23 ديسمبر، 2024 10:56 ص

تَرمي بِشرر ٍ ..ررواية للكاتب السعودي.. عبده خال

تَرمي بِشرر ٍ ..ررواية للكاتب السعودي.. عبده خال

نصُّ الواقع ألمُسَردَنْ،وحضوره في النَّص السَّردي المُتخيَّل .

الطبعة الخامسة/منشورات الجمل بيروت / بغداد 2011
*  سبق أن فازت الرواية بجائزة البوكر العربية عام 2010

عالمان متوازيان
في روايته(ترمي بشررٍ)يذهب الكاتب السعودي عبده خال عميقاً في البيئة الاجتماعية لمدينة جدة ليكشف في خبايا أعماقها وجهاً آخر لمجتمعٍ تم تغييبهُ.وتتجلت في هذا الوجه سمات  ُبؤس وفقر وانحطاط تمتَد ُّفي مساحات مهمّشة.سعى ًالكاتب من وراء هذا التوغّل تحطيم أحادية ِصورة ٍمُسوَّقةٍ بسطحيةٍ برّاقةٍ عن مجتمع محافظ، محاط بأرث اجتماعي وديني ثقيل،ليضعه عبر مخطوطته السردية في مواجهة فنية .
بهذا الكشف السردي  الصادم لبيئة وطبقة اجتماعية مَقصيّة تكتمل أمامنا ظلال من عناصر فنية لمشهد روائي بطبعته الموبسانية ــ نسبة الى موبسان ــ  تبدو مشغولة بفرشاة إنطباعية تتجلى من بين ضرباتها اللونية صورة حياة ٍيصنعها معتوهون ومرتشون ولصوص وقوادون وزناة ولوطيون وطالبو سُلطة وحائكو مؤامرات، مثلما يساهم في صنعها مُصلحون .
المكان هنا بحضوره وسلطته المعمارية التي تشيء بحيواته التي تعكس دلالاته ينشطر الى عالمين متوازيين (قصر/ حارة،علوي/سفلي، بحري/صحراوي، ثري/ فقير) ومابين هذين العالمين لاقاسم مشترك سوى انحطاط ٍخُلقي يجمع حيواتهما.
الكاتب عبده خال يُبقي إطار سرديته ِداخل نص الواقع،ولايخرج عنه،بل يذهب بعيداً في واقعيته الى الحد الذي يُرفِقُ بعد نهاية النص المتخيل عددا من الصور الفوتوغرافية مرفقة بسير ذاتية تخص مجموعة من شخصيات واقعية مُستلةٍ من الاخبار المبثوثة بين الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية،هذا َإضافة إلى هوامش سجَّلها في أسفل عدد من الصفحات داخل الرواية،فكانت آلياته هذه بمثابة أدوات واقعية لجأ إليها لكتابة نص روائي متخيل،وكأنه بهذا الاسلوب الصحفي/الأستقصائي ــ والذي يتماهى مع آليّة السجلات الجنائية ــ يسعى لأن يعمَّق لدينا إحساساً قوياً بـ ( نص الواقع) وحضوره في تركيبة(النص السردي المُتَّخيل)ولكن إحالة الشخصيات الى الواقع بهذاالشكل الذي ذهب اليه المؤلف لاينتمي الى الطبيعة التاريخية التي كانت تحرص الرواية التقليدية الالتزام بها،بل تم تقديم الشخصيات على أنها كائنات مُتخيَّلة على الورق مثلما هي اللغة التي يبتكرها المؤلف في بناء سرديته.ويبدو لنا أن أختيار ضمير المتكلم / سارداً للاحداث كان قد لجأ إليه المؤلف من أجل أن تتحكم  الشخصية المحورية / الساردة بشكل محكم في سرد الاحداث.وإن كان أختيار ضمير المتكلم يبدو مألوفا في السرد السيرذاتي ويمنحه فعالية تتحرك مابين القارىء والحدث المسرود،ويكون  مُحددا للأفق فيما عداه من الانواع السردية الاخرى.بنفس الوقت يوهمنا الكاتب في ملخص السجلات السيريةالتي أضافها  في الملحق الذي عَنَونهُ بــ (البرزخ) بعد انتهاء صفحات الرواية،أن َّ شخصياته هي إجتماعية وليست إجتماعية،واقعية وليست واقعية،بهذه الآلية يتقصد الكاتب عبده خال إشراكنا في تفكيك السردية القائمة والمتداخلة مابين النّصين :نَصُّ الواقع والنَّص المُتخيَّل .
