اللغة العربية تحتاج في جميع خصائصها الى مستوياتها الصوتية والتركيبية والصرفية والدلالية , وعادة تتأثر هذه الخصائص بحكم الثقافات الاجتماعية والحوادث الاجتماعية , فيتم توظيف الكلمة من اجل الحدث المهم . واليكم امثلة .
كلمة الحج . كلمة تغيرت خصائصها بحكم ثقافات العرب , ومعناها المكان او الجهة المهمة التي يُكْثِرُونَ الاختلاف إِليها، وهو الأَصل، فكل مكان يكثر الناس زيارته , تسمى تلك الزيارات حجا)ثم توظيف المعنى في زيارة بيت الله الحرام . واصبح الحجِّ مقرونا ببيت الله خاصة . بعد ان كان معناه التوجه الى جهة مهمة .
الاخرى كلمة نحو : تعني القصد أو المثل ،نقول توجهت نحو فلان , وهو الاصل , ثم سمي العلم بهذا الاسم لقصد المتكلم أن يتكلم مثل العرب ،بل سمي بغي اسمه الحقيقي فقالوا علم الاعراب , أي كما يتكلم العرب دون لحن واخطاء بالرفع والجر والنصب الخ .
وعشرات الامثلة: مثل السليم نحن نطلقها عن المعافى من العاهات بينما حقيقة المعنى السليم هو من لدغته الافعى او به الم ..حين وصف ضرار بن ضمرة الضبابي عليا (ع) قال :” أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدولُه و غارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول يا دنيا غري غيري”.
وكلمة كريم هو كثير البَذْل، جزيل العطاء، نديّ الكفّ. وتطلق على شَريف المَوْلِد أو النَّسَب، ذو شَرَف ثابِت في الآباء.فيقال “كريمُ الأَصْل” في العقود الاخير تم لوي الكلمة الى معنى لتخفيف صدمة الحالة على المولودين من عملية غير شرعية , واطلقت على من فقد عينه , الاعور بلفظ العرب , فاطلقوا عليه كريم العين . نقول ” عينه كريمه”. كما يسمي الناس ابناءهم باسم ادهم وهو الحصان شديد السواد , واسم ايهم وهو المجنون المصاب بعقله . اعتبروها في هذا الزمان اسماء جميلة .
ومن الاسماء التي حرفت اسم لوط . لماذا سمي العمل الفاحش ( اللواط ) وهل هو نسبة إلى نبي الله لوط ، وكيف يختار الله لنبيه هذا الاسم علما هناك معنى أصطلاحي يستخدم في الفقه باسم اللواط ؟ وهل يعتبر هذا منقصه في نبي الله لوط ؟ الجواب
معنى اللِّواط في اللغة هو اللُّصوق ( التصاق) سُمي لواطاً لالتصاق اللواطي بالملُوطِ به . فإشتقاق كملة ” اللواط ” ليس من اسم النبي (ع) .ولوط من اهل العراق عاش في زمن ابراهيم (ع) قبل بعثته الى قوم يعملون الفاحشة التي كانت في عرف العرب تسمى فاحشة , وحين ارسل لوط(ع) اليهم وكانوا يمارسون الشذوذ الجنسي , اطلق عليهم الناس وكذلك القران مصطلح ( قوم لوط) فتم لوي معنى ومصطلح الالتصاق , على معنى الفعل القبيح بالانحراف الجنسي فاصبح لواطا بعد ان كان يسمى شذوذا او فاحشة..
هو اسم عبري من يهود العراق , ولا زال العرب يطلقون كلمة التصاق على معاني عديدة ليس لها علاقة بالشذوذ, ولكن ابتلاء الانبياء والاولياء بانحراف الجماعات الذين يبعث اليهم, يقول النبي محمد(ص)”ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلها في النار الا فرقة واحدة ” وكلهم يعتبرون انفسهم الفرقة الناجية ويسمونهم امة محمد(ص) بينما هم في النار .. كذلك ابتلى لوط(ع) بفعل فاحشة قومه .. والسلام عليكم.
