طرحت المرجعية الرشيدة اليوم الجمعة 7-9-2018 خمسة نقاط مهمة احتوت فيها عمر العملية السياسية في العراق مدة (١٥) عاما والتعثرات التي اصابتها والاسباب التي أدت الى ذلك وهو تشخيص دقيق ومهم احببت التعليق على كل نقطة منها ….
١- التأكيد على رفض التجاوز على المتظاهرين خصوصا إطلاق الرصاص مع ادانة الاعتداء على القوات الامنية والمؤسسات الحكومية وادانة الاعتداء على الممتلكات الخاصة ، وكل ذلك سوف يتسبب في خلق أزمات جديدة، داعية الجميع الكف عن هذه الممارسات .
تعليقي: هنا تنذر المرجعية ان هناك محاولات واضحة وملموسة لحرف التظاهرات واستغلالها والركوب على موجة التظاهر السلمي واستغلال حاجات الناس البسطاء ليوصلوا رسائلهم وتحقيق مبتغاهم الخبيث سواء كانت احزاب ام أيادي خارجية إقليمية ودولية من خلال استغلال مجاميع متطرفة في الوسط والجنوب وغيرهم وهذا ليس مخفيا فقد كانت هناك أزمات مع البعض منها في النجف منطفة الزركة وفي الناصرية وغيرها .
٢- الشعب العراقي صبر كثيرا طيلة ١٥ عاما وهو يواجه الارهاب وقد قدم الكثير من الضحايا من اجل ذلك وهو يتعرض الى الحرمان وقد ملّ من تعامل المسؤولين ووعودهم ، كما دعى الى عدم السماح للقوى الأجنبية التدخل في شؤون البلاد .
تعليقي: يبدو واضحا انزعاج المرجعية من عدم تقديم الطبقة السياسية شيئا مفيدا للشعب طيلة خمسة عشر عاما سوى الوعود والصراع بينهم وفي ذات الوقت الايادي الخبيثة من الخارج الاقليمي العربي تستغل هذا الوضع فضربت بيد الارهاب ما استطاعت لتدمير حياة المواطنين العراقيين ومن هنا يأتي تحذير المرجعية للقوى الأجنبية التدخل في شؤون البلاد ومنها تشكيل الحكومة سواء كان من دول الجوار او التدخل الفج والوقح والواضح من قبل اميركا وبشكل علني على يد بيرت ماكغورك وسياسة ترامب الأهوج .
٣- معانات المواطنين في البصرة تأتي من عدم توفر الخدمات البسيطة واستشراء الفساد في مؤسسات الدولة وهذا ناتج عن أداء المسؤولين السيء بسبب المحاصصة بالخصوص المواقع المهمة والخدمية وعليه يجب ان تكون الحكومة الجديدة تختلف عن سابقاتها في تشكيلتها .
تعليقي: الوضوح هنا في تشخيص الأسباب الرئيسية لمعانات المواطنين بعدم حصولهم على ابسط الخدمات والحقوق التي لا تعتبر منّة من الدولة وهي الماء والكهرباء والصحة والأمن وأن أسّ البلاء في ذلك هو نموذج المحاصصة الذي رسخه سيّء الصيت بول بريمر وسارت عليه العملية السياسية لاحزاب لا تعرف ان تجد مكانها في مراكز القرار العراقي سوى بالمحاصصة لان 90% من هذه الاحزاب نشأت بعد العام 2003 تاريخ سقوط النظام البعثي المخلوع وهو ما افرز حالة تعيينات لمسؤولين كبار في مواقع وهم لا يستحقونها وربما لا يصلحون لإدارة شعبة صغيرة في وزارة من وزارات الدولة وهذا ما يدعو الى تصحيح مسار العملية السياسية جذريا وطبيعي الامر يحتاج الى تغيير الدستور المهلهل والضعيف .
٤- انكشف لدى المرجعية من خلال المتابعة ان مشكلة الماء هو التقصير الكبير في هذا الجانب وأن تكاليف مشاريعه بسيطة جدا وليس بالأمر الذي نتصوره كبيرا .
تعليقي: المفاجئة الكبيرة التي تصدم الشعب العراقي وتتفاجأ منها المرجعية هي مسألة الماء الصالح للشرب والتي تبين انها متعمدة وغير واقعية وليست لأسباب فنية او مالية بل هي تقصير وسرقة والدفع بالبصرة الى مرحلة الجحيم وانفجار الناس ولكنني ارى ان بعض المسؤولين الكبار الذين سرقوا ماء البصرة الصالح للشرب ثم إيصاله الى احواض السمك الكبيرة الخاصة بهم في مناطق نائبة من البصرة ويتركوا اَهلها يموتوا عطشا فلماذا لا تضرب الدولة بيد من حديد على رؤوس هؤلاء الذين يتبعون لجهات سياسية تمسك زمام الامور في البصرة.. كنت اتمنى على المتظاهرين ان يذهب قسم منهم الى تلك الأحواض السمكية ويطردوا كل أصحابها لانها أسست بأموال الشعب ومن قوتهم وسيجدون الماء المحرومين منه هناك عاى امتداد البصر في بحيرات كبيرة استنزفت كل الماء الحلو الذي تسبب باللسان الملحي في البصرة .
٥- بالنطر الى الاستغراق في حل العديد من المشاكل القائمة وطيلة الفترة في ذلك ما ينتج عنه عدم حلها بسرعة ومن أجل تقليل المدة يجب ان يبدي المسؤولين الجدية الواضحة في وجود إرادة حقيقة ومثال ذلك حضور كبار المسؤولين من الوزراء في مواقع العمل لتجاوز الروتين وإجراءاته القاتلة .
تعليقي: ما تشير اليه المرجعية هنا بتواجد كبار المسؤولين في مواقع الخراب والتراجع الخدمي هو عين الصواب وهذا ما تعمل عليه كل الحكومات في الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها ، انا شخصيا في احد اللقاءات التلفزيونية في بداية التظاهرات لأهل البصرة وفي شهر تموز الماضي اقترحت على الاخ رئيس الوزراء ان يُجمّد مجلس محافطة البصرة ومحافظها ويذهب مع مجموعة من المتخصصين في كل المجالات الخدمية والعامية والفنية الى مدينة البصرة ومن هناك يعمل بشكل مباشر وبدون روتين وليعتبرها لجنة حل الازمة وانهاء المعاناة وبذلك يكون مع الشعب ومنهم واليهم وسيقف معه ابناء البصرة جميعا ولن يسمحوا لتلك الاجندات والتصفيات والتدخلات التي حصلت نتيجة استمرار المعاناة .