجَّ العامل الديني والمذهبي في اتخاذ المواقف فكان الحشد السياسي المصحوب بالطائفية المذهبية أهم أسباب هذا التحول .لذا أمكننا فرز شخصيتين مؤدلجتين دينياً و حزبياً دفعت باتجاه تأزيم الوضع الحالي   !! الشخصيات الحزبية هي شخصيات  ذات أفكار عروبية قومية تؤمن بالبعث فكراً وعقيدة وتشعر بسلب حقها من قيادة العراق بعد هزيمتها وإسقاط نظامها السابق على يد قوات التحالف عام2003 لذا فهذه الشخصيات باتت تحوك المؤامرات والدسائس وتبث روح التفرقة بين مكونات الشعب ناهيك عن مؤازرتها للمجاميع المسلحة ولو لوجستياً منتظرةً ساعة الخلاص من النظام العراقي الجديد لتعيد أمجاد نظامها السابق . وأما ما يخص الشخصيّات الدينية هناك فهي تَنْهَل من منهلٍ واحد وهو السَلَفُ الصالح والسُنَّة المباركة تتأثر وتَعْتد بما يُفتيه علماء السُنَّة في السعودية وقطر على وجه الخصوص ” إذا ما اسلمنا باستعداء تلك الدولتين للعراق الجديد ” وكذالك تأثرهم ببقية علماء الدين في بقية العالم العربي عموما. لذا شكلت تلك القوى الدينية عامل ضغط إضافي على الحكومة العراقية من خلال تعبئة الشارع بالشعارات الدينية وهذا ما قامت به بالفعل في التظاهرات الأخيرة  . على أن هناك لا بُدَّ من وجود شخصيات قوية تتصف بالوطنية المَحْضَة والاعتدال  منفتحة على الآخر بعيدة عن العواطف والعنصرية المناطقية والتشدد المذهبي والأدلجة العقائدية والحزبية  وهي شخصيات لها وزنها العشائري والديني والسياسي هذه الشخصيات لو قدر لها ان تتوحد وتُنَظَّم صفوفها تحت مسمى حزبي معين حينها ستشكل الفارق في كل ما يجري في تلك المحافظات مع الأخذ بنظر الاعتبار تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعه ووفق الدستور العراقي هذه القوى بالنتيجة ستتمكن من فض جميع الأعتصامات لذا فعلى الحزب الحاكم في العراق وكل القوى الوطنية المعتدلة  أن تنتبه لضرورة توحيد صفوف تلك الشخصيات وبالسرعة الممكنة كي تقطع الطريق امام المؤامرة التي تستغل الظرف الحالي وتدفع بأبناء مناطق غرب العراق بالثبات على عدم ترك سوح التظاهر وبالتالي جَرِّ البلد الى ما لا يُحْمَد عُقْباه .

أحدث المقالات

أحدث المقالات