23 ديسمبر، 2024 12:38 ص

تيلرسون, على خطى زلماي خليل زاده!..

تيلرسون, على خطى زلماي خليل زاده!..

وزير الخارجية الامريكي, تيلرسون, يذكرني بتحركات وتصريحات السفير الامريكي الطائفي الاسبق,زلماي خليل زادة!. تيلرسون لا شغل له هذه الايام سوى الاتصال برئيس الوزراء حيدر العبادي بين ساعة واخرى, مرة يحثه فيها على الاسراع بالحوار مع الانفصاليين البرزانيين واخرى يطالب فيها العراق التركيز على انهاء ملف داعش والاستعداد لحرب جديدة ضد ايران يكون العراق محورها الرئيسي.لقد بدأ تيلرسون الخطوات الاعلامية التي تسبق التحشيد العسكري ضد ايران ما بعد داعش جنبا الى جنب مع استمرارية الازمة مع مسعود البر ازاني ما بعد الاستفتاء واعادة انتشار القوات الاتحادية الدستوري والطبيعي في الاراضي العراقية التي يطلق عليها جزافا (المناطق المتنازع عليها),ففي اخر تصريح صحفي لوزير الخارجية الامريكية, تيلرسون, مخاطبا العراقيين قال فيه:انتم عربا ولستم فرسا سنة او شيعة!؟بدون ادنى شك , ان هكذا تصريحات لا تخرج عن مفهوم التحريض الطائفي وتهيئة الاجواء والمناخات النفسية التي تسبق اجواء الحرب تنفيذا لاخطر واهم مخطط في جدول اجندات الولايات المتحدة واسرائيل وحلفاءهما من دول الخليج والمنطقة وهو اعادة اجواء حرب الثمان سنوات (1980_1988) بين العراق وايران بدفع وتشجيع ومشاركة وتمويل نفس الحلفاء .تلك الحرب العبثية التي دفع ثمنها العراق اكثر من مليون شهيد وضعف هذا الرقم من المعوقين ودمار اقتصادي وديون خارجية وتوقف عجلة التنمية ونشوء البذرة الاولى للفساد المالي والاداري الذي ينخر في جسد مؤسسات الدولة العراقية والذي امسى بائنا ومتفاقما هذه الايام وتحديدا ما بعد الاحتلال 2003. يخطئ او يتغابى من يعتقد ان الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة وفي مقدمتهم اسرائيل سيتركون العراق يتنفس الصعداء بعد حرب طاحنة قدم فيها الاف الشهداء والجرحى من خيرة ابناءه لهزيمة وطرد أعتى واقوى واكثر التنظيمات الارهابية خطرا ووحشية التي عرفتها الكرة الارضية بعد مافيات المخدرات في دول امريكا الجنوبية وغيرها , الا وهو تنظيم داعش الارهابي الذي مزج بين العقيدة المظللة للدين الاسلامي وبين الطائفية المقيتة التي او قد نارها وماتزال قائمة الى مدى لا يعلمه الا الله.ان ابواق المأجورين من السياسيين والكتاب والمهرجين الاعلامين وصحفهم وقنواتهم وما يسمى بعلماء الدين الذين يغذون النفس الطائفي ويتخذون منه غطاء لماّربهم السياسية والمناطقية انما يمثلون الخط الاول لمخططات الولايات المتحدة وحلفاءها في الداخل العراقي و في المنطقة.وازاء هذا لابد من منظومة الوطنيين الشرفاء (على قلتهم) ان يتصدوا لهذا المشروع المتسلسل بكل قوة واولها قوة الوعي وفضح هذه الاجندات واصحابها قبل كل شيئ, فكفانا حروبا عبثية مهما كانت اهدافها وتسمياتها .