23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

توزيع الأدوار وتعدد مصادر القرار .. أهداف دعوجية بائسة يائسة لتلافي الإنهيار الحتمي !؟

توزيع الأدوار وتعدد مصادر القرار .. أهداف دعوجية بائسة يائسة لتلافي الإنهيار الحتمي !؟

منذ افتعال أول أزمة سياسية عصفت بما يسمى الحكومة العراقية … ألا وهي قضية نائب ما يسمى رئيس الجمهورية العراقية .. كبش الطائفية الأول بإمتياز .. طارق الهاشمي , بعد خروج القوات العسكرية الأمريكي الغازية للعراق أواخر عام 2011  مباشرةً , وما تلاها من أفتعال لأزمات أخرى لا تعد ولا تحصى , ومن أبرزها وأخطرها الخلاف المُفتعل والمقصود بين حكومة المنطقة الخضراء وإقليم .. كرف ستان !؟, لإيهام عرب العراق من خطورة الموقف مع حكومة الإقليم الكردي بزعامة مسعود البرزاني , والخطر المحدق بعرب كركوك , وما تلاها من اتهامات متبادلة بين الطرفين وتهديد وتحشيد على الجبهة الكردستانية ,لكن  بعد أن هدأت العاصفة  بين حلفاء الأمس وأعداء اليوم بأوامر أمريكية – إيرانية لتهدأت لعبة جر الحبل , والإبقاء على شعرة معاوية بينهم , وكذلك بعد أن طغت على المشهد والساحة العراقية فضائح وأزمات جديدة تمثلت بأزمة البنك المركزي , وفضيحة طويريج – موسكو غيت , حول صفقة شراء الأسلحة , وفضيحة اغتصاب وتعذيب السجينات والسجناء , جاء دور افتعال أم الأزمات والفضائح بين المشاركين في عملية نهب العراق المنظم , ألا وهي أزمة اعتقال حمايات وزير المالية رافع العيساوي , والتي مازال البعض يتصور بأنها القشة التي قصمت أو ستقصم ظهر بعير إيرن وواليها على العراق نوري كامل ؟.
في حين يعلم القاصي والداني بأن الشعب العراقي الذي ذاق ذرعاً بحكومات الاحتلال الواحدة تلو الأخرى منذ مجلس الحكم الشهري سيء الصيت وحتى أن يسقط حكومة حزب البلوة قريباً لا محالة , كان يعد العدة منذ سنيين طويلة لمثل هذه الإنتفاضة الشعبية العارمة , والذي قدم من أجلها كوكبة من خيرة أبنائه الرافضين للاحتلاليين على مدى عشر سنوات , وكذلك في إنتفاضة العام الماضي وما قدمته من شهداء وأبطال , كان على رأسهم الشهيد البطل هادي المهدي ورفاقه الأبطال الذين .. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
إن المشاركين في هذه العملية المسماة زوراً ودجلاً ساسية بعد أن أحسوا بأن هذه الإنتفاضة الشعبية السلمية المباركة ستعجل وستطيح بدولتهم وحكمهم القرقوشي , وستضع حداً لغطرستهم واستهتارهم بكل القيم والمبادئ الإنسانية , وتستخف بعقول كافة أبناء الشعب العراقي , نراهم اليوم قد توحدوا وتمترسوا خلف خندق طائفيتهم وشعوبيتهم المقيته , وبدءوا بتوزيع الأدوار فيما بينهم كل حسب مكونه وحزبه ومليشياته وموقعه السياسي والسيادي وحتى المذهبي , كونهم يعرفون جيداً بأنهم أصبحوا في قارب واحد وجبهة واحدة ومصير واحد ينتظرهم إذا وقعة الواقعة وزحف الشعب من كل حدبِ وصوب ليقض مضاجعهم في محميتهم الخضراء .
المتابع لتصريحات البعض منهم عبر الفضائيات أو المؤتمرات الصحفية التي أصبحت هوسهم وشغلهم الشاغل منذ إنطلاقة شرارة الإنتفاضة الشعبية قبل أكثر شهر ونصف , يجد البعض منهم يمني نفسه ويحلم أحلام العصافير بأن هذه الأزمة ستعدي أو ستمر مرور الكرام كسابقاتها , كما جاء على لسان هادي العامري بأن هذه الأزمة ستنتهي وستفشل كما انتهت وفشلت خطة سحب الثقة عن نوري وحكومتة ؟, وهنالك من يمارس التقية ويضع قدم مع المنتفضين والأخرى في رحل الحكومة  كصالح المطلك وباقر جبر سولاغ والعلواني وبهاوي ورافع العيساوي وغيرهم كثر , وهنالك من يبث ويروج للقاعدة والبعث والوهابية وقطر والسعودية وكأنه أصبح الناطق الرسمي بإسمهم  , لخلط الأوراق وتشويش الصورة في عقول وعيون المغفلين من أبناء الشعب العراقي , من أجل بث روح الخوف والرعب والهزيمة بين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم الشرعية الوطنية المشروعة , وهنالك من يمارس دور قذر بالخفاء بالتعاون مع المخابرات الإيرانية والإسرائيلية لإغتيال وتصفية رموز وقادة الإنتفاضة والثورة العراقية , وكذلك هنالك من يدس العملاء والمرتزقة , يرفعون صور وشعارات طائفية لتشويه صورة المنتفضين والمعتصمين في ساحات العز والكرامة في جميع أرجاء العراق .
هذا من جانب توزيع الأدوار بين المشاركين في هذه العملية سوى أن كانوا برلمانيين أو وزراء أو رئيس حكومة وزراء ونوابه  الثلاثة وأعوانه وأعضاء حزبه .
أما الجانب الآخر : هو تعدد مصادر القرار السياسي والسيادي والأمني على الساحة العراقية التي ملئت فراغ الاحتلال وحلفائه الأساسيين , ولربما عراق اليوم يكاد يكون البلد الوحيد  في العالم الذي تتعدد فيه مصادر القرارات الوطنية , أي أن كل حركة أو حزب أو مليشية  أو مجموعة مشاركة أو غير مشاركة في هذه الحكومة تستطيع أن تتدخل أو تشل حركة الشعب أو الشارع ومرافق ودوائر الدولة العراقية , بمعنى أدق .. وأقرب كل مجموعة منهم , أو رئيس أو زعيم منهم يغني على ليلاه , أوحسب الجهة التي تدعمه أو تغذيه , أو جاءت به ليكون ئيس أو زعيماً أو رئيس عصابة ولاعباً ما ..  على الساحة العراقية حسب الدور والمخطط المرسوم  له , وعلى رأس هذه المصادر .. التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر اللغز المحير ؟, الذي نراه مرة مؤيداً للحكومة والعملية السياسية , وتارة أخرى معارضاً وناقماً ومهدداً بشق عصا الطاعة عليها ؟, وكذلك عمار الحكيم ومجلسه الأعلى ..؟, ولعبه على الحبال والتناقضات والأجندات الخارجية وخاصة الإقليمية سوى أن كانت التركية أو الإيرنية ؟ هذا بالإضافة لعملية التفريخ والتناسل  الممنهج الذي شهدته بعض الأحزاب والحركات كالتي خرجت من تحت عباءة ودجاجة التيار الصدري , كعصائب أهل الحق وزعطوطها قيس الخزعلي , ومنظمة بدر وخبيرها الإستراتيجي في مجال الطرق والجسور والأنفاق والموانئ هادي العامري الذي خرج من تحت عباءة آل الحكيم , أما واثق الوطواط ( البطاط ) فهذا بحد ذاته قائد فلته .. يشار له بالبنان , يريد أن يؤدي ويلعب دور السيد حسن نصر الله في لبنان رجل إيران في المعادلة السنية الشيعية على الساحة اللبنانية , بعد أن كان رمزاً وقائداً في معادلة المقاومة العربية ضد الصهاينة في لبنان والمنطقة , ويبدوا أن هذا الوطواط واثق … يراد له أن يكون .. أو سيكون رجل المرحلة الإيرانية القادمة للبننة العراق وإشعال الحرب الأهلية فيه كما حدث في لبنان عام 1982 , خاصة بعد أن خرج علينا بتصريحاته وهلوساته الإيرنية التي رددها كالببغاء بعده رئيس النظام الإيرني أحمدي نجاد ومن قبله والي إيران على العراق نوري زاده , عندما قال هنالك من يريد إشعال الحرب الطائفية في العراق التي .. إذا حدثت سوف لن تبقي ولن تذر , وستحرق المنطقة بالكامل .. إلا إيران ؟؟؟, لأنه تكلم من حيث يعلم أو لا يعلم , أو يدري ولا يدري عن نفسه وعن دور بلاده المخرب والمدمر في العراق والمنطقة والعالم , والذي أوغل في دماء العراقيين والسوريين وسيأتي الدور أيضاً على الخليجيين لا محالة , في حال بقائهم .. حتى هذه اللحظة يقفون موقف المتفرج على التغول والتمدد الإيراني في العراق والبحرين واليمن وتونس والآن في مصر .
أخيراً وليس آخراً .. ننصح حزب الدعوة وحلفائه وكذلك من ينفذ أجندته وأجندت أسياده , وأذرعه الخفية الذين يدعمهم ويمولهم في الخفاء , وينتقدهم ويهددهم  بالإعتقال بالعلن لذر الرماد في عيون العراقيين , بأن يتوقف عن هذه الممارسات والحركات الصبيانية التي لا ينتهجها ولا يتذرع بها حتى المراهقين في السياسة وإدارة دفة الحكم والدول الفتية , وأن الشعب العراقي الذي ذاق الويلات وتحمل وتكبد كل هذه الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات , وفقد أبسط مقومات الحياة من الأمن والخدمات على مدى عشر سنوات , لم يخرج بطراً أبداً , وسوف لم ولن يعود إلى بيته وعمله مهما كلفته هذه التظاهرات وهذه الإنتفضة الشعبية السلمية من تضحيات , والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى … أن تتحول إلى ثورة سلمية وعصيان مدني شامل سيعم كافة أرجاء العراق , ولم ولن تخيفه تهديدات هذا الوطواط وكل خفافيش الظلام التي تعشعش في سراديب قم والنجف وكربلاء , وكذلك سوف لن تثني عزيمته وصموده الأسطوري , أو لي ذراعه سياسة الترغيب أو الترهيب … وأن غداً لناظره قريب .. وللحديث بقية .