إن َّخطاب الرواية السردي في مكوناته(الزمن – السرد- التبئير ) ينتمي إلى الرواية العربية الجديدة، وقد وصف الناقد سعيد يقطين مايسعى اليه خطابها في مقالته المعنونة (تحليل الخطاب الروائي)المنشورة في مجلة الطليعة الادبية عام 1990العدد5- 6: “تقديم خطاب جديد يقوم على تقنية جديدة في الكتابة ليست على وفاق مع الكتابة الروائية العربية قبل العام  1967 وإنهاتسعى لتقديم وعي جديد تجاه الواقع الذي أدّى إلى الهزيمة.وأن الرواية كانت أكثر تقدما في كتابتها عن واقع الهزيمة من باقي الخطابات التي انتجها العربي بعد ذلك الحدث التاريخي “. وبناء على هذا التصور الذي تشكَّل لدينا،يتمحور النص السردي(ترمي بشرر) ضمن مسار الرواية العربية الجديدة التي تنتظم معماريتها في فضاء تثوير اللغة والاشكال والمضامين.رغم حضور تقنية(الرؤية من الخلف)التي كانت سمة ملاصقة للرواية التقليدية والتي تتيح للسارد أن يتقمص شخصياته ليبدوعارفا بكل مايخص ماضيهم.إلاّأن هذه التقنية تم إزاحة وظيفتها التقليدية وإحالتها الى منطقة اخرى في بنية السرد فارتكزت في إنزياحها على محورية الشخصية الرئيسة الساردة للاحداث بعد أن تلجأ الى البوح ابتدأ من الاهداء الذي كتبه طارق فاضل الشخصية المحوريةالساردة للاحداث والذي جاء في مقدمة الرواية:”التلويحة شارة للبعد،للغياب.و(هنَّو) لم ترفع يدها أبداً..فأي خيانة إقترفَتها حينما لم تلوّح من بعد !؟ لها،ولبقيّة من عَصفتُ بهم في طريقي،ينداحُ هذا البوح القذر” .
المكان المزدوج 
 سكان الحي الفقيرحارة )الحفرة/جهنَّم(،ليسوا سوى أمواتاً يقضون أعمارهم فيه،مغمورين بقاذوراته،وتنافر حكايات قاطنيه القادمين من جهات الارض،لاشيء يحفزهم للنظر من نافذة الغد البتة،تفرّغت آذانهم لالتقاط أي صوت ليحيكوا منه حكاية جديدة يعبرون به ليلهم الكسيح،وظل الحي متمسكاً بساكنيه الأصليين في جهة واحدة بينما ترك أجزاء منه للقادمين إليه،لفيف من جنوب المملكة،هم خليط:من الغمد،والزهارين،والقحطانيين ،والشهرانيين،والعسيريين،والياميين،والجازانيين،وخليط آخر من بدو قدموا من أطراف الصحارى المترامية،وجاليات من يمنيين،وشوام ،ومصريين،وسودانيين،وصوماليين،واريتريين،وهنود،وأفغان،وجاويين ،وتشاديين،وصينيين،وأكراد،وبخاريين،وتركستانيين،وقوقازيين فروا من محرقة الحرب.فئات مقهورة ومسلوبة ترضى أن تعيش داخل إسطبل تعلف مايقدم لها من غير إشتراطات مسبقة .
في مواجهة حي (الحفرة/ جهنَّم)وعلى ضفاف البحر،يَبني الشيخ نادر قصرا فخما تبلع أروقته ومساحاته الشاسعة شواطىء يعتاش عليها الصيادون الفقراء:” من أي جهة تدخل إلى المدينة يظهر القصر،ويستطيع أي شخص أن يراه من بعيد إلاّأنَّ رؤية صاحب القصر يحظى بها قلة قليلة من البشر،ويعدون من المحظوظين لنيلهم هذا الشرف”. ورغم أن سيارته تعبر الحي يومياً إلاّ أنهم لم يتمكنوا من اصطياد ملامحه،ولولا أن أصطدمت السيارة بجسد جمال المجنون وسفحت دمه لما تسنّى لأهل الحي من رؤية ملامح الشيخ نادر:” وحين تبتعد عربته البيضاء عن تجمعاتنا نلاحقها بالابصار الكليلة،ونلمح قطعة الصابون تلك،وهي تغوص في زبد،وتتلاشى داخل الفردوس بإيصاد بوابات القصر العملاقة بإحكام وتترجل أسوارالقصر برسوخ،وثبات في مواجهة نبل عيوننا المتلاحقة “.
القصر تمَّ تأثيثه من كل بقاع العالم وزُيَّنت حدائقه بالازهار والثمار والحيوانات والطيور والخيول وكلما ضاقت مساحاته رُدِمت مياه البحر وبُسِطت لاستقبال أفخر منتجات المصانع من سيارات ويخوت ودراجات مائية وألعاب،ومجسّمات فنية. قصر منيف يبهر الناظر ومن يراهُ لايشك بتاتا من كونه هِبَة نزلت من السماء كما لو كان قطرة من ماء تجمّدت قبل أن تستقر على الارض فغدا معلقاً بين ماءين لتتعلق به العيون والافئدة . لكن: “الحياة داخل أسوار القصور العالية لها مذاق مختلف.هناك لاتوجد حدود للمفاهيم،والقيم.في كل حين ترتدي قيمة تتناسب مع اللحظة التي يمتلكها السيد،فكيفما يكون مزاجه تكون القيمة والمبدأ” .
حيّز المحتوى في الحكاية
القصر يعيش زمنا خاصا يتواجد فيه فاسدو الذمة والشهوة المدنسون بقذاراتهم والملطخون بها من غيرغطاء أو تورية :”مَلل اتيان الفواحش خرج من أنفاس سيد القصر حتى أنه خصص جائزة لمن يأتي بسلوى جديدة لقلبه.إقترف كل المتع وكلما عبر إحداها وجد أن الحياة تضيق به ” . حتى وصل به الحال بعد أن استنفذ كل المتع أنْ بدأت تظهر عليه مظاهر التخنث فبدأيخضع وجهه وعينيه (للميك آب) الخفيف ويخضع أعضاؤه الداخلية لاستقبال مرطبات مختلفة لتلينها وتطرية تصلباتها وجفافها،واختار الملابس الحريرية الضيقة،واستعار شعراً طويلاً متموجاً لفروة رأسه يميل الى اللون الكستنائي.والسيد نادر له مندوبون متعددون للقيام بدور القوادين ومنهم أسامة،ولهذا الغرض انتشرت فرق في ارجاء المدينة،كل فريق يتزعمه شاب طاغي الوسامة يستخدم وسامته لاصطياد الفتيات اليافعات ويغزل لهن شركاً بكلمات عشق يتدربون عليها من قِبل عاهرة هي عشيقة السيد عندما كان في بداية شبابه،فملَّ من جسدها وروحها معا،فاستحلفته بالايام الخوالي أن لايبعدها عنه،وتعهَّدت بجلب الفتيات لتنشيط مَلَلَهُ إنْ هو أبقاها بِقُربِه ِ.ولكنْ لمّا جاءت مَرَام الى القصر لم يكن يظن أن جمالها سيصعقه فاصطفاها لنفسه وأطلق عليها لقب المذهلة،جاءت مَرام الى حياة السيد بعد عشرات النساء وغدَت أنفاسه التي تمده بالحياة .
من رأى القصر من الخارج تغدو أمنيتة أن يَراهُ من الداخل.وكل سكان الحي كانوا يحلمون بالدخول إليه فكان عيسى الرديني الذي هرب من حي (الحفرة / جهنّم) هو أول من يدخل (الجنة / القصر) من سكان الحي ليعمل فيه،تثمينا لجهده من قبل الشيخ نادر بعد أن تطوّع لأنقاذ إبنه البكرمن الغرق.ولأن طارق وأسامه اقرب أصدقائه حرص على أن يُهرّبهم من حي (الحفرة / النار) لكي يعملوا في (القصر/ الجنة ) .
