لو أردنا الخوض في غمار الأحزاب السياسية؛ وبحثنا عن صالحها وطالحها, لم نستغرق طويلا, لان من يريد منهم؛ أن يحلق في سماء الوطنية؛ بان ناصعا في الأفق, وددت الغوص في تيار شهيد المحراب؛ وقلبت أوراقه التي جثى عليها قصب الأهوار وسيقان البردي, فوجدته مولودا من رحم المرجعية ورجالها الأفذاذ, كيف لا وقد وضع لبنته الأولى؛ أبناء زعيم الطائفة (رض), ليتدرجوا في أهدافه برعم برعما, ويستشهد في مركب النضال والثورة, ومقارعة الظلم والطغيان؛ شهيدا بعد آخر.
محمد باقر الحكيم؛ ذاك القائد الذي قنن أهداف التيار, فجعل من أولوياتها رفض الأنا والمصالح الشخصية, لتذوب رجالات التيار في حب الوطن ونبذ الطائفية, فكانت خطواتهم تطبع الآثار وسط حقول الألغام؛ وكثبان الرمال, وهم يذودون عن شرف الوطن, في مقارعة الظلم والعفالقة, فاستحقوا أن يحملوا على الأكف وقائدهم؛ الحكيم, عندما عادوا الى وطنهم المظلوم أبان 2003, بعدها قدموا قربانا جديدا للوطن, هو شهيد المحراب, لترتفع أجزاءه متناثرة الى حيث السماء.
انتقلت المرحلة من الجهاد الميداني الى الجهاد السياسي, تصدى لها عزيز العراق بنفس المنهج والهمم, لتتمخض المرحلة السياسية العسيرة من كتابة للدستور؛ بأياد عراقية منتخبة, وفقا لما رأته المرجعية المقدسة, وما خطط له تيار شهيد المحراب, وفي غمار هذه الأحداث تنازل التيار عن كل حقوقه؛ في سبيل ولادة الدولة العراقية الجديدة, فاستغنى عن أصواته الانتخابية التي قاربت؛ المائة مقعدا برلمانيا في سبيل سيطرة الدولة وقتذاك.
بعدما اطمئن التيار وقياداته؛ من ان العملية السياسية قد استقرت, وتأسس دستور عراقي أيدته المرجعية, عاد التيار ليرمم بيته الداخلي؛ الذي تساقطت جدرانه في سبيل بناء العملية السياسية, فأنطلق بتأسيس تجمع الأمل وتحت لواء قائد الأمل؛ السيد عمار الحكيم, لتتلاقى حماسة الشباب وحكمة الشيوخ, في تجمع رفض الأساليب والمصالح الشخصية, ليحلق مع أخيه المجلس الأعلى؛ في سماء تيار شهيد المحراب.
تميز تيار شهيد المحراب بجمالية تنظيماته, حيث من يعمل في هذا التنظيم؛ يجعله عمله يرتقي ليصدح اسمه عاليا؛ في خدمة الوطن والمواطن, ولم تحتكر مناصبه بشخوص انهكهم المرض والكبر, وهذا ما يعمل به بقية الأحزاب السياسية, فهنا اجتمعت سواعد الشباب والكهول؛ التي أقسمت على بناء صرح الوطن, وبذلك حضي برغبة ودعم واسع من الشباب الواعي.
تكمن نقاط قوة التيار؛ في قربه من المرجعية العليا, واطاعته لأوامرها, ومثالا: تنازله عن منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية, طاعة لأوامر المرجعية التي رأت ثلاث نواب للرئيس؛ تكهل ميزانية البلد, فضلا عن تأييد المرجعية لبعض رجالاته, وما نراه تطابق أراءه مع رؤى المرجعية؛ هذه الميزة جعلته من أقوى الأحزاب السياسية.
ختاما: لم يكن تيار شهيد المحراب من طراز التيارات التقليدية, ولم يعلن يوما عن تعرضه للاستشهاد؛ لاستجداء عاطفة الناس, فهو تيار بني على دماء واستمر يضحي لينتصر, فلذلك كانت ذريته صالحة سماها؛ سرايا عاشوراء؛ وأنصار العقيدة؛ وسرايا الجهاد؛ برفقة شقيقتهم بدر, لتستمر القافلة ببذل الدماء.