18 ديسمبر، 2024 8:48 م

تيار الحكمة وأستقامة الأحرار بدلنه عليوي بعلاوي !!!

تيار الحكمة وأستقامة الأحرار بدلنه عليوي بعلاوي !!!

يحكي أحد كبار السن عن حادثة طريفة وذات معنى عميق ، يقول: عندما كنت صغيرًا وتحديدًا في يوم العيد ألبستني أمي ملابسي التي كانت تحتفظ بها لي لهذا اليوم ، وأرسلتني الى مضيف شيخ عشيرتنا الإقطاعي ، فذهبتُ وسلمتُ على الشيخ ، فرد السلام وسألني عن أسمي وأبن من ؟ فأجبته . ثم مد يده في جيبه المملوء بالنقود التي حصل عليها من بيع المحاصيل التي كان يزرعها ويتعب عليها أبي وأقرانه ، وقبل أن يخرج يده قال (راح أطيك عيديه ، شتريد درهم لو خمسين فلس ؟؟؟) فقلت له (أريد خمسين فلس) فضحك وأعطاني الهدية وعندما كبرت وصرت أتذكر الحادثة عرفت أن الدرهم هو الخمسين فلسًا ولا يوجد فرق وصرت أتفطّن لهكذا أمور!!! وكشفت وعرفت الكثير منها .
هذه القصة الواقعية تعطينا مثالًا حيًا عن الإيهامات التي نتعرض لها بين الحين والأخر من قبل ساسة ورجال دين وتجار ..الخ . فممارسة إطلاق الأسماء المتعددة على شيء واحد وجوهر وحيد ، صار ميزةً يُعرف بها البعض خصوصًا لدى أحزاب السلطة . فنتيجة الفشل المقصود وغير المقصود والفساد والضياع والدمار ، يعرفُ ساسة المنافع . إن أسم حزبهم أحترق وصار مقرونًا بالفساد والقبح فماذا يفعل ؟ يبدأ في الهجوم على الفساد في الكلام فقط ولعله يقدم كبش فداء هنا أو هناك ، ويتخلى عن حمايته ، ثم يذهب للخطوة الثانية فيحل حزبه السابق ويعلن عن تجمع أو تحالف جديد باسم جميل ، ويؤخر بعض الأسماء ويقدّم أخرى .
خذ على سبيل المثال، تيار حكمة عمار ، واستقامة مقتدى بعد الأحرار . التي أعلن عن تشكيلها جعفر الموسوي بدلًا عن (الأحرار) هذه عملية تدوير النفايات ستنطلي على الكثيرين وسيظن البعض أن الدرهم يختلف عن الخمسين فلسًا !! لكن من خبر هؤلاء يعرف أن لفظ الدرهم والخمسين فلسًا هم أسماء لعملة نقدية واحدة وأساليبكم يا مقتدى وعمار مكشوفة وحكمتكم واستقامتكم على منوال بدلنه عليوي بعلاوي . فلا حكمة فيكم ولا أستقامة تُرتجى منكم .