اليوم ، بحكم طبيعة تخصصي و اهتماماتي بالحرب السايبيرية و تأثير مواقع التواصل الاجتماعي .. تابعت الحملة التي شنها الجيش الألكتروني العراقي على تويتر و التي هي واضحة المعالم بانها مخططة و ممنهجة .. استخدام الإنترنت عموماً فى هذا المجال ظهر مع تنظيم القاعدة ، حيث كانت تستخدم المنتديات وبعض المواقع غير المشهورة مثل بالتوك فى التجنيد والتعبئة وتبادل المعلومات والتجهيز لبعض العمليات، ولهذا السبب كان هذا الموقع من المواقع التى تراقبها الأجهزة الأمنية والمخابراتية بشكل مستمر، ومع ظهور تنظيم داعش أصبح استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي سلاحاً أساسياً فى منظومة الحرب النفسية والمعنوية التى يتبعها هذا التنظيم . أن استخدام هذا التنظيم لهذه المواقع أصبح مؤثراً للدرجة التى جعلت كثيراً من الحكومات تؤمن بأن الانتصار على داعش فى جبهة العالم الافتراضي أمر ضروري في حربها ضد الإرهاب على أرض الواقع. وبالفعل قامت بعض الحكومات بالضغط على بعض مواقع التواصل الاجتماعي لوقف الحسابات المؤيدة لهذا التنظيم، وأوقفت وعطلت عشرات الآلاف منها. وداعش عموماً تستخدم أسلوبين أساسيين فى إدارتها للحرب النفسية على مواقع التواصل الاجتماعي، الأول هو الإغراق المعلوماتي لخلق انطباع بالكثرة والحضور الكثيف، والثاني هو الصدمة حيث يعتمد هذا الإغراق على صور وفيديوهات تتسم بالعنف الزائد لتحقيق حضور دائم وصادم يخيف الأعداء وينال إعجاب المؤيدين، ويرسخ مكانة التنظيم بين جماعات العنف الأخرى، فبعد استخدام السيارات المفخخة لجأوا إلى الذبح، ثم إلى الحرق.
لجأت الدول المواجهة للارهاب ومنها العراق الى تشكيل جيوش الكترونية او في بعض الاحيان لجان ألكترونية محدودة العدد . حيث تتفق الجيوش الإلكترونية واللجان الإلكترونية فى أنها تسعى إلى نشر وجهة نظر جهة ما والدفاع عنها، وفى كثير من الأحيان الهجوم على خصومها، على القنوات المختلفة للإنترنت، وهذه الجهة قد تكون شخصية عامة، أو رجل أعمال أو شركة أو مؤسسة أو حزباً سياسياً، وتتفق أيضاً فى تكتيك رئيسى للدفاع بالهجوم الشرس على الخصم وتشويه سمعته، لكن هناك اختلاف بين اللجان والجيوش الإلكترونية فى العدد والتنظيم وطريقة العمل، اللجان الإلكترونية عموماً أقل عدداً من الجيوش الإلكترونية، وغالباً ما يكون أعضاؤها من الهواة وتوجه لهدف محدود و أغلب ما لاحظناه و رصدناه في السنين السابقة هو استخدامها في التسقيط السياسي و تشويه سمعة الخصوم ، أما الجيوش الإلكترونية فأعضاؤها أكثر عدداً وأكثر تنظيماً وفى كثير من الأحيان يحكمهم نظام أشبه بنظام الجيوش الحقيقية.استخدمت الجهات الحكومية العراقية جيشها الالكتروني خلال الفترة السابقة في عمليات التسقيط السياسي و تشويه سمعة سياسيين مناوئين .. اما اليوم فأن قوة تأثير هذا الجيش الألكتروني في العراق تظهر مع بدأ معارك تحرير الفلوجة ، حيث نلاحظ التنظيم و المنهجية في استخدام المجاميع المدربة و المعدة لهذا الغرض في استخدام الهاش تاك لأغراق مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة التويتر و الفيس بوك بتغريدات تسد الباب على أي رأي معارض او مخالف من خلال استخدام الالفاظ السوقية ولغة السباب و الشتائم التي تجعل من الأخر حريصا على ان لا يزج نفسه في مواجهة من هذا النوع فيتجنب التعليق او ابداء الرأي ، أضافة الى زعزعة معنويات اعضاء تنظيم داعش الاخرين بنشر تغريدات الاستغاثة و طلب النجدة و بيان اندحارهم ..مما كشفته هذه الحملة هم الكثير من الشخصيات الثقافية المقبولة لاعتدالها و بعدها عن دائرة التأثير السياسي و الحكومي و ساهمت في تنظيم تظاهرات التيارات المدنية و تبين انها موظفة رسميا في هذا الجيش او اللجان ..