لست من المخولين بالحديث بالإنابة عن أحد , لكنني مواطن رمادي انباري عراقي مسلم مظلوم نزح وتهجر من بيته ومدينته أكثر من سنتين كبقية الملايين المساكين من أهلنا في الأنبار واخرجتمونا على التقاعد القسري بدون ذنب لمجرد نحن مواطنين شرفاء لا نرضى على الذل .. دمرت مدننا وهدمت وخربت وسرقت بيوتنا .. تفرقنا عن أهلنا وأصدقائنا وأمسينا نتخبط وننتظر مصيرا مجهولا .. لا نملك الآن إلا رحمة الله وبقايا أرض وركام .. الكل كذب علينا بدءاً من رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء ووزرائه وأعضاء مجلس النواب ومسئولي العراق وأعضاء مجلس النواب السابقين .. والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني .. من ألف سابقاً وشكل هذه الحكومة إلى يائها كاذب ومن أول السياسيين إلى آخرهم ومن تكتل وتحزب معهم منافق .. أبشر هؤلاء جميعا بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن جميع العراقيين المظلومين بأن الله لن يقبل توبتهم ومن صلى منهم فصلاته تلعنه ومن صام فصيامه غير مقبول ومن زكى فأموال زكاته مردودة لأنها سحت وأصلها حرام ومن حج فلاحج له بإذن الله ! وإذا أراد هؤلاء الحمقى الأغبياء أن يقبل الله توبتهم عليهم أن يقوموا بعمل واحد فقط وهو العودة إلى ما كانوا عليه قبل عام ( 2003 ) فقط لا غير .. لن أتحدث عن أعضاء المجلس بالإسم فبينهم أقرباء وزملاء قدماء كانوا يطاردون الراتب ولا يمسكوا به إلا بشِقِّ الأنفس .. وأصبحوا الآن من سدنة الأموال وقطع الأراضي والبيوت والمزارع .. وبينهم كذلك علماء دين ووجهاء وشيوخ .. لن أتحدث أبداً عن إسمٍ ما بل عن خرابٍ ما .. دمارٍ ما .. تحطيمٍ ما .. سلسلةٍ من إبادة مستقبل العراق الجديد إلى الأبد ترأسها المجلس وشارك فيها أبناء المحافظات وأولهم الكاتب لأننا لم نضع النقاط على الحروف يوماً ولم نذكّر أعضاء المجلس بأن أخطاءهم ليست سهلة بل تاريخ سحق مقدساتنا ومنجزاتنا وثرواتنا ونفوسنا .. لن أتحدث عن هذا الصراع المرير بين أعضاء المجلس الآن ومن رشح نفسه للدورة الجديدة من معركةٍ غير شريفةٍ يندى لها جبين الإنسانية جعلت بعضهم يتوسل ويستجدي بالمواطن كسباً لصوته وإنتظروا يوم الإنتخاب أو يوم ( رفع المصاحف ) كما كان في واقعة الجمل .. هذا القرآن عليكم إنتخبوا فلان !!
لن أتكلم عن كيفية وصول أعضاء مجلس النواب إلى عضوية المجلس .. ولن أتكلم عن الذي قدمه مجلس النواب من منجزات تاريخية طيلة مدة سلطته على رقاب أهل العراق .. ولن أخوض في تفاصيل الصراع المرير المذهبي الطائفي القومي المناطقي والعشائري والمالي والسلطوي والحزبي بين أعضاء المجلس .. لن أذكّر أهل العراق بما تفتقت عنه ذهنية أعضاء المجلس من إبداعات حولت محافظات العراق المجيد إلى كانتونات ميلشياوية وعشائرية ورعب بين المواطنين من مستقبلٍ مجهول كان سببه وما زال أعضاء مجلس النواب بدون إستثناء .. لن أتحدث لكم عن رؤساء المجلس الّذين تقاتلوا وقُتلوا وشرّدوا ! لن أتكلم عن آلاف التصريحات الرنانة الباسلة والمواقف التي نقلتنا من حربٍ ضد الفرات إلى معركةٍ ضد النخيل كان سببها المؤتمرات الصحفية لرئيس وأعضاء المجلس .. لن أذكّر أهلي في العراق عن أن هذا المجلس يضم لجاناً في التربية والتعليم والطاقة والرياضة