تيار الحكمة الوطني؛ ليس مقطوع في تاريخه وفكره ومنهجيته، إنما يمثل الامتداد الطبيعي لمشروع آل الحكيم، وهو حالة مرحلية لما يمر فيه العراق والمنطقة عامة، رغبة الإنسان العراقي الجامحة؛ لمواكبة التطور والانفتاح، وتقبل المواطنة بمعناها الحقيقي، وفقاً للمشتركات الإنسانية والفكرية والتاريخية والجغرافية، أكثر مما تفرقه الإشكالات التي وجدت لغايات معينة.
تيار الحكمة الوطني؛ تبنى سابقاً “مشروع الدولة العصرية”، والمعاصرة كانت ما زالت سمة أساسية من سمات تيار الحكمة، لتبنيها مواكبة تطورات العصر التكنولوجية والعلمية، والاستشراف على المستقبل، والانفتاح على العالم، الذي بات أشبه بالقرية الصغيرة، مع الاحتفاظ بأصالته وجذوره، والاستفادة من تاريخه، بكل ما فيه من تجارب عميقة، التي تشكل حافزاً ومنطلقاً للإبداع والعطاء، وتفجيراً للطاقات، واستثماراً للمؤهلات الشبابية الخلاقة.
تيار الحكمة الوطني؛ يرى إن الانفتاح لا يعني إغلاق أبواب الماضي، والابتعاد عن الواقع، وطمس الثوابت، إنما يعد الماضي سمة دافعة للانفتاح، وهدفه الأساس تغير الواقع نحو الأفضل، مع التمسك بمبادئه وأصوله، واعتماد الانفتاح للانطلاق للعالم الفسيح، بكل ما لديه من قدرات تراكمية، تمكنه من تحقيق مشروعه العصري، فالقران الحكيم في آياته الكريمة، يدعو الناس للتعلم، والاستفادة من علوم الآخرين.
تيار الحكمة الوطني؛ يعتقد إن البناء لا يمكن أن يتحقق بجهود فئة دون أخرى، ولا ينحصر بطائفة بمعزل عن البقية، فالعراق تعددي بكل شيء، ولا يمكن أن يُعمر ويطور ويواكب العالم، إذا بقية المعوقات والهواجس مسيطرة عليه، فالإيمان بالتعددية، وتقبل الجميع بكل تنوعاتهم، يفتح أفاق الأمل لإعادة بلاد الرافدين، لتكون حاضرة العالم، وعاصمة الدنيا، وقبلة مواطنيه، بكل انتماءاتهم وقومياتهم وتوجهاتهم.
تيار الحكمة الوطني؛ يدعو لترسيخ شعور الفرد العراقي بانتمائه للعراق كوطن، والاعتزاز بمواطنته كهوية، والفصل بين المواطنة بمعنى الانتماء لوطن الإباء والأجداد، الذي خلقنا من ترابه، وأكلنا من خيراته، وننعم بثرواته، وبين الظروف الطارئة التي تمر عليه، وما سببته من مآسي، فالعراقيين تحملوا ما تحملوا، خلال المراحل السابقة، لكن صبروا وصابرو، وقهروا الصفحات المظلمة، بانتمائهم لوطنهم، وتركوا أرث نعتز فيه.
تيار الحكمة الوطني؛ يرى إن المعاصرة والانفتاح، والاعتزاز بالمواطنة لا تعني الانسلاخ عن العقائد، والمباني الفكرية، فحينما جعل الوطنية شعار أساس في تسميته، بقى محافظاً ومتمسكاً بمبادئه الإسلامية، وثوابته العقيدية مع احترام الآخرين، وفقاً لأرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم، تحت خيمة “العراق وطن الجميع” مع الاحتفاظ بكل علاقاته الإقليمية والدولية، ومبادئ حسن الجوار، التي لا تتقاطع ورغبة العراقيين في العيش بحياة كريمة.
لذا من أولويات الانتماء لتيار الحكمة الوطني؛ الاطلاع على مبادئه وثوابته التي أسس من أجلها، والقناعة بالأصول التي جاء بها، ومعرفة حاجة المجتمع العراقي لها، الخاصة في المرحلة الحالية، مع تغير أساليب الخطاب الوطني، والانطلاق للمجتمع بكل تفاصيله من أجل عرضها، ورفع الإشكاليات عنها، والإجابة على التساؤلات التي رافقت التأسيس.