23 ديسمبر، 2024 6:20 ص
مضى خمسة وثلاثون عاماً من العطاء. وبعد هذا الجهد حان وقت الترجل من على مقعد العناء. ولا أدري هل اصفرار الورق إذناً للجمود، وبنهاية العمل تتوقف الحياة!
لم تكن غير علامة لانتهاء مرحلة والانتقال إلى مرحلة أخرى تتغير فيها المهام والتطلعات. لماذا يجد البعض التقاعد هو الجمود وانتظار الفناء ويجعلون من تلك المرحلة نقطة  توقف، وماهي إلا ماراثون نحو مفاتيح الكهرباء، وتتبع أخطاء من هم في محيط المتقاعد جعلوه أنساناً متذمراً بائساً لايجد له متنفساً غير اختلاق المشاكل وإبداء الملاحظات!
وهل هذا إلا إجحاف في حقك أن تجعل من تقاعدِك محطة انتظار دون حراك، مجردة من العطاء!
من قال بأن العمر يحدد الحياة؟ ومن أفتى أن الابتسامة والسعادة والترحال يخطف الوقار؟
من عانق عمر الستين عليه فقط أن يكون هزيلاً عابساً ذابلاً، ومن غير ذلك كان يعيش في زمن غيره!
تلك مغالطات تقيد حياتنا، وتجعل منا قاعدين باختيارنا مجاراة لما اختاره الغير لنا.
أنت من يختار أن تكون ميتاً قبل أن تفارق الروح جسدك، أو تحيا ما كان. هناك أنفاس بصدرك تتردد، فاجعل من مرحلة مابعد التقاعد الوظيفي مرحلة تكريم لنفسك بعد عمر من العطاء والجهد والبذل.
جدد مهاراتك واهتماماتك، فلديك الوقت لتستمتع بهواياتك. هناك من وجدها فرصة واستثمرها، يقول أحدهم؛ لم يكن لدي الوقت وأنا على رأس العمل لأطور  اهتماماتي الخاصة، وبعد التقاعد انتهزت الفرصة والآن أتقن التصميم والمنتاج والتصوير، وآخر وظف قدراته لتطوير الجمعيات الخيرية، وآخر دفن نفسه في مقبرة أعدها المحبطون الذين يعيشون الكآبة والوهن. فكن قائداً بعد التقاعد، ووظف خبراتك لإسعاد نفسك والأخرين.