بعد المحن والمآسي التي تسبب بها حكام العراق منذ عام1958 ولهذا اليوم, ولحالة الأحباط واليأس التي إعترت العراقيين بكل طوائفهم ومللهم ونحلهم .ولتيقنهم بسواد المستقبل ,والضياع المتناهي في ظل هكذا حكومات, و ساسة وأحزاب ولاءها لخارج الوطن, تقتات على إختلاق الأزمات, همها مصالحها الدنيوية والطائفية والحزبية والعرقية .حتى بات العراق مضرب مثل في إستهانة الساسة بشعوبها.فمن حرمان الشعب بما حبا الله هذه البلاد من نعم بسوء تصرف من الحكام الأميين. أو نهب للثروات بطريقة وأخرى, الى إستبداد وجور وإيثار مجاميع دون سواها بخيرات الوطن والوظائف والأمتيازات.
ولكل ماورد ولمعاناة اليوم الناجمة من التوازن المرعب المخيف والمحاصصة الطائفية والعرقية, التي فرضت على الشعب بين كتل وأحزاب نتج عنها مرحلة جديدة قديمة هي تصفية الحسابات المحمومة. التي تجري اليوم بشراسة قد تفضي الى حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس, تقودها هذه المجاميع التي تشكلت منها سلطة وحكومة التوازن المرعب التي يقودها السيد المالكي الذي يخفي العديد من ملفات الأرهاب ليريها النور عند حاجته, لتصفية الحسابات وحاجة رئيس لجنة الأمن و الدفاع في مجلس النواب الأستاذ حسن السنيد ممثل الشعب الذي لا يعقل أن يكون غافلا أو غير مطلع بحكم مسؤوليته وموقعه الرسمي على هذه الملفات المخفية عمدا,ملفات راح جراء إخفاءها العديد من الشهداء وتيتم الآف من الأطفال, وترملت مجاميع من النساء وثكل آباء وأمهات بفلذات أكبادهم. حكومة أطلق عليها زورا وبهتانا حكومة الشراكة الوطنية(المحاصصة الطائفية والعرقية) حكومةأحزاب لا تحمل صفة التحضروالوطنية, ولما ورد ولغيره من تداعيات تسلط هذه المجاميع غير المشروع على البلاد ووضعهم الشعب على شفا منزلق خطير, إضطر الناس للتفكير ببدائل تخرجهم من النفق المظلم. الذي يتمحور في أربعة محاور:
الأرهاب وإنعدام الأمن
الفساد المالي والأداري
التزوير
تجارة المخدرات
عامة الناس على إختلاف ثقافاتها أضنتها هذه المحاور, وعجزت سلطة التوازن المرعب عن إيجاد حلول تقي الأمة شر هذه الهموم.
فإهتدى( موقع سوق الشيوخ) ببراءة وعفوية لطرح إستفتاء يقول: هل العراق بحاجة الى الأحكام العرفية ؟ فلربما في هذه الأحكام حل جذري وعلاج شافي لتلك الهموم كما يرى.
والحق يقال أثار هذه الأستفتاء تفكيري وإستنفر عقلي وجوارحي وحفزني للتفكير بجدية هذا الأمر. فربما عند إعلان حالة الطوارئ وتنفيذ الأحكام العرفية سيرتدع كل من سلك الأنحراف وطريق الجريمة والرعب.وهمهمت مع نفسي ربما هذا الحاكم العرفي يستطيغ إلغاء هذا الدستور الذي أوقعنا في المهالك أو يعطله. ويمكن لهذا الحاكم أن يبسط الأمن بقوة حديدية إعتاد عليها العراقيون منذ أيام الحجاج بن يوسف الثقفي,حيث إنه لم يعتد اللعبة الديموقراطية ويجهلها أوهو غير مؤهل لها.
