23 ديسمبر، 2024 7:01 ص

تواضعاً .. السيد السيستاني يحذف لقب “آية الله العظمى” من موقعه الإلكتروني الجديد

تواضعاً .. السيد السيستاني يحذف لقب “آية الله العظمى” من موقعه الإلكتروني الجديد

آية الله العظمى هو لقب علمي يُعادل في الدراسة الأكاديمية لقب بروفيسور, ويُطلق في الدراسة الدينية في جامعة الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف التي ناهزَ عمرها ال 1000 عام اللقب العلمي “آية الله العظمى” على من نال درجة الإجتهاد في الدراسة الدينية.

تداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي الشهير(فيسبوك) خبر حذف لقب(آية الله العظمى) من واجهة الموقع الرسمي للمرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحُسيني السيستاني “دام ظله” وحاز هذا الخبر الآلاف من الإعجابات فضلاً عن المشاركات والتعليقات كما أصبح حديث الساعة بين المثقفين والمتابعين لأخبار سماحة المرجع السيستاني حسب وكالة نون الخبرية.
 ووصف الناشطون من خلال تعليقاتهم هذا الأمر بأنه خطوة رائعة ومبادرة جميلة تعزز القناعة بتواضع هذا الرجل العملاق والمرجع الديني الكبير. وجاء في بعض التعليقات أن هذا الإجراء “يثبت مرة أخرى بأن السيد السيستاني مرجع للقلوب قبل العقول، وأنه أستاذ للأساتذة قبل طلبة العلوم ومرجع للمراجع قبل الناس البسطاء، وزعيم للطائفة دون ان يكون طالباً لزعامة دينية أو دنيوية”.
 وأشارت تعليقات أخرى إلى أن “تقواه وورعه وزهده وعدله وعلمه وحكمته وتواضعه هي التي نصبته زعيما ورئيسا على قلوب وعقول أبناء الطائفة الشيعية في العراق وخارجه”. وكان مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني دام ظله قد افتتح الموقع الرسمي بحلته الجديدة, ولفت انتباه المتابعين حذف لقب آية الله العظمى والاكتفاء بذكر عبارة “الموقع الرسمي لسماحة السيد السيستاني”.
وأثار هذا الأمر إعجاب الآلاف من الناس وسارعوا إلى نشره في وتناقله عبر مواقع الاتصال الاجتماعي كفيسبوك وفايبر وواتساب وتليغرام وغيرها.

علماً إن السيد علي الحُسيني السيستاني هو من ذرية النبي محمد “ص” وهو زعيم المسلمين الشيعة البالغ عددهم حسب إحصائيات غير رسمية 400 مليون نسمة.
تولى السيد علي الحُسيني السيستاني زعامة الحوزة العلمية في النجف الأشرف مطلع تسعينيات القرن الماضي وتمت مبايعته مرجعاً أعلى للمسلمين الشيعة في العالم.
عام 1961 نال لقب البروفيسور “آية الله العضمى” من قبل أستاذه الشيخ الحلي, ونال شهادة ودرجة الإجتهاد الثانية “بروفيسور” في نفس العام من قبل أستاذه السيد أبو القاسم الخوئي, كما حصل على لقب البروفيسور “آية الله العظمى” وكما يسمى درجة الإجتهاد في علمي الحديث والرجال من قبل المرجع الأستاذ الشيخ اغا بزرك الطهراني ونال شهادة رابعة في إجتهاد الفقه من قبل آية الله العظمى الشيخ علي فلسفي من مشاهير علماء مشهد المقدسة.
بدأ عام 1961 يُدرس في جامعة النجف الأشرف “الحوزة العلمية” البحث الخارج فقهاً وأصولاً ورجالاً “أي أستاذاً لطلبة الدراسات العليا المتقدمة بروفيسور” مايقارب النصف قرن يعمل في تدريس وتخريج الأساتذة والمراجع حتى أصبح أستاذاً للأساتذة ومرجعاً للمراجع وزعيماً للحوزة العلمية منذ أكثر من ربع قرن وكذلك مرجع أعلى للطائفة الشيعية.
كان كبير أساتذة البحث الخارج عند السيد الخوئي الذي أوصى أن يُقيم صلاة الجنازة عليه بعد وفاته تلميذه النجيب السيد علي السيستاني , وهذا إشعار لباقي مراجع وطلاب الحوزة على إن السيد علي السيستاني هو المرجع الأعلى بعد وفاة الإمام الخوئي وهذا عرف متبع عند المراجع وبالفعل صلى عليه السيد السيستاني ومن ثم بايعته الحوزة العلمية زعيماً لها منذ عام 1992 الى يومنا هذا.
واشارت تقارير رسمية صادرة عن منظمات تابعة للأمم المتحدة إلى أن المرجع الديني الأعلى والأب الروحي للمسلمين الشيعة السيد علي الحُسيني السيستاني هو أعلم علماء المسلمين قاطبة “شيعة وسنة” وأكثرهم زهداً في الحياة, ويسكن في دار صغيرة جداً “إيجار” وليست ملك في مدينة النجف الأشرف “فاتيكان الشيعة” ويعيش عيشة البسطاء من الشعب “فطوره وهو جالس على الأرض نصف رغيف خبز عراقي مع أستكان شاي “قدح” وبعد صلاة الظهرين يتناول نصف رغيف خبز مع قليل من التمر واللبن والملح وأحياناً بعض الخضراوات المحلية, لايتناول العشاء ويكتفي بالشاي فقط, له طقم واحد من الملابس الصيفية ومثلها شتوية.

