8 سبتمبر، 2024 2:54 ص
Search
Close this search box.

تواجد سليماني خطرا حقيقي

تواجد سليماني خطرا حقيقي

كل الدول تقوم علاقاتها مع بقية الدول على اساس المصالح المتبادلة وبقدر ما تحقق من نفع وتبعد الضرر اقتصاديا وامنيا وثقافيا وحتى رياضيا يتم ذلك بدبلوماسية متأنية وتخطيط وفق برنامج يأخذ بعين الاعتبار كل الاعتبارات للازمة التي تضمن تحقيق الأهداف المرجوة من هذه العلاقة او تلك ويخضع كل ما يتعلق بهذا الامر للرقابة والضبط كوسائل الاعلام والتصريحات والفعاليات ويتم فلتره كل شيء من اجل تحقيق المصالح وإبعاد الضرر عن البلد . هذا في البلدان ذات السيادة والإرادة اما نحن في العراق فأننا نفتقر لأبسط تلك الامور وحالنا في هذا الجانب تعمه الفوضى والارتجال وتتحكم فيه المزاجية فلا وجود لأي من النقاط التي تم ذكرها في السطور اعلاه حول أدبيات العلاقة بالاخر من حيث الضرر والنفع وعلى سبيل المثال لنأخذ موضوع قاسم سليماني ووجوده في العراق وما يتحقق من نفع او ضرر بسببه لا يخفى على الجميع ان اطراف الصراع على ارض العراق ألبست صراعها ثوب الطائفية وأخذت تغذي هذا التوجه لتخدير اكبر عدد ممكن بمخدر الطائفة والدين والمقدس “إيران مثالا” في مقابل ذلك تسعى الجماعات المتشددة الارهابية الى تجنيد اكبر عدد من الشباب في صفوفها ، وأفضل ورقة تستخدمها هو الحضور الايراني على الأرض العراقية وظهور صورة قاسم سليماني وهو بين المقاتلين من الحشد والمليشيات افضل مادة لتجنيد الشباب والتوجه الى العراق بداعي صد “التوغل الصفوي ” فلو كان الفصيل المتشدد يتمكن من تجنيد عشرة شباب في الشهر ففي استخدام ورقة التدخل الايراني سيتم تجنيد اضعاف هذا العدد بنفس المدة وعليه فان وجود سليماني في العراق ضررا وخطر حقيقي لا نفع فيه إطلاقا ولعل سائل يسال عن الهدف الذي تبتغيه ايران من هذا التواجد ؟ فمراجعة تصريحات قادة ايران تعرف الهدف وهو الدفاع عن ايران ومصالحها وما تقوم به في العراق وسوريا فهو بمثابة مصدات و يمكن القول ان الحشد ومليشياته هي قيادة عمليات ايرانية متقدمة باموال وكوادر عراقية لