6 أبريل، 2024 7:51 م
Search
Close this search box.

توضيح الواضح

Facebook
Twitter
LinkedIn

المتتبع لحركة تاريخ الامة العربية منذ مئات السنين لايرى أي تغيير ايجابي حقيقي على مسيرته فهو يتحول من سيئ الى أسوء, والسبب هو أن العقل العربي قد توقف عن التفكير الا في مسائل الحروب البينية والمؤمرات وتسلط الطغاة على رقاب الناس واستعبادهم ووضعوا عقولهم في مجمدة وأقتصر الكثير منهم على التفكير ببطونهم وفي فروجهم كالبهائم كما وصفهم الامام علي [ع]:همها علفها وديدنها تقممها؛ ولأن التطور يحتاج الى عقول متفتحه ومتنورة كما هو الحال بالنسبة للشعوب والامم الاخري المتقدمة فنراها قد استيقظت من سباتها وبظرف يقل عن بضعة مئات من السنين وأحدثت تطورات هائلة على مختلف الصعد العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية , والسبب أنها قرأت تاريخها جيدا ولاحظت الاخطاء التي مرت بها واستفادت منها في بناء مستقبلها الجديد. فأن الابحاث والنظريات التي ظهرت منذ القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا أستندت على بعضها البعض ألاخر وتطورت منها تراكمات نوعية وكمية نحو الافضل. فمثلا أينشتاين وتوماس أديسون ونيوتن وغيرهم من العلماء  لم يضعوا تطبيقات وتفسيرات لنظرياتهم بهذا التفصيل والعمق والتنوع في الاستخدامات المختلفة بل جاء من بعدهم علماء وباحثين ربطو بين الحلقات المفقودة في نظريات وبحوث من سبقهم .
فأخترعوا القطار البخاري والكهرباء وغيرها من المخترعات ثم انتقلوا الى الفضاء واكتشافوا أسراره وعظمته واستطاعوا في بحوثهم أن يطوروا وسائل النقل المختلفة ومنها الطائرات والمركبات الفضائية في غزو الفضاء ولا ننسى وسائل الاتصالات المرئية والمسموعة مثل الراديو والتلفزيون والتليفون وغيرها وفي العقد الاخير أخترعوا الانترنت والفيسبوك التي لعبت دورا كبيرا في الثورة ألمعلوماتية ألجديدة على كافة الصعد وجعلت العالم قرية صغيرة. 

أما الكتب التي ألفها العرب بنفس الفترة المنصرمة الى يومنا هذا فهي كتب مثل رؤية جديدة في البعثة النبوية الجديدة  ولاأدري كيف يستطيع الانسان أن يطور البعثة النبوية الشريفة بعد مرور أكثر من الف عام عليها فهي حصلت وارخها المؤرخون بحذافيرها وثبتها القرآن  والسنةأوالمواعظ المستفادة من حروب الردة أو توضيح نهج البلاغة .فأين يفيدنا التوضيح هنا في حالة الأمة التي تمر بها أوفي تطورها وخلاصها من ملوكها وحكامها القابعين على جماجم الناس وحرياتهم ولا عجب عندما سأل الامام علي[ع[ صف لنا الجاهل فقال هو الذي يضع الاشياء في غير موضعها فقالوا صف لنا العاقل فقال لقد وصفته .

أما في مجالات الطب فقد أستفاد الاوربيون من العلماء المسلمون الذين سبقوهم مثل أبن سينا وأبن الهيثم وغيرهم وبنوا عليها وطوروها وانتجوا لنا هذه  الادوية التي ساهمت في أنقاذ البشرية من الامراض الفتاكة التي كانت تعصف بأرواح الملايين من البشر كالكوليرا والطاعون والجدري وغيرها . بينما يطلع علينا عباقرة الطب الاسلامي بالحجامة وفوائدها التي أستخدمت قبل أكثر من الف عام حيث لم يكن الطب متطورا الى الدرجة التي نعيشها ألآن حيث استطاع العلماء أستخدام الخلايا الجذعية في أصلاح وأستبدال ألاعضاء في جسم ألانسان كالقلب والكبدوالمفاصل وغيرها وهم لايعلمون أن النبي [ص] قال أن الاحكام تتغير بتغير الازمان. أما البدعة الجديدة فهي الشفاء بالقرآن التي يروج لها المشعوذون لأستغلال البسطاء من الناس والحصول على الكسب غير المشروع , فلو كان القرآن يشفي الناس لكان النبي[ص]أولى بأستخدامه لشفاء صحابته الذين جرحوا في معركة أحد أو شفاء نفسه عندما أصابته الحمى التي أدت الى وفاته [ص].
أما الكتب التي تنشر في الوقت الحاضر ألتي تتعلق في معاني وشروحات دواوين المتنبي وأبن تمام والجواهري أوغيرهم فحدث ولاحرج ؛ بينما راح رجال الدين يؤلفون الكتب في النجاسات والطهارات والشكوك في الصلاة والصيام والحج بينما أغفلوا الدعوة ألى مقارعة الظلم ودعوة الاجيال الى الحرص على العلم وأكتساب المعرفة الحديثة ومبارات الامم المتقدمة في البحث والبناء الاقتصادي والاجتماعي والصناعي . فالحضارات لاتبنى بالوعظ بل بالجهد والمثابرة ,فالغرب أستطاع بعد فترة طويلة من سيطرة الكنيسة على مقدراته أن يستيقظ ويستفيد من تجارب الشعوب التي سبقته في سلم الحضارة ويصل ألى ما وصل اليه من تطور على كافة الاصعدة؛ والتحقت به دولا عديدة مثل الصين التي أستفادت من تكنلوجيا الغرب وسبقته في مجالات عديدة حتى أصبحت منتجاتها تغزوا الاسواق الاوربية ؛ثم لحقتها ماليزيا بعد الثورة التكنلوجية التي قادها مهاتير محمد التي حث فيها رجال الدين بعدم التدخل في شؤون الدولة بل حث الجيل الجديد على التسلح بسلاح العلم والمعرفة حتى أصبحت من نمور آسيا الاقتصادية. في العراق أرسل النظام البعثي آلاف المبعوثين الى الدول الغربية للدراسة ولكن حولهم الى شرطة ورجال آمن يتعقبون معارضي النظام بالارهاب والقتل والنتيجة بقاء كثير من المبعوثين في الغرب وفي أمريكا خوفا من الاعدام والملاحقة والذين ساهموا في دفع عجلة البحث العلمي في الدول التي أستقروا فيها .أما من عاد  منهم فقد أستخدمهم النظام في الاسلحة الجرثومية أوفي تطوير الصواريخ الروسية التي لم تسقط ذبابة واحدة ولو أستخدم ألنظام ألاموال هذه الاموال في تطوير القطاع الزراعي لاأصبح العراق سلة للغذاء في منطقة الشرق الاوسط ؛ في الوقت الذي أستطاعت آسرائيل في وقت قصير آن تستفيد من خبرة العلماء المهاجرين اليها لتصبح دولة صناعية ونووية وتكنلوجية متقدمة؛ وتصدر منتجاتها الى الدول المتقدمة مثل الصين وروسيا التي تشتري منها طائرات بدون طيار.
أن على العرب أذا أرادوا ان يلحقوا بركب العالم المتطور أن يتوجهوا الى الجيل الجديد بالتعليم الحديث ويستفيدوا من تجارب الامم المتقدمة ويسمحوا بحرية التعبير لمواطنيهم دون النظر الى أديانهم أو طوائفهم أو قومياتهم كما هو الحال في الهند التي يربو عدد أديانها وقومياتها على المئات ؛وأن يتخلصوا من الديناصورات المتسلطة على رقاب شعوبهم قبل فوات الاوان وان يتركوا مقولة [ ليس في الامكان أبدع مما كان ] أو أطاعة الحاكم الظالم حفاظا على لحمة المسلمين ؛ فهؤلاء الحكام لايحكمون بالاسلام بل يحكمون بدينهم وكما قال عبد الملك أبن مروان[ والله لوقال لي أحد منكم أتقي الله فينا لقطعت عنقه].
وكما قال أحد الكتاب أن التاريخ أصطفاء طبيعي حيث تتصارع ضروب من طفرات الماضي على السيادة؛أنواع جديدة من الوقائع تنشأ؛ أما الحقائق العتيقة المتحجرة فتمشي معصوبة العينين الى الحائط وهي تدخن لفافات التبغ الاخير . ولاتبقى على قيد الحياة الاطفرات الاقوى ؛ أما الضعفاء والنكرات والمهزمون فلا يتركون ورائهم ألا القليل من الاثار ؛ حقول ذات أنماط معينة ,رؤوس فؤوس , حكايات شعبية , أباريق مهشمة , أضرحة دفن موتى ,أو الذكرى الباهته لجمالهم أيام الشباب. لايحب التاريخ الامن يسيطر عليه ؛ أنه علاقة أسترقاق متبادل . في حياة أوربا الحديثة في تعاملها مع الطبيعة وتفسيرها للعالم وتحويلها للبيئة وفعلها في المحيط؛حلا بذلك محل الاسطورة والسحر والتنجيم والغيب والخرافة والخوارق والحكمة المتوارثة وألمهارة المكتسبة والامثال المتدوالة والاعتقاد الشائع……ألخ.يمكننا التعبير عن الحقيقة ذاتها بالقول  أن العقل العلمي ؛الكمي ؛ الاستكشافي ؛المهني ؛التطبيقي ؛ المنهجي ؛المنتظم حل محل العقل الغيبي ؛الكيفي؛ ألتأملي؛ الصوري ؛ألاعتذاري في كل ماله من علاقة حاسمة وحيوية بالنسبة للتعامل مع العالم عموما ومع أدارة ومع أنتاج الثورة الاجتماعية وكما قال فولتير أن الاحرارعندهم تاريخ……والعبيد عندهم حكايات.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب