السياسة كما يقال لعبة ..
من اتقنها ..امسك بمقاليد الوضع بين يديه
اما في العراق فالسياسة عبارة عن اصطفافات طائفية وامور لا يمكن ان نتكلم عنها بحرية تامة لانها وللاسف الشديد تمس بالكرامة والاستقلال الوطني ..
**
والسياسة عبارة عن لعبة مونوبولي .. ومن يعرف هذه اللعبة يدرك ان من يبدأ في أعلى سلم الاملاك قد يجد نفسه يتسول في الجولة العاشرة ..
حاله في ذلك حال من يلعب (حية ودرج) .. فساعة في اعلى قمة الجبل وساعة في اسفل الوادي وهي في احيان كثيرة كلعبة التوكي .. حظ .. وكلعبة الختيلة التي تعتمد عن فن معرفة اكثر الاماكن ملائمة للاختباء
**
اللعبة لعبة ولو طوقت بالذهب .. فلا هي ستتحول الى مخطط حرب ولا الى خارطة لاعادة التعمير والبناء ..
الا ان هذه اللعبة في العراق محكومة بالدمار منذ اليوم الاول .. ففي كل العالم الديموقراطي الذي نريد ان يقال باننا ننتمي اليه .. هناك معسكرين ..
معسكر المحافظين والديموقراطيين .. الصقور والحمائم .. الاحمر والاصفر .. توم اند جيري.. عدنان ولينا
ولكننا في العراق حيث الجميع يريد ان يصبح رئيسا للوزراء والجمهورية والبلدية والمغاسل العمومية ..
نحن في بلد يستعاض عن الاثنين بالفين وحدث ولا حرج ..
**
ولان السياسة لعبة ..
لابد ان ننظر الى رقعة الشطرنج وان نحرك البيادق بطريقة استباق الواقع
كيف؟
اقول لكم
في بداية الازمة مع طارق الهاشمي ..أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ أن أنقرة ترفض تسليم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الملاحق بتهم ارتكاب جرائم قتل في بلاده.ونقلت وكالة انباء الاناضول عن بوزداغ قوله أمس: «لن نسلم احدا دعمناه منذ البداية»، وذلك بعدما نشر الانتربول مذكرة توقيف دولية تطالب بتسليمه. واضاف: «إنه حاليا في تركيا لأسباب طبية».وأضاف:«لتركيا مطالب ايضا من العراق»، مثل تسليم قادة حزب «العمال الكردستاني» الذين يستخدمون قواعدهم الخلفية في شمال العراق لشن هجمات على الاراضي التركية.وزاد:«طلبنا تسليمهم لكننا لم نتلق الى هذا اليوم اي رد ايجابي من الحكومة العراقية».
اما اليوم .. فقد قام البرلمان الاوربي بالاستماع الى طارق الهاشمي .. وقبل عملية الاستماع هذه قال السيد صدر الدين القبانجي ان استقبال البرلمان الاوربي للهاشمي يمثل اعلان حرب على العراق ومخالف لجميع الاعراف الدبلوماسية ..
مع كل احترامي للسيد الجليل اتساءل
هل ترك ساستنا حرمة للعراق لم ينتهكوها؟ هل امتنع كبار ساستنا وقادة العراق الجديد من الخوض في عمليات غسيل الاموال في اوربا وغيرها؟ هل تركوا للعراق اي احترام في الخارج؟ هل نعرف نحن العراقيين اين يقبع اليوم والان وفي هذه اللحظة رئيس جمهوريتنا بينما الغرب يعرف؟ وقبل استقبال الهاشمي من قبل الاوربيين .. الم يرسلوا بيان وتوضيح للحكومة العراقية حول المليارات التي تهرب من قبل السياسيين العراقيين الى الخارج؟
فمن الذي اعلن الحرب ضد العراق؟ نحن من اعلن الحرب على انفسنا وليس هم !!!
اما طارق الهاشمي ففقاعة يجب ان لا نشغل بالنا بها .. يطلق التصريحات ويتنقل بين البلدان وعينه على العراق وما هو بمرحب به ..
**
في عراق الاصطفافات الكثيرة والمعقدة.. السياسة عبارة عن كتلة كونكريتية تجلس على القلب وتقطع النفس ..
السياسة في العراق انتهت عندما تحول الساسة الى تجار غسيل اموال .. اما الحرب الاوربية العراقية فغير موجودة .. ولكن الحرب القائمة هي بين ساسة العراق واهل العراق المساكين ..
مع الاسف ..