مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات النيابية تجتهد عدد من مراكز البحوث والدراسات في استقراء الكتلة الفائزة وشخصية رئيس الوزراء وطبيعة ونوعية الحكم ان كان توافقيا اواعتماد من تحصل على الاغلبية تؤهلها لتشكيل الحكومة المقبلة .. ولاسباب تتعلق بطبيعة القانون الانتخابي وظروف العراق فان هنالك شبه اتفاق على ان فرص حصول كتلة بعينها على اصوات تؤهلها لتشكيل حكومة الاغلبية معدومة ، وسيبقى الخيار المحاصصاتي ,الذي لطفت اسمه الاحزاب ،لتسميه توافقياً هوالذي يتحكم بطبيعة تشكيل الحكومة .. ولن تخرج رئاسة الحكومة برأينا المتواضع عن دائرة الحزب الذي احتكرها طيلة اثني عشر عاماً ..واذا اضفنا الى كل ذلك حقيقة باتت تؤرق فكر المواطن والمتمثلة بعودة الوجوه والشخصيات التي هيمنت على المشهد السياسي طيلة السنوات العجاف الماضية منذ اول انتخابات بعد الاحتلال الى الان ..نعم قد تسقط وتفشل وجوه من هذه القائمة او تلك غير ان الذي لاغبار عليه ان رؤساء الكتل الكبيرة سيعودون الى فرض ارائهم وسطوتهم ما يعني ان الوجوه الجديدة التي ستفوز لن تخرج من دائرة نفوذهم بل ان بعضهم اصلا يتكأ في دعايته على رئيس قائمته برغم كل الملاحظات عليه وبرغم رفضه من الجماهير التي خرجت في اكثر من تظاهرة تطالب بالتغيير الجذري وازاحة رموز الفساد من دائرة التأثير على القرار البرلماني او الحكومي !
لا نريد ان نكون متشائمين غير ان القراءة الاولية تقول ان لاتغيير يمكن ان يحصل بعد الانتخابات التي سيجري يوم الثاني عشر من هذا الشهر ايار .. فنفس القوائم التي تتحمل مسؤولية كل الخراب والفساد بجميع انواعه ستعود مرة اخرى الى تقاسم ما بقي من ” الكعكة ” .. فالمغانم والامتيازات على حساب جوع وحرمان المواطن من ابسط حقوقه هي القاسم المشترك الذي تلتقي عليه الكتل الكبيرة التي فصلت قانون الانتخابات على مقاساتها .. التوقعات التي تنشر هنا وهنالك تصيب المواطن بالاحباط .. فهو اصلا كان يتطلع بل طالب وما زال في تظاهراته وفي احاديثه الخاصة والعامة بازاحة الفاسدين وتخليص الوطن منهم بعد خمسة عشر عاما من المعاناة والالم والقهر ..
لايكفي ان تغير هذه القائمة او تلك اسمها وشعاراتها وعناوينها الطائفية وتحاول ان تلبس رداء المدنية والتغيير والبناء ، فلم يعد ذلك يخدع المواطن الملتاع والمضيوم من سياسات لم يحصد منها غير مزيد من نسب البطالة والفقر والمرض وتدني مستوى جميع الخدمات .. لذا تراه حائرا لايعرف بمن يثق وهو يتطلع الى صور المرشحين والكلمات المنمقة التي تؤطر الصورة حتى ان احدهم قال اذا كانت جميع الكتل تلعن الفساد فمن هو الفاسد هل نحن ؟!!فلا تلومونه اذا ما تهاون في ممارسة حقه في التصويت يوم الانتخابات !!
نتمنى ان نكون على خطأ وان تسفر الانتخابات النيابية المقبلة عن تغييرولو جزئي يعيد بعض العافية لوطن انهك ابناؤه جشع وطمع طبقة سياسية سرقت حتى ابسط احلامه وقتلت احلامه المشروعة بعراق بقينا نقرأ انه يسبح على بحيرة من نفط لم يجلب لنا غير المصائب والبلاء وتدخل دول اقليمية ودولية في شؤننا فضعنا وضاعت السيادة !