فاجعة الدماء الطاهرة, وأي فاجعة! تلك التي سقط فيها 1700 مواطن عراقي, ركزوا على كلمة عراقي لو سمحتم! دماء سالت على أرضٍ غصت بجثث أبناءها؛ الذين لم يدخروا جهداً للدفاع عنها, والوقوف صفاً واحداً, ضد شذاذ الآفاق, الذين يعيثون بالأرض فساداً.
سبايكر, مفردة يقطر القلب دماً لذكرها, كيف لا؛ وهي من أودت بحياة أبطالنا, مغدورين! حتى أصبحوا أحياء عند ربهم يرزقون, فذهبوا الى جنات الخلد.
ماذا نسميهم؟ وشتائم العالم لا تكفيهم, بسببهم سقطت الموصل, وفجعت الأنبار, ورحلت تكريت, وطاحت سامراء, والمعني؛ لا شك أنه ضمير مستتر تقديره خيانة! فمن أرتضى لنفسه اعتلاء هرم السلطة, ولم يدافع عن شعبه؛ فلا يستحق الثناء, فقد أزال صاحب الشأن من قاموسه مقولة “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فما بالك بمن نام ولم يهتم لأمور المسلمين, هل يستحق أن يكون منهم؟
كل هذه المواقف وأكثر, جعلت العراقيين بمختلف مسمياتهم, وقومياتهم, ودياناتهم, ينفرون من قائد الضرورة؛ كما يحلوا للمتملقين تسميته! ما جعل رصيده ينفذ جراء الخروقات الأمنية, وسقوط بعض المدن, وزيادة التقاطعات, لأنها وبلا شك؛ حصلت بسبب سياساته الخاطئة, وأفعاله الارتجالية, من تهميش الآخرين وتقريب الأنساب والأقرباء, والطاغي لا يدوم في عراق الحضارات!
سؤال قبل الختام, من يعلم (كم سني وكم شيعي وكم تركماني وكم مسيحي ويزيدي) سقط في تلك الأحداث الأخيرة؟ سبايكر وآمر لي وباقي المدن, فإن استطعتم الإجابة؛ حينها أعلموا أن العراق طائفي ومقسم, ولا وجود للوطنية فيه, وأن لم توفقوا ولن توفقوا, فلتصمت جميع الألسن الطائفية, فالعراق واحد لا شريك له, وليس القول ألا ما قال العراق.