ولكني سألت نفسي من سيكون الحاكم العرفي أو العسكري هذا؟ وكيف يتمكن من القبض على السلطة؟ ومن يتح له هذا ؟ وأنى له ذلك.وهل هناك فرصة لهذا ؟اللهم إلا أن يأتي بإنقلاب عسكري أو تفرضه قوة تدخل خارجية كما حصل عام 2003. لأنه من غير الممكن أن يتفق العراقيون على هذا الحاكم. فالأخوة الكورد ربما يريدونه كورديا. وعامةعرب السنة لا مانع عندهم تقلد المسؤولية أيا كان, شريطة إخلاصه للعراق ومقدرته ,أما الغلاةوالمتطرفون منهم والساسة المرتبطون بالأجندات الدولية والأقليمية فهم لا يقبلون إلا حاكما سنيا طائفيا مسيسا. ويصرون على إن الحاكم الشيعي ليس عربيا وإنما إيرانيا مهما كان نسبه, حتى لو كان هاشميا قرشيا عدنانيا. ويعتبرون هذا عيبا على العراق. فشيعة العرب بنظرهم لا يحق لهم أي شيء حتى المطالبة بالحقوق الإنسانية أو المساواة. ومن يطالب بحقوق منهم يتهم بالعمالة لأيران ,كما يجري لعرب البحرين والقطيف. ولا أدري أذنب العرب الشيعة إن كان غالبية شعب إيران شيعيا؟ وأخوتناهؤلاء من عرب السنة , يغضون الطرف عن عجومة أئمتهم كالبخاري المولود في بخارى, ومسلم المولود في نايسبور, والترمدي المولود في ترمذ في خراسان, وسيبويه الفارسي (رائحة التفاح) الذي أسس لعلم النحو والصرف العربي.لذا فهم مقتنعون ومصرون بأن الشيعة لا حق لهم بقيادة دولة أو إستلام حكم أو المشاركة بقرار مصيري مهما كان تعدادهم. وأماعرب الشيعة فهم كإخوتهم عرب السنة صنفان :عامة الشيعة والعلماء لا مانع لديهم من يكون الحاكم, ومن أية شريحة, ومن أي لون. بشرط عدالته وإمكانيته. وأما الساسةالطائفيون والمتصيدون في الماء العكر يردونه شيعيا مسيسا طائفيا.فكيف يتفق ساسة الشيعة والسنة الطائفيون ويأمل الناس الخير و الخلاص مما هم فيه؟
لقد نسي الغلاة والمتطرفين من الشيعة والسنة الحديث النبوي الشريف: المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.فراحوا يوغرون الصدور ويدفعون للفتنة والأقتتال.ولم يسلم المسلمون لا من ألسنتهم ولا من أيديهم.وأصابع الأتهام توجه لهم في أغلب العمليات الأرهابية
وبعد جهد جهيد وتفيش في زوايا عقلي وما مخبأ في الأحاسيس, إهتديت الى إمكانية أن يكون هذا الحاكم العرفي العسكري صابئيا أو مسيحيا .فلا ضير في ذلك و الشهادة لله لم نرّ ولم نسمع مسيحيا أو صابئيا قتل الأبرياء وفجر نفسه منتحرا بين عمال مساكين يسعون على قوت عيالهم .ولم نسمع أحدا مسيحيا أو صابئيا قتل زوارا من أهالي كربلاءعائدين لأهلهم من سوريا . ولم نسمع بأن منهم من قتل أستاذا جامعيا كان مفصولا أيام الحكم السابق ومحاربا في رزقه لأنه ما عاد يؤمن بالبعث وسلطته .ولكنه عام 2005 أقتيد قسرا من سيارة الكيا وأختطف من باب الجامعة المستنصرية في بغداد, وقتل ومثل بجثته لأنه من أهل حديثة.كما لم يصل مسامعنا أن مسيحيا أو صابئيا سرق أموال الشعب وهرب بها أو زور أو إحتال.