طارق:”جئت إلى هنا كي أقوم بمهمة واحدة،فإذا بي أقوم بكل المهام الوضيعة.جئت ليلاً،وغدوت ليلاً.أعلم أني غدوت دنساً،وليس ثمة طهارة تنجيني مما أجد “.  لم يكن تواجد طارق الشخصية الرئيسة / الساردة للاحداث في (القصر/الجنّة)إلاّ لكي يُنجز عملا مشينا ً أفنى عمره في ممارسته حتى خسئت روحه: “فالبرك المهجورة تربي البعوض والطحالب ويغدو ماؤها الآسن لايقيم طهارة،ولايدخل في الجوف،هذا ماأُحِسُّ به الآن،هذا الاحساس لم يكُن حاضراً مع بدايات مراهقتي،ونزقي.كانت أفعالي محل نشوة وزهو أسير بهما بين اقراني كما لو كنت ديكا جُلب لعقر جميع الديوك المنتشية بنفش ريشها،والمباهية بعرفها الداكن ” . كانت مهمته في القصر أن يخضع لمشيئة الشيخ بأغتصاب أي شخص من ندمائه وحاشيته وبطانته ماأنْ يكتشف منافسته له في اي أمر ما تجاري أو عاطفي أوجنسي .وعملية الاغتصاب يتم تصويرها بحضور الشيخ (فوتوغراف وفديو) لتكون مستمسك إدانة وتسقيط يتم استعماله من قبل الشيخ  للضغط على خَصمِهِ المُغتَصَب فيما لو حاول مرة اخرى أن ينافسه على محظية أو عمل تجاري:”وأنا اقف أمامه في أول لقاءٍ لم أتصوَّر أنه يحمل سفالة تفوق سفالة وبذاءة قوادين ومحترفين . وقوفي وارتباكي أمام أفعاله التي يحدثها،جعلاني متخشباً،متلعثماً لا أعرف ماهي الخطوة التي يجب علي إتقانها معه وعندما وجدني متخشبا جاء صوته آمرا بخلع ملابسي الداخلية ” . سنوات طويلة قضاها طارق فاضل مؤدِّباً لخصومه،لاتظهر قيمته لدى سيد القصر إلاّ عندما يحضر لمشاهدة أحد ضحاياه.وحاول قدر مايستطيع أن يستقل بسكن خاص به بعيدا عن القصر مُتّخذا من رعايته لعمته العجوز حجة بكونها أمست وحيدة في البيت بعد وفاة والده ومن ثم مغادرة والدته سنيّة الدار بعد زواجها من أبن خالتها الذي كان عشيقها ايام كانت مراهِقة قبل أن تتزوج من والد طارق .لكنه لم يستطع أن يتحاشى مراقبة سيد القصر له.فكان يعرف عنه كل صغيرة وكبيرة،عبر كامرات مراقبة زرعهاخفية في زوايا وأرجاء بيته الذي اشتراه بعيدا عن قصر السيد.ورغم أن طارق كان لوطيا شهيرا في الحي مذ كان صبيا ًحتى أنّه سمي بالماطور لما يتمتع به من قدرات جنسية إلاّأنه أكتشف قذارته متأخراً داخل القصر،فالحياة خلف اسواره لها مذاق آخر مختلف،خاصة أن كُلَّ المتع: “لاتعود ذات قيمة حين تفقد إرادتك في اختيارها” . فكان جسده سببا ً في الدخول والخروج من وإلى تجربة عصيّة . فعاش مرارة البقاء أو الخروج من دناسة الجسد،غاصا ً في حياة مستقذرة،وجد نفسه مغموراً في دنسها،فحاول الخروج قبل أن يكون هو الضحية الأخرى، مثلما انتهى اليه صديقه عيسى بعد أن اكتشف السيد نادر ــ عبر وشاية جاءته مِن خليلته مرام ــ حقيقة علاقته بأبنته مُوضي وزواجه منها سرا ً بعد وفاة زوجها الذي كانت قد ارغمت على الزواج منه. ولأنّ الشيخ يفرض على مخدوميه أن لايخرجوا على قواعده وأن يتحولوا دائما ً إلى خرس،ومن يتجرأ على الخروج يكون قد كتب على نفسه الخَرَس الفعلي: ” فَقَد ثلاثة من مخدوميه ألسنتهم في حوادث مختلفة قادهم لهذا الخَرس الاجباري خروج حكايات من داخل القصرلم يكن يعرفها إلاّ هُم “. والشيخ نادر له القدرة ايضاعلى التحكم بسوق الاسهم نتيجة علاقته الوثيقة بالشخصيات المؤثرة فيه،وسوق الاسهم :”المطحنة التي اختارها السيد لسحق عظام واعصاب عيسى،فأوكل لعدنان حسون مهمة تمرير الطعم لجوف عيسى،وأخذ يرقبه،وهو يندفع لداخل المصيدة بصبر وتؤدة”. فكانت الخطة محكمة بالتعاون مع مدير البنك عدنان حسون الذي يودع عيسى أمواله فيه التي جمعها من عمله بالمضاربة في سوق الأسهم،ليخسر بموجب هذه الخطة كل امواله المودعة في البنك فأمسى رجلا مجنونا يهيم عاريا ً في الشوارع قبل أن يطلق عليه السيد نادر رصاصتان ترديانه قتيلا داخل القصر من بعد أرغام صديقه طارق فاضل باغتصابه .
عيسى وأسامة وطارق جمعتهم شقاوة الطفولة الاولى،شقاوة امتزجت بألسِنة قذرة لاتتورع عن سكب كل الشتائم العرجاء،والعمياء على مسامع من يعترضهم أو يشتهون السخرية منه حتى غدا الكثيرون من أهل حارة الحفرة يتحاشون مصاحبتهم أو الاقتراب منهم :”أفرط أهل الحي في نبذنا والابتعاد عنّا، ناعتِينا بالاغصان المعوجّة المشوّكة،فقد خرجنا من آسر ٍ صالحة وشذينا عن قاعدتها بأعوجاج لاتجى استقامته ” .
وعمّة طارق لم تكن راضية أبدا عن زواج شقيقها من سنيّة حتى أنها كانت تنتهز أية فرصة لإيذاء طارق انتقاما من والدته سنية،لأنها كانت تصف زواج شقيقها من سنيّة بالغلطة التاريخية التي لن تغفرها له : “بسبب طيشه عفرّ سيرة أجداده بهذا الوخم الذي يدعى سنية التي لن تتوانى من إدخال مياه كل الرجال إلى رحمها .”
قصص الحب في هذا العمل الروائي تنتهي معظمها بشكل مأساوي رغم إصرارابطالها على قفز الحواجز بالزواج إلاّأنَّهم لايصلون الى نهاية المضمار،فعلاقة الحب بين تهاني وطارق تنتهي بموتها مقتولة على يد والدها بعد أن يفتضح أمرها. واسامه الذي كان هو الآخريعشق تهاني يظل بقية حياته مُعذبا يبحث عن هويّة الشخص الذي عاشرته تهاني في غرفتها قبل أن يفتضح أمرها من قبل والدها.وعلاقة موضي شقيقة السيد نادر بعيسى تنتهي بمقتله على يد والدها،كذلك لم تنتهي بالزواج العلاقة التي كانت تجمع السيدة شهلا والدة موضي بشاب جميل كانت تحبه قبل زواجها من السيد نادر،ليموت هذا العشيق بعد ايام من موعد لقاءهما الذي تم صدفة  في المستشفى بعد أن اصبح كلاهما في مرحلة الشيخوخة،وعلاقة كمال ابوعيضة بسميرة هي الاخرى تنتهي بموت سميرة.
في هذا النص السردي يبدو فضاء المكان المنشطر(حارة الحفرة /جهنم،والقصر/ الجنة ) وكأنّه فضاء ٌ تترسخ فيه عبودية الانسان لأخيه الانسان ويضيق ذرعاً بطهارة قصص الحب،فالنجاسة مثل شبكة عنكبوت تلتف لتحكم مصائر العشاق،ليصبحوا ضحايا مجذوبين الى هاوية سحيقة تُسحق فيها الروح.فكل شيىء يبدو في هذا المكان بشطريه مُدَّنس بالخطيئة، مُخترِقاً دواخل النفوس وناخرا ً الطبقات السفلى منها،فالجلاد والمجلود “يدُسَّان وجهيهما في الفراش بحثاً عن نجاةٍ تبعدهما عن بعضهما،يبحثان عن الافتراق،عن التلاشي “.