9 أبريل، 2024 8:15 م
Search
Close this search box.

توضيح لبعض الاصدقاء : اختراع البطارية الكهربائية للسيارات ، لايعني اكتشاف مصدر جديد للطاقة

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان نشرتُ منشوري السابق حول طبيعة تناول موضوع الطاقة باسلوب ينطوي على ارهاب نفسي للدول المنتجة للنفط ، وصلتني ردود وتعليقات من بعض الاصدقاء المحترمين ، خلاصتها انهم يخلطون بين اختراع البطاريات الكهربائية التي تُستخدَم في تشغيل السيارات الكهربائية وبين التوصل الى مصدر جديد للطاقة يحل محل النفط.
قال بعضهم انه يجري تطوير تلك البطاريات وزيادة فترة عملها الخ ….وذلك سوف يجعل العالم يستغني الى حد كبير عن النفط كوقود للسيارات.
ما أريد توضيحه اليوم هو ان البطارية تحتاج الى الشحن المستمر من محطات خاصة، واذا أخذنا بنظر الاعتبار ملايين السيارات التي تحتاج لذلك الشحن ، فان ذلك يعني كميات كبيرة من الكهرباء.
هذا يقتضي تشييد محطات توليد كهرباء ضخمة لتوفير الكهرباء . وسؤالي كان عن نوع الوقود الذي تستخدمه تلك المحطات؟
حالياً العالم يعتمد على الوقود الأحفوري ( النفط والغاز والفحم) بنسبة ٨٥% ، والطاقة النووية بنسبة ٦% والباقي الذي هو ٩% يتوزع بين الرياح والمياه والشمس والكتلة الحيوية. وحاجة العالم الى الطاقة تزداد لاسيما في الاقتصادات الناشئة ( تراجع الطلب بسبب فايروس كورونا، يعتبر حدث استثنائي عطّل كل الحياة تقريباً وليس الطلب على النفط فقط).
فهل يمكن ان نتخيل انقلاب في موازين الطاقة يهمّش الوقود الأحفوري خلال بضع سنين؟؟
هل يمكن ان يتخلى العالم عن الصناعات ووسائل النقل المختلفة والآليات والمكائن والطائرات التي تستخدم الوقود الأحفوري بهذه السرعة ؟
انهم غير قادرين على التخلي عن الفحم كخطوة اولى، مع انه يدمّر المناخ!!!يبلغ استهلاك الفحم السنوي حاليأً ٧،٦ مليار طن ويشكل ٢٥% من استهلاك العالم للطاقة.
بعض الاصدقاء تحدث عن اختراعات ثورية محتملة تقلب الموازين وبسرعة ، كما حصل مع اختراع الهاتف النقال والانترنت.
وأقول قد يكون ذلك ممكناً مختبرياً ولكن الاستخدام على نطاق واسع هو المهم.
انهم يتحدثون وفي اذهانهم العالم الغني ، لكنهم ينسون الدول الفقيرة التي هي اغلبية العالم والتي لازال أبنائها يحلمون بشراء دراجة هوائية ، فما بالك بسيارة كهربائية!!
حتى الصين صاحبة ثاني اكبر اقتصاد في العالم ، لازالت دولة نامية وفيها ١٥٠ مليون انسان تحت خط الفقر معظمهم في الشمال الصيني. ولازال نصيب الفرد الصيني من الناتج متواضعاً بسبب عدد السكان الهائل.
والعاملون الصينيون يعيشون بالكفاف وبعضهم لايحصل على اجوره بانتظام. والاثرياء الصينيون هم الاقلية.
العدالة في العالم تتراجع وتركُّز الثروة يزداد في ايدي القلة كما هو الحال في الولايات المتحدة وغيرها.
في الكثير من الميادين توجد اختراعات ثورية ( في الطب مثلاً) لكن الشركات تشتري براءة الاختراع وتقوم باخفائها لاسباب تجارية صرفة ولاعلاقة لها بالانسانية او الاخلاق او البيئة.
أنا هنا لا احاول القول ان العالم سوف يستمر الى مالانهاية بالإعتماد على الوقود الأحفوري ، لكن التحول لن يكون بهذه السرعة الثورية .. كما ان هذا التحول له آثار كبيرة تحتاج الى فترات طويلة للتكيّف معها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب