23 ديسمبر، 2024 7:51 ص

تَذكرَ أحلام مستغانم وأبن سيرين

تَذكرَ أحلام مستغانم وأبن سيرين

محاولات عديدة بذلها كي يخرج من معطف قراءاته، هو جليس أفكاره التي تدور بين رأسه ومنتصف الطاولة ، حين كتب عن معمل الغاز والسيورين والسرير وكلب الحراسة،شطب ماكتب حين تذكر ماركيز ورجله المسجى على السرير بعد أن مات بإستنشاقه لذلك الغاز ، وعندما إعتقد بأنه إمتلك فكرة جديدة وبدأ يكتب، الرجال المهرة الذين يصيدون الأرانب الوحشية ويعلقونها على عصيهم ويعودون لزوجاتهم ناثرين أمامهن الفراء الأبيض، تذكر هذه المقاطع أو مايشبهها عندما إصطحب جورج أمادو في رحلته الأخيرة الى مصر وحينها وفي مقهى ريش أتته الفكرة وكتب أود، أن تصل الباخرة وأطرق سمع الجبل ربما يحتفي بي الرهبان أو تأتي لي فلوميديا بتاج الزيتون تضعه فوق رأسي ، تذكر نيكوس كازنتزاكي بهذه العبارة أو مقارباتها حين عاد نيكوس من
الولايات المتحدة وفي أرض المطار إنحنى لأتوس ولمشهده الضبابي ثم قبّل العملة المعدنية التي سُكت عليها صورة لآلهة الزيتون ،وفي زحمة الإستذكارات التي إستحوذت على وعيه وأغلقت رغبته في فتح منافذ على أحداث شهية كتبَ أو بالأحرى راح يكتب ، لم تظهر أقدام الجنود ولا أجسادهم إلا خوذة هذ القتيل أو خصلات شعر القتيل الآخر أو جعبته المعلقة على ظهره وهكذا باقي الجنود الذين طمروا تحت قسوة ثلوج ديسمبر،وتذكر بأنه رأى ذلك المشهد سينمائيا وراح يستذكر كيف كانت النهاية في وقت للحب وقت للموت لماريا ريماك ،وكتب مكتفيا بــ يابشاعة الحروب وشطب كل ماكتب ،شعر بمرارة الوقت وببخل أفكاره الجديدة ومن نافذة مكتبه لمح سيدة بقبعة وكلب بزينة خاصة وهما يتجهان لحديقة المدينة العامة ، وكتبَ ، الحزن باديا في وجه المرأة المرأة الجميلة في حزنها وهي تسير نحو باب الحديقة العامة ويتبعها كلبها وبدأ يضيف جلست السيدة على مقعدٍ قرب نافورة مياه وراح كلبها يدور في مساحة ضيقة كي لايمسس بقدمية الأزهار التي نمت توا وكان هناك رجل بقبعة يراقب السيدة وكلما تدير المرأة وجهها بإتجاه الرجل يدير الرجل وجهه الى جانب آخر وتذكر وبحزن تذكر جورج شيخوف والسيدة صاحبة الكلب ،وشطب
كل ماكتب ، ولم يبق من ذلك النهار إلا أدناه حين داعب فمُ فارة صغيرة أنامله وقد ظهرت فجأة فوق مكتبه ثم داعبت وريقاته وكأس ماءه بل وسكارته وأراد أن يكتب عله يظفر بغير المكرر والجديد لكنه تذكر طاعون كامو وفئران أمي حصة ،
في الليل حين رقد على سريره كانت أحلامه هي الأخرى أحلاما سبق وأرسلها له الرب بل كانت مستنسخة من أحلامٍ لأخرين ، رغم ذلك كتب في الفجر
كتبَ (احلام ) وتذكر أحلام مستغانم وأبن سيرين ،
ولكنه هذه المرة لم يجد مبررا لشطب هذه الكلمة ،
رغم شكوكه القائمة بالأحلام اللاحقة التي سوف يرسلها له الرّب ،
[email protected]