22 نوفمبر، 2024 5:13 م
Search
Close this search box.

توزيع الاكراد على الدول لم يكن ذنب العرب

توزيع الاكراد على الدول لم يكن ذنب العرب

نادرا ما تتكون الدول المعاصرة من تركيبة سكانية قومية واحدة فمعظمها ان لم نقل كلها يحتضن اقلية قومية واحدة او اقليات الي جانب قومية الاغلبية والعراق هو ليس استثناء عن هذه القاعدة، فقد احتضن العديد من الاقليات القومية التي عاشت معا في حالة اخاء وتجانس وكان الدين الاسلامي الحنيف والتاريخ والمصالح المشتركة من اهم القواسم المشتركة بين ابناء الشعب العراقي، عملت القوى الدولية المتمثلة بالامبريالية الامريكية والصهيونية والدول الاقليمية على زعزعة وحدة العراق والعراقيين لتتمكن من استنزافه ماديا ومعنويا من اجل الهيمة عليه و اخضاعه وقد تحقق لهم ذلك بعد الاحتلال عام 2003..
ورثت القيادات العراقية المتعاقبة منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة بعد اتفاقية (سايكسبيكو)  ما سمي بالمشكلة الكردية بكل ما فيها من افرازات وملابسات تأريخية واستخدامات خارجية، لذلك عملت هذه القيادات وهنا استثني النظام الملكي الذي كان لايعاني من هذه المشكلة بسبب تبعيته الى مايسمى (حلف بغداد) على محاولة حل هذه القضية  بشتى الطرق ومنها النزاع المسلح لكن دون جدوى الى ان استلم البعث السلطة في العراق عام 1968  والذي حاول ان يحل هذه القضية بطريقة عجزت الانطمة السابقة عن حلها حيث عمل على حلها حلا  سلميا استنادا الى الحقوق القومية للاقليات ومنها الاقلية الكردية وهنا عندما نقول اقلية فقولنا يستند الي حقيقتين، اولها انهم جزء من ارض العراق الذي يشكل فيه العرب نسبة 85% والحقيقة الثانية هي ان ارض العراق جزء من عمق عربي يمتد  من المحيط الي الخليج وعندما نقول عمق عربي نعني بذلك القواسم المشتركة التي تشكل القومية العربية ومنها اللغة والتاريخ والمصالح المشتركة هذا اذا اردنا التعامل مع القضية الكردية تعاملا قوميا وللاكراد ايضا عمق يتمثل باكراد ايران وتركيا .
ان التفكير في حل القضية الكردية قاد الى بيان الحادي عشر من اذار/مارس عام 1970 الذي اصدره مجلس قيادة الثورة وتم من خلاله تنفيذ الحكم الذاتي في الحادي عشر من اذار/مارس عام 1974 في موعده المحدد الذي حقق للمواطن الكردي حقين : حقه كعراقي و حق الحكم الذاتي، ومن خلال هذا القرار حصل الاكراد في العراق وفق هذا القرار  على حقوق يحلم بها اخوانهم الاكراد في تركيا وايران وسوريا والذين يقدر عددهم باكثر من 25 مليونا لم يحصلوا علي ابسط الحقوق ومنها الحق بتعليم ابناءهم اللغة الكردية فكان ان ادخلت اللغة الكردية في المناهج الدراسية في المناطق العراقية العربية في الوسط والجنوب، الى مرحلة السادس الاعدادي وتم السماح للاذاعات والتلفزيونات والصحف الناطقة باللغة الكردية بممارسة عملها على نظاق واسع وانتشرت النوادي الثقافية الكردية علي ارض العراق من شماله الي جنوبه
 فعدل الدستور العراقي بعد بيان اذار وذلك باضافة الفقرة (ج) الي المادة الثالثة والتي تنص علي: (تمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الاكراد بالحكم الذاتي وفقا لما يحدده القانون).
لم تكف القوى الامبريالية والاقليمية عن استخدام وتوظيف الورقة الكردية في العراق على الرغم من القول الذي يقول بان هناك تحول ديمقراطي جديد في هذا البلد وبالتالي فان صناديق الانتخابات التي تحول معها الاخوة الاكراد الى مايسمى (بيضة القبان) وعلى الرغم من ان  الدستور العراقي الجديد فصل على مقاسهم وعلى مقاس القوى التي تفسره وفق ماتشاء نرى ان الاكراد في العراق يريدون المزيد ، فبالوقت الذي قسم العرب في العراق الى شيعة وسنه لم يشمل هذا التقسيم الاكراد بالرغم من احتوى القومية الكردية على شيعة وسنة ، حصل الاكراد على حكومتهم في الاقليم وحقوقهم في حكومة مايسمى المركز وحصلوا على نسبة كبير من ميزانية العراق لم يحصل عليها اهل البصرة المدينة المنتجة للنفط  ،فهل حقا حصل الاكراد في العراق على مايريدن ؟
الجواب كلا فهم يسعون الى تحقيق حلمهم الذي عبروا عنه بخريطة منشورة تتجاوز المحافظات الثلاثة الى محافطة ديالى وواسط وميسان ناهيك عن كركوك والغريب في ذلك هو الترويج الى مفهوم الاراضي المتنازع الذي اخذ يتسع وينتشر وهذا المفهوم الذي يعني ان هناك دولتين يتصارعان على الاراضي ، فماذا يريد اكراد العراق وهل سيحصلون حقا على كل مايريدو وهل هناك امكانية ببناء دولة كردية قومية تجمع الاكراد في الدول الاربعة وتكون البداية استقلالهم عن العراق ؟
هذا ماسيجيب عليه المستقبل المنظور  وما سوف تجيب عليه الدوائر الامبريالية والصهيونية لانهم هم من وضع الاسفين بين العرب والاكراد فلو اعطت معاهدة (سايكسبيكو) سيئة الصيت للاكراد دولة قومية مثلما قسمت الامة العربية الى دويلات قطرية فهل هناك من اعترض ومثلما بادلت القوى الغاشمة ارض المحمرة التي تقطنها عشائر عربية معروفة بمدينة السليمانية التي يقطنها الاكراد والتي كانت تابعة لايران في معاهدت ارض روم بين الدولة العثمانية والفارسية ؟
نعتقد ان العراق والمنطقة العربية ومايدور فيها محكوم بمايسمى الفوضى الخلاقة ومايسمى بالشرق الاوسط الجديد ومصالح الكيان الصهيون ، فهل وعد الغرب الاكراد بدولة ؟ لانعتقد ذلك ولان الغرب يريد الاستمرار بزرع الفتن واللعب بالاوراق وليس من مصلحته استقرار المنطقة فالصراعات الشيعية السنية والعربية الكردية هدفها واضح والقوى الاستعمارية لاعهد لها الا وعد بلفور للصهاينة.
 ان الشيعة والسنة العرب توحدهم القومية العربية والعرب والاكراد يوحدهم الاسلام والتاريخ المشترك وان الصلات بين العرب والاكراد هي افضل حالا من الصلات بين العرب وايران لان ايران لاتنسى مافعله العرب بالامبراطورية الفارسية وان صلات العرب بالاتراك تشوبها شائبة احتلال الدولة العثمانية لبلاد العرب وشائبة الثورة العربية التي قادها الشريف الحسين بن على لطردهم من ارض العرب وعلى الرعم من ذلك فان المستعمر عمق الخلاف خدمة للصهيونية العالمية .
نعتقد ان توزيع الاكراد على الدول لم يكن ذنب العرب مثلما لم يكن ذنب العرب الاضطهاد الذي عاناه اليهود في الغرب فهل يريد الاكراد ان يدفع العرب ثمن ما قرره غيرهم مثلما دفع العرب العرب فلسطين العربية ثمن لهتلر واحتقار اليهود في الغرب ؟ نعتقد ان من الحكمة العودة الى العقل في التعامل مع الامور وعدم اتباع الاساليب الصهيونية في التعامل مع العرب وخاصة في العراق واخر هذه الاساليب هو اجبار النساء في كردستان العراق وايران وربما تركيا على الولادة في كركوك والقائمة تطول.

أحدث المقالات