المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
تفرق قوم، ذهبت بهم المذاهب يمينا وشمالا، وتمزق شمل المناصرين، إغراء المناصب، وطلب السلطة، ونفاق السياسة، جعل من عمار الحكيم يختار الابتعاد عنهم وتأسيس تياره الجديد بعيدا عن لغة المنفعة والمصلحة الشخصية، ليكن حزبا يمثل عراقا حراً.
تيار الحكمة ولد من هكذا واقع مؤلم، فقد ظن الصغار بأنهم أرقاما امام بيت الحكيم، مما اضطر عمار الحكيم أن يُعرف كل رجل بحجمه وقيمته في المجتمع، فهذا التيار هو عصارة سنين من المعرفة والحكمة، طبقها رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، كما قال الإمام الصادق عليه السلام، لا تمنحوا الجُهال الحكمة فتظلموها، ولا تحرموها أهلها فتظلموهم.
الحكمة ضالة المؤمن، وهي مفتاح لكل خير، والحكمة هي ان يؤتي الله الإصابة في القول والفعل من يشاء من عباده، ومن يؤت الإصابة في ذلك، فقد أوتي خيرا كثيرا.
تيار عراقي أصيل، وطني الولادة، حكيمي القيادة، بروح الشباب المؤمن المثابر يعمل وينتصر، نتوقع له مستقبل ناجح، فالحكيم اختار لهذا الحزب أن يكون عابرا للطائفية والمناطقية، يريده أن يتجاوز الفئات والاشخاص والعناوين، أن هذا التيار هو ولادة لشباب واعي يحمل هموم وطن، يثابر ليصل ببلده إلى قمم الرقي والاستقرار، فبعد فشل الكثير من الشخصيات التي كانت تعمل تحت قيادة آل الحكيم في الثبات على نهجهم، اختار السيد عمار الحكيم هذه المرة جيل جديد، يعمل بروح الإخلاص للمشروع الوطني الذي يتبناه الحكيم في دستور تياره الجديد.
أصبح العقل والحلم امور معطلة في العراق، إلا لدى أصحاب الالباب وعُلية القوم، مثل المرجعية الرشيدة حفظها الله، وبعض عقلاء السياسة، وهم أندر من الكبريت الاحمر، ان السيد الحكيم أختار الحكمة ليطرح مشروعه الوطني المتكامل، بعيدا عن لغة العنف والطائفية والجهل، فالحكمة مرتبطة بالحلم والعقل، وهما أصدق ميزان لمعرفة الرجال، فقد أستثمر الحكمة ليصنع الحكماء وإن قلوا، فالحكيم لا يخون ويخسر كما خان اصحاب المصالح سابقا.
انتهى زمن التحزب الطائفي، الذي يعتمد على المنفعة والمصلحة الشخصية والحزبية، فنحن في زمن التجمع العابر للطائفية والمصلحة الشخصية والحزبية، نحن حكماء نعرف بأن البلاد بنا تزدهر، ونعرف بأن الوطن هو امنا وهي أغلى واثمن من كل ما نملك، فلا نخطأ بحقها أبدا، بل نضحي من أجلها ومن اجل تقدمها وازدهارها، هذه هي شعارات الحكيم في هذه الفترة والمرحلة التي اعلن بها عن حزبه وتياره الحكيم الجديد، ان خطوات السيد عمار الحكيم في هذه الفترة خطوات مدروسة وحكيمة تجنبا لما حصل في الماضي.
يبدو أن الحكيم يفكر في صناعة حزب بنظام وفكر جديد، أي أنه يكون حزبا لبناء العراق كدولة، وبناء روح المواطنة، وزرع ثقافة الأخلاق التي تقضي على الفساد بدون تدخل القانون والمحاسبة الشديدة، يريد مواطنا يقدم لبلده وشعبه مثلما يقدم لعائلته ولنفسه، ويحافظ على ثروات بلده مثلما يحافظ على ثرواته الشخصية، يريد ان يكون جواب الفساد هو كلا، يريد ان يكون جواب كل مواطن أنا عراقي وليس انا شيعي او سني او كردي او غير ذلك.
الواضح ان تيار الحكمة الوطني سيكون منهج لصناعة حزب متنوع بكل المقاييس، فهو يرحب بكل شخص يريد الإنتماء اليه، من جنوب العراق إلى شماله، حزب جديد يسمع أفكار الجميع فهو منفتح عليهم، يستقطب الشباب والمبدعين، ويستثمر العقول، سياسته صادقة وشجاعة، لا يخفي عن ابناء شعبه شيئا، فهو منهم ويحب أن يقدم لهم ما هم يحبونه لأنفسهم، لذلك يعتبر التعاون بين الشعب والحكومة من أهم مقومات نجاح هذا الحزب لوجود الثقة المتبادلة بين الحكومة والشعب.
يظهر لنا ان هذا النجاح والإنطلاق لتيار الحكمة الوطني مدى مقبوليته لدى الشارع العراقي، فأن حزب يبدأ ويتكون بالتضحية فأن مصيره النجاح المؤكد بدون ادنى شك، فأن تضحية عمار الحكيم بالمجلس الأعلى وهو حزبه وحزب آبائه وأرثهم وتاريخهم، لمجموعة من الشخصيات التي سارت على نهج آل الحكيم سابقا، كبادرة منه لرد الجميل لهم وان اصابهم الطمع واتعبوه، ليبتعد عنهم ولم يبخس منهم شيئا، هذه التضحية وهذا الإيثار سيصنع جيل سياسي جديد عراقي الهوية يحمل ضمير حي يتصف بالنزاهة والإخلاص والمثابرة.