والشباب والاقتصاد والغذاء والدواء والنفط والغاز والجمه ! أكملت إنجازاتها وحققت أهدافها وستسلم الأمانة عن قريبٍ جداً جداً إلى خير سلف , أبطال ونشامى المجلس الجديد من فيالق العشائر التي إستبدلت هوية العراق من أول عاصمةٍ للدولة الرشيد ! إلى محافظات للتخلف والجهل وإعادة الحياة لخراب الإنسان وتهميش عقله ومطاردة العقول الكبيرة وتحويل محافظات العراق إلى مرقدٍ للفكر التفوقي الإبداعي الناضج .. لن أتحدث عن أعضاء المجلس بالإسم فبينهم أقرباء وزملاء قدماء كانوا يطاردون الراتب ولا يمسكوا به إلا بشِقِّ الأنفس .. وأصبحوا الآن من سدنة الأموال وقطع الأراضي والبيوت والمزارع .. وبينهم كذلك علماء دين ووجهاء وشيوخ .. لن أتحدث أبداً عن إسمٍ ما بل عن خرابٍ ما .. دمارٍ ما .. تحطيمٍ ما .. سلسلةٍ من إبادة مستقبل العراق إلى الأبد ترأسها المجلس وشارك فيها أبناء المحافظة وأولهم الكاتب لأننا لم نضع النقاط على الحروف يوماً ولم نذكّر أعضاء المجلس بأن أخطاءهم ليست سهلة بل تاريخ سحق مقدساتنا ومنجزاتنا وثرواتنا ونفوسنا .. ولم أتحدث في الماضي يوماً عن المجلس رغم كوارثه على المحافظات وأبنائها .. وعن العلم وطلابه .. وعن الفقر والفقراء وعن اليتامى والأرامل وعن المزارع والسدود وشط الفرات والماء والكهرباء .. لكني سأتحدث بإختصار عن خرابٍ من نوعٍ لم تشهد له الأمم مثيلاً في تاريخها العتيد .. وقبل كل شيء أود أن أذكر بعض الأمور كي يعرف القارئ مدى حياديتي بعرض الموضوع ! السيد رئيس وأعضاء المجلس .. الميزانية ليست لكم ولا يمكن أن تصرفوا منها فلساً واحداً إلا بموافقة أهل العراق العظيم .. فمن المنطقي أن تستضيفوا أحد المسؤولين الإقتصاديين ومدراء الدوائر وخبراء في مجالات اقتصادية وعمرانية للبحث عن خطة توزيع الميزانية .. فالموضوع يتعدى حدود المجاملة وهذه لي وتلك لك .. العراق بحاجة الى مشاريع كبرى ومشاريع قيد الإنجاز تتطلب أموالاً طائلة .. وبناء مئات المدارس المهدمة وإعادة الحياة لعدد من المصانع وتعبيد طرق وإنشاء جسور وتوزيع أموال على الفقراء والأرامل واليتامى وذوي الإحتياجات الخاصة .. وبناء ملاعب وقاعات للرياضة والثقافة والمرأة .. ومكافحة التصحر والماء والمجاري والكهرباء .. ودعم مشاريع التنمية المستدامة وتشجيع الطاقات الجامعية العلمية والندوات والمؤتمرات الثقافية والأدبية .. والمساهمة في تعزيز العلاقة بين المحافظات وتوأمتها مع محافظات متقدمة أخرى , وليس كما فعل المجلس الأول من أكذوبة إسمها التوأمة وصرف عليها مليارات الدنانير وهي لم تكن سوى سفرات للترفيه والتعارف والإستجمام لأحد الأحزاب السياسية .. مشاريع ومشاريع وتحقيق أهداف إسعوا إلى تنفيذ ولو جزء منها كي يكون وداعكم جميلاً لأنكم ستخوضون حرباً للفوز مرةً أخرى مع أقرانكم وأعدائكم واصدقائكم !! الله ينظر إليكم قبلنا والتاريخ يسجل والشعب يحكم .. فمن المعيب والمخجل أن يكون توزيع الميزانية وكأنكم تجلسون في مقهى .. حتى مجالس المدارس الإبتدائية كانت منضبطة ومتزنة أكثر من إجتماعكم المصيري .. اتقوا الله بنا وبأنفسكم وإن كنتم لا تقرأون ما نكتب فإن غيركم من أبناء الشعب العراقي العظيم ومن أهل الأنبار سيقرأ .. ومن الله العون والسداد لكم على مسؤوليتكم ولنا على مصيبتنا.