سؤال ، مجرد سؤال لكل هؤلاء المنتسبين لحزب التحرير و من والاهم من المتطرفين الدينيين الذين نزلوا إلى شارع بورقيبة يوم 14 جانفى 2019 رافعين رايات و شارات و شعارات سوداء ما هي علاقتكم بثورة الشعب التونسي و ما علاقتكم بفكر و نضال و تضحيات الرئيس الراحل الزعيم الحبيب بورقيبة ؟ بطبيعة الحال هؤلاء الغرباء عن النمط المجتمعي الوسطى بل الذين اختاروا عن سابق سوء نية و ترصد أن يكونوا منحازين إلى فكر قروسطى غريب عن هذا المجتمع بتعلات مختلفة و اختاروا نهج الغلو و التطرف الفكري باسم مفاهيم بالية مثيرة للغثيان دلسوها و اخترعوها حتى يلبسوا الدين لباسا على قدر عقولهم الغارقة في البؤس الفكري الخارج عن سياق الزمان و المكان لا يمكن أن نقبل أو يقبلوا أن نكون شركاء عاديين في نفس الوطن و جلساء على نفس طاولة الحوار المتمدن و لا حتى مجرد خصوم يتنافسون على قاعدة الرأي و الرأي الآخر.
هؤلاء للأسف الشديد خرجوا زاحفين يتسابقون على الجثة المنهكة المثخنة بجراح هذا الفكر الديني المتغطرس الخارج عن كل السياقات الأخلاقية و الدينية …خرجوا نافخين مزامير الفرحة لأنهم تمكنوا مع فئة باغية أخرى تحكم بمنطقة الانتهازية الضيقة من هذه ” السيدة العجوز ” التي يرفضون حتى مجرد النطق باسمها غلوا و تطرفا و قلة اعتراف بتونس الماجدة التي آوتهم من خوف و جوع فاشتد عودهم و رجعوا إليها بنفس أمارة بالسوء و بعقلية تخريبية لكل المؤسسات و المكاسب ،للأسف بدأ الضرب تحت الحزام و ارتفعت الحمى الاستئصالية الغارقة في التطرف و خرجت الفئة الباغية من هؤلاء الخوارج لتجييش الغفلة و الساقطين فكريا أو أخلاقيا و بدأت المعركة المصطنعة المشبوهة بين رافعي الإعلام السوداء المنتمون إلى قبائل الفكر التكفيري المتوحش و بين رافعي الراية الوطنية الجامعة المؤمنين بالتعايش السلمي تحت سقف المجتمع الوسطى ،ليتنا لم نر ما فعلوا و لم نسمع ما لفظوا.
لقد ادعوا الطهارة قولا و فعلا و ما صدقوا و ادعوا نصرة الدين و الدفاع على الوطن فما رأينا منهم نفرا يجاهد في فلسطين أو يدفع اغتصابا عن حرة فلسطينية و لا وقفنا على موقف يزيد من رفعة و شأن وطن داسوا على رقبته دوس الكارهين و اغتالوا أحلام أبناءه اغتيال الناقمين، لم يزرعوا زهرا و لا شجرا و خلا فكرهم من مساحات الأمل التي زرعوا فيها ثقافة بائسة تريد استدعاء عهود الجاهلية و ما قبل العهد الحجري كل ذلك تحت يافطة مخادعة تزعم الرجوع إلى تطبيق شريعة تايوانية مصطنعة غفل عنها أهل تونس ليتحولوا في نظر هؤلاء المرتزقة باسم الدين إلى قوم فاسدين كافرين يجوز التفكير في خصيهم و ذبحهم و بقر بطونهم و سلخ و شواء لحومهم تماما كما يحدث في سوريا حتى يافطة الجهاد المقدس ضد الأنظمة الكافرة و لو أنهم حتى في هذه الكذبة الكبرى لم يكونوا صادقين بدليل إغفالهم جهاد حاكم السودان المفرط في القتل و الاستبداد.
في زمن الرايات السوداء تحول الأمل إلى سحابة سوداء و تحول المشهد إلى ليل سواد داكم لان هؤلاء الملتحفين بالسواد لباسا و فكرا و رايات لا يسعون في الأرض إلا بغرض زرع بذور الشر الأسود الحارق للأخضر و اليابس . في زمن البرغوث الأسود اتشحت تونس بالسواد لتصبح مدينة الرعب و الإرهاب و الفكر الأسود لذلك كرهنا كل شيء أسود و دب الرعب في قلوبنا بمجرد اعتراضنا لسيدة منقبة ربما تحمل داخل لباسها الأسود ما يزرع الموت في الساحات و التجمعات،انقلبت الثورة المتسامحة إلى مساحة ملاسنات آسنة أراد حزب التحرير و أمثاله أن يشرعوا فيها ما جادت به قريحة قياداتهم من غلو القول و التفكير رافضين دائما الاعتراف بالقواسم المشتركة التي تطبق على الجميع لاكتساب المواطنة و حق الانتماء مرددين أنهم فوق كل هذه المتطلبات المدنية و أنهم يتحدثون باسم الرب و يمثلون قوله دون غيرهم من بقية هذا الشعب،هرمنا نحن من اجل لحظات انتظار انتصار هذه الثورة لكن من سوء حظنا العاثر أنها فرحة ما تمت بعد أن ركبها مرتزقة الدين و أدعياء الفضيلة الزائفين و بقية كلاب حراسة مشاريع أنظمة الخليج المتآمرين الذين رفعت عينة منهم رايات السواد في يوم الاحتفال بالثورة.