وقد يكون من الأنسب لنا والأصلح حاكما مولدا مختلط الأديان كقرياقوس.وقرياقوس هذا أحد أخوتنا المسيحيين الذين عاشوا في قرية تسمى ( كي ثري) قرب حديثة في لواء الرمادي(الأنبارحاليا) وهي محطة لضخ النفط الخام الى حيفا في فلسطين الحبيبة على البحر الأبيض المتوسط قبل نشوء دولة إسرائيل العدوانية. وكان هؤلاء المسيحيون البسطاء بعيدين عن الحضارة وخبثها. و قرياقوس وحيدا لأمه. وعندما أرادت تزويجه خدعتها إحدى الخاطبات. فوصفت لها بنتا تسمى ماري, لم يسبق أن رآها قرياقوس ولا أمه فهي من مدينة أخرى.وأغدقت الخاطبة على ماري أجمل الأوصاف والنعوت. فوافق المسكين وأمه وذهبوا مع العروسة فكللوهما (عقد القران)في الكنيسة. ثم ذهب بعروسته ماري الى داره ليدخل بها. وعندما حدثت الخلوة بينهما أخذت العروس تخلع ملابس العرس. ومن بين ما خلعت باروكة على رأسها. فتبين إنها قرعاء. ثم خلعت عين زجاج تركيبية من إحدى عينيها .وبعد ذلك خلعت طقم اسنان تركيبية لها. فصرخ قرياقوس: هاي شنو!!!!!!!!!!!!. فقالت له ماري: هذا نصيبك ,نحن الآن متزوجين ولا يمكنك الخلاص.ونحن كاثوليك و زواجنا مؤبد لا طلاق فيه. فقاد قرياقوس ذكاؤه الى حيلة ذكية. فوقف بباب غرفته صائحا :ماكو خلاص لا أكو. هذا دين محمد على الباب أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله,أنت طالق بالثلاث طالق طالق طالق..فأصبح قرياقوس مسلما وتخلص من ماري..ولكنه مسلم باللسان .ومن أجل مصلحة و غاية هي الخلاص من ماري .وهنا لا بد لي أن أعترف بأني خدعت كمن خدع غيري من شعب العراق بحكومة الشراكة الوطنية كما خدع قرياقوس بماري.ولكن قرياقوس وجد الخلاص من ماري بذكاءه ,فهل لنا من خلاص من حكومة الشراكة المحاصصاتية؟؟
ولا أريد أن أقترح حاكما عسكريا عرفيا يهوديا لتحسس العراقيين من ذلك لعدوان إسرائيل المستمر على العرب والمسلمين .وإن كنت قد عاشرت في صباي يهودا في العراق. كانوا في غاية الخلق والنبل, مسالمين مخلصين ودودين ,وقد درسني منهم أساتذة أجلاء لا زلت ولا زال يكن لهم كل من عرفهم الأحترام والحب.وقد أوحى لي فكرة براءة المسيحيين والصابئة من دماء العراقيين أحد الأعزة المعلقين على مقالتي الأخيرة الموسومة (التحقيق الدولي هوالفيصل) والمنشورة في موقع(سوق الشيوخ).
فما صنع اليهود ولا المسيحيون ولا الصابئة ما صنع بنا أبناء جلدتنا المسلمون .هاتوا لنا حاكما عسكريا عرفيا على ألا يكون منّا وفينا مسلما, أو بالأصح مـتأسلما. يذبح أطفالنا ويسرق فرحتنا ومستقبل أجيالنا ,مع تقديسنا للأسلام ديننا الحنيف الذي أدرنا له الظهور, وغدرنا بأخلاقه العظيمة وتعاليمه السمحة, كما غدرأجدادنا بإمامنا أبي عبد الله الحسين, وغدرنابالشهيد فيصل الثاني وقتلناه بدم بارد والقرآن على رأسه, وكما نغدر اليوم بأنفسنا فولينا علينا من لا يرحمنا.
وعذرا سادتي لمن يقول لا يولى على المسلم إلا المسلم فأقول: للضرورة أحكام والضرورات تبيح المحظورات .وإن من يقتلنا ليس بمسلم . ولسان حالنا يقول الله أكبر ربي نريد قائد صبي !!!!!!!!!!!!!.
وما بيدنا من حيلة إلا بالدعاء لله عزّ وجل:
أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
اللهم بحق محمد وآل محمد
هب لنا من لدنك رحمة, وهب لنا حاكما مسيحيا أو صابئيا أو ملحدا أو قريا قوسيا ذا مشروع وطني يرحمنا ويشيع العدالة فينا يا الله……
[email protected]