منذُ ايّامٍ تستفزّني إحدى القنوات الفضائية بتكرارها وإعادة نشر وعرض خبرٍ في ” السبتايتل ” مفادهُ كما يلي : -< العراق يحرّك قضية قصف اسرائيل للمفاعل النووي العراقي قبل 35 عاماً , وأنّ وزارة الخارجية العراقية تُعِد ملفّاً حول ذلك بغية تقديمه الى الأمم المتحدة لإرغام اسرائيل على دفع التعويضات الى العراق > .!
فعلاً من الصعب التعرّف والتنبؤ وحتى التنجيم بِ او عمّا يدور في ذهنِ وزير الخارجية الطبيب ابراهيم ” الأشيقر ” الجعفري .! , فصحيحٌ انه قضى اكثر من ربعِ قرنٍ من الزمن خارج العراق وقضى بضعةَ سنواتٍ قليلةٍ منها في ايران , وامضى معظم تلك السنين في بريطانيا < مع ملاحظة أنه لا يجيد التحدث باللغة الأنكليزية , وطالما نشاهده على التلفزة بصحبةِ مترجم كلّما استقبل سفراءً او وفوداً اجنبية , وكذلك الأمر حينما نشاهده في زياراته الى الدول الأجنبية > , لكنه ومع هذا وذاك , يستحيلُ علينا وعلى غيرنا التصوّر ولا حتى التخيّل أنّ السيد الوزير لم يعلم او لم يسمع بأنّ العراق ومنذ اليوم الأول لحرب عام 1991 والى غاية 25 شباط من تلك السنة , قد استمرّ بقصف تل ابيب ومدنٍ اخرى بِ 39 صاروخاً من صواريخ الحسين . وهذا ما يدفعُ للقولِ الموجّه لمعالي الوزير ووكلاء الوزارة والمدراء العامين فيها : –
< ماذا لو طابت اسرائيل ” دولياً ” من العراق أنْ يدفع لها تعويضاتٍ هائلة عمّا سببتها الصواريخ العراقية من اضرارٍ لا أحد يعرف حجمها ولا دقتها , ولم تكن الأمم المتحدة على درايةٍ آنذاك بحجم تلك الخسائر , وبوسع القيادة الأسرائيلية الآن الإدعاء بأية مبالغٍ اسطورية للتعويض عن ذلك بما فيها ما تعرّض له الشعب الأسرائيلي من اوضاعٍ واضطراباتٍ نفسيّة جرّاء ذلك القصف الصاروخي .!
ثُمَّ , اذا ما تأكّد من الدقّة المتناهية لخبر ملف التعويضات عن قصف المفاعل النووي , فنتساءلُ بدورنا الا يوجد من قيادات السلطة واحزابها مَنْ يكبح جماحَ خيال السيد الأشيقر .! , فماذا يريدون أن يصنعوا بهذا البلد اكثرَ ممّا فعلوا به ومزّقوه .!