23 ديسمبر، 2024 1:55 م

توفير وطن في الوطن

توفير وطن في الوطن

الشائع أن ” من لا بيت له لا وطن له ” حتى لو كان هناك وطنا ينتمي اليه , فيشعر انه غريب فيه وذليل جراء عدم امتلاكه لمساحة الارض التي يبني وطنه عليها .. وعندما تسأل الكثيرين على اختلاف ثقافاتهم ودرجة وعيهم , ماذا يعني لك البيت ؟؟ او بصورة اخرى ما هو البيت في حياتك ؟؟ يُجيبك وبدون تفكير أنه ” الوطن ” ليتلفظ لك بكلمة واحدة تتكون من ثلاثة احرف , فتارة يقول لك ” البيت ” يدل به على ” الوطن ” وتارتاً اخرى يقول لك ” الوطن ” يدل به على ” البيت ” أذاً هناك أمتزاج بين المفردتين احداهما تدل على الاخرى . في بيتي الكبير ” العراق ” الكثيرين ممن لا يملكون وطناً بمساحة مئة متر مربع يقيهم من الذل الذي يتعرضون له كل يوم يمضونه بدون وطن ..تعتبر أزمت السكن واحدة من اهم المشاكل المستعصية في البلد تضاف الى الازمات الاخرى كأزمة الخدمات وأزمة الامن وأزمة , وأزمة … الى اخره من الازمات المتعددة والمتجددة . في السنة الماضية طل علينا وزير الأعمار والإسكان المهندس محمد صاحب الدراجي كباقي اصحاب الطلات البهية من المختصين في اطلاق الوعود ورفع الشعارات ليرفع صوته عاليا في فضاء الاعلام , ان الوزارة لا تتمكن من حل ازمة السكن خلال العام المقبل وسنوزع نحو سبعين الف شقة للمواطنين , ثم في اطلالة اخرى لسيادة الوزير صرح .. ان العراق يحتاج الى مليون وحدة سكنية وبزيادة مائة وعشرين ألف وحدة كل عام .. أذاً لو قارنا بين التي سيوزعها سيادة الوزير في عام 2013 والزيادة التي يحتاجها العراق كل عام مع الأحتياج الكلي سنجدها انها ازمة تنذر بالخطر الكبير الذي يهدد الاستقرار في البلد .. دعك عن أن هذه الأعمال الخدمية تُخضع للمزايدات السياسية والاستثمارات الانتخابية حيث يذكر ان الكثير من الوحدات السكنية مضت عليها فترة طويلة قد أستكمل بنائها ولم يتم توزيعها الا بعد قرب الانتخابات .. وتعود المواطن كلما تلوح هناك انتخابات قريبة تظهر لنا ممارسات من هذا النوع كافتتاح العديد من المشاريع الخدمية ووضع حجر الاساس لعشرات المشاريع الاخرى .. وما شهدناه مؤخرا ويلاحظه البيب ان الحكومة الموقرة تقوم بافتتاح مشاريع كبنايات ومجسرات غير تامة الانشاء , وان اعمال الانشاء مازالت قائمة فيها , فقط تقوم بتخصيص زاوية من هذا البناء قد استكملت حتى تؤدي فعاليات الافتتاح بها الى الاعلام وهذا ما حادث مؤخرا في البناية التي تضم اقدم ساعة ببغداد إنشاءات في العام 1882 م وهي ساعة ” القشلة ” . ما يجب على من ينصبون انفسهم في أماكن المسؤولية أن ينتقلون سريعا الى البحث عن حلول ناجعة لهذه المشكلة ويضعون خطة إستراتيجية يشترك بها كل المعنيين بهذا الشأن ليساعدوا على حل أزمة السكن التي اصبحت عائقا أخر في طريق تقدم البيت الكبير .