السيد السيستاني قام ببناء وتشيد وإنشاء المئات من المستشفيات والمستوصفات ودور العجزة ودور العبادة ودور الأيتام ومراكز للأرامل والمؤسسات الخيرية والثقافية والتعليمية والإنسانية والخدمية في كافة أرجاء المعمورة “بمليارات الدولارات” تأتيه من “الخمس” الذي يدفعه الشيعة للحاكم الشرعية.

ولدى السيستاني ستراتيجية عادلة في توزيع أموال الخمس, مثلاً عندما يقوم ببناء مستشفى في إيران, يتم بناء تلك المستشفى بأموال إيرانية فقط, أي من أموال الخمس التي يدفعها شيعة إيران إلى المرجع السيستاني.

وأموال خمس شيعة العراق يصرفها على شكل رواتب شهرية لأكثر من مليون يتيم وأرملة ومحتاج داخل العراق فضلاً عن بناء مجمعات سكنية للفقراء ومدارس وجامعات وجوامع ومستشفيات ومراكز ثقافية وغيرها.

وحسب تقارير رسمية أن الأيتام والأرامل والفقراء الذين يرعاهم السيستاني في العراق أكثر بأضعاف من الذي تصرفه الحكومة العراقية الغنية في نفس الجانب.

ويرعى السيستاني الملايين من الفقراء في أفريقيا والهند وباكستان وبنكلادش وغيرها من الدول كما قام وبأموال “خمس” الشيعة في أوربا وأمريكا ببناء وشراء عشرات الكنائس وقام بتحويلها الى مساجد وحسينيات للمسلميين المغتربيين وعوائلهم وأطفالهم لكي يحافظ على هويتهم الإسلامية و عدم إنخراطهم في
المجتمعات الغير إسلامية.
تعرض السيد السيستاني بعد مبايعته زعيماً للحوزة العلمية مضايقات شديدة من قبل صدام التكريتي ونظام البعث, وتم إعتقاله مع الإمام الخوئي بعد الإنتفاظة الشعبانية المباركة,وحاول صدام زج عناصر من المخابرات لإختراق الحوزة العلمية لكن حنكة السيد السيستاني وفطنته جعلته يرفض أن يتم إختراق الحوزة برجال صدام, حتى عمد الأخير الى طريقة جديدة بإختراق الحوزة العلمية من خلال حلقات درس ضعيفة خارج ضواب الحوزة العلمية وزج بها مجموعة من البعثيين الشيعة حتى لايتم إكتشافهم, وبعد سنة واحدة أعلن جميع هؤلاء البعثيين أنهم أصبحوا “مراجع” وقيل إن منهم الصرخي والحسني واليعقوبي والمؤيد وغيرهم توارى عن الأنظار الآن.