18 ديسمبر، 2024 11:27 م

توماهوك الأمريكي صاروخ استراتيجي

توماهوك الأمريكي صاروخ استراتيجي

ما قلناه بالأمس القريب وعند مجي الرئيس الأمريكي الجديد ترامب الى البيت الأبيض وتحليلا للتوجهات التي أعلنت اثناء السباق الانتخابي وماطرحه المرشح في وقتها الجمهوري ترامب من علامات مستغربة من خلال الحملات الإعلامية في حينها بان شعارات الجمهوريين تؤكد هناك تغيير في بعض ملامح الاستراتيجية الامريكية التي ينادي بها السيد ترامب وفريق حملته الانتخابية مما جعل الفوز في تكهنات الكثير من المتابعين بانه ليس بالأمر اليسير لهكذا حملات تتنافى مع ماوصلت اليه سياسة الرئيس أوباما الهادئة والتي سمحت بظهور قوى جديدة فاعلة تتشارك النفوذ بأجزاء مهمة في العالم مع الولايات المتحدة ، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً ، وهذه المعادلة من الممكن ان تبقى غير مكتملة في ظل سياسة الايدي المكتوفة التي تعامل بها فريق أوباما مما أورثت تعقيداً في المشاكل التي تعاني منها دول المنطقة ، وبعد ان أتت الرياح بما لاتشتهي السفن عند البعض وخلافاً للمعطيات السابقة دخل البيت الأبيض الرئيس الأمريكي الجديد ترامب المشاكس في طبعه قبل وبعد نتائج الانتخابات وبدءت ملامح التغيير الاستراتيجي على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية في الداخل والخارج ، حيث بدءت تتكشف بعض مفردات هذه الاستراتيجية ، وما تم تنفيذه من عمل عسكري في سوريا وبسرعة وخلال ساعة واحدة من التباحث رداً على المجزرة المروعة التي حصلت للشعب السوري الشقيق في خان شيخون جاء الرد الأمريكي بــ 59 صاروخاً توماهوك التي استهدفت بدقة الطائرات ومحطات وقود الطائرات والرادارات السورية علماً ان في مطار الشعيرات السوري هناك طائرات روسية لن تتاثر !! وبنفس الوقت روسيا لم تستخدم منظومة الدفاع الجوي المتقدمة التي تمتلكها في سوريا لاسقاط هذه الصواريخ !! وكانما إدارة ترامب تعلن للعالم بأنها ستعيد رد اعتبار أمريكا كقوة عسكرية للاعادة الهيمنة من دون شركاء هنا وهناك ، وكلنا نتذكررسالة ترامب في بداية دخوله البيت الأبيض بانه ليس كحليفه أوباما هذا الكلام اليوم اصبح واقع ليس لدولة معينة وإنما لكل دول العالم بما فيهم روسيا .

الضربة الأمريكية هي ضربة ذات طابع عسكري استكشافي وليس سياسي فعلى الجميع ان يتعامل وفق هذه الالية الجديدة ، والدليل على ذلك ان قرار توجيه ضربة عسكرية من قبل القوات الامريكية لم ياخذ لها تفويض من مجلس الامن أي ان القرار الأمريكي هو قرار فردي مما يذكرنا بما حصل في العراق ، بل اكثر من ذلك ومن خلال تصريح الرئيس ترامب بعد العمل العسكري دعوته لدول العالم للوقوف مع الانسانية وتحقيق السلم العالمي مما يشير بان القرارات العسكرية هي من أولويات الاستراتيجية الامريكية القادمة وهي رسالة تحذيرية موجهة للنظام السوري وحلفائه اللذين سيقفون عاجزين أمام هذه الضربة التي أضعفت القدرة الجوية السورية بشكل كبير بعد شلل مطار الشعيرات التي أطلقت منه الصواريخ السورية المحملة بغاز الاعصاب على خان شيخون ، السؤال الأكثر تداولاً ماذا سيفعل الدب الروسي والعمامة الإيرانية والنظام السوري أمام صواريخ التوماهوك وإلى أين يأخذون هؤلاء المنطقة ومتغيراتها، الاستنتاج المطروح حتى الآن ان أميركا ورئيسها ترامب جادين بإيقاف المد الايراني التوسعي في المنطقة وخصوصاً سوريا والعراق ، اليوم الرسالة الأمريكية وصلت للجميع عن ما هو المشروع الأمريكي القادم للمنطقة