في نهاية كل عام تنطلق التوقعات الفلكية على ضوء قواعد حسابية وخرائط فلكية ما يجعل أغلب التوقعات تصادف التحقق ، وتشغل التنبؤات المستقبلية حيزا واسعا من رجال السياسة وعامة الناس للسنة الجديدة المليئة بالمزاجية والتقلبات السريعة والقرارات غير المحسوبة ، فيدعي معظم منجمون العراق أن عام2012 سيكون المسرح السياسي العراقي مليئاً بالحماس والصراخ والعنف والخطف أو الاغتيال لشخصيات سياسية أو اقتصادية مهمة وهناك مجاميع سياسية ستقع في دوائر الخطر وتبرز أحزاب سياسية متطرفة ، ويتوقعون وفاة مسؤول كبير جدا في الدولة يحل محله معارض سياسي مظلوم ( مهمش)، وتشهد بعض العائلات الحاكمة انقلابات في داخلها وبين أفرادها بسبب اختلاف مقدار الصلاحيات الممنوحة لها في سرقة المال العام ونسب التوزيع وهي طبعا خارج القوانين وحيادية ونزاهة القضاء العراقي ، أما الأبرياء من أبناء شعبنا المسكين سيتعرضون إلى المزيد من خلع أبواب بيوتهم وقلع نوافذهم ودمار أبنتيهم بسبب الإعمال الإرهابية ( المنظمة) والمعاناة الكبرى في العام الجديد ستكون بجنون التصريحات أو التصرفات أو جنون العظمة وأنه سيحمل الكثيرً من الوعود الكاذبة من قبل الحكومة بسبب الأجندات الخارجية لتفتيت العراق وجعله أقساما صغيرة يسهل السيطرة عليها ، ويعتقد أن الأشهر الأولى من العام الجديد فيها الكثير من الإرباكات والاهتزازات والتصرفات المتسرعة وغير المحسوبة ولذلك ينبغي على قادة (العملية السياسية) المزيد من الحذر على كافة الأصعدة وخاصة في الشجار أو النزاعات أو في التصرفات العصبية أو في الشراكات الجديدة ( الصفقات ) أو في القرارات المهمة ، ويمضي المنجمون في توقعاتهم باتجاه المسرح السياسي العراقي للسنة الجديدة انه عام التطرف وسيكون سيد الموقف وقد يحاول (المتطرفون ) فرض نظامهم سواء كان التطرف إسلاميا أو ليبرالياً ولكنه سيكون تطرفاً ، أما اصطفاف السادة النواب في 2012 فسيكون شبيه باصطفاف السيد( الشابندر) في أقصى اليمين أو في أقصى اليسار ولن يكون هناك مجال للوسط وهذا سيجعل فجوات الاختلاف كبيرة في الوصول إلى ( الزعامات) وقد تؤدي أحيانا إلى ضرب ( البوكسات) بين المختلفين ليس من أجل مصلحة العراق وتقليل نسبة الخسائر وخدمة الصالح العام كما هو في مجلس النواب الياباني ولكن من اجل انتفاخ جيوبهم عبر جسر أحزابهم الطائفية الضيقة ، ويقول البعض أن في النصف الأول من العام الجديد سيشهد أيضا كشف فضائح سياسية ومالية وإجرامية وبعضها يتعلق بمواد غذائية فاسدة ، ولتشابه أبراج مسؤولي العراق مع أبراج فنانات لبنان كما يدعي المنجمون العراقيون يعتقد ستحصل زيادة في الطقوس والمعتقدات المتطرفة المتشددة والقصص الكاذبة وكثرة الشائعات خاصة العاطفية (نهاية لزيجات متعددة ومزاولة المتعة بدلا عنها ، ولكن هنا يسأل المنجمون كيف يلقن المسؤول العراقي وهو لا يجيد اللغة الانكليزية أو الفرنسية عندما يكون في مهمة رسمية خارج العراق للمراءة التي يريد التمتع بها ؟) وهذه الشائعات ستؤكد صحة ما يقوله الشعب العراقي عنهم وأنه عام الشائعات والتصرفات الغير صحيحة ، أما ما نتمنى نحن المراقبون للعام الجديد هو العيش الحميد لأبناء شعبنا الكريم والتركيز على أهدافهم وأفكارهم المنطلقة من معاناة الظلم والقهر وخرق حقوقهم الإنسانية وسلب أرادتهم الوطنية لضمان حقهم الإنساني وهذا لا يحصل إلا بعمليات التغيير والإصلاح الشفاف المستمر، ويعدنا المنجمون هناك انعطافات ممتازة وثقة بالنفس خصوصا في شهري تشرين الثاني وكانون الأول من عام 2012 لأنها سنة العبور إلى وضع أفضل بعد سنوات عجاف من التعثر والتشتت ، وبالتأكيد سيخرج شعبنا منتصراً من التجارب التي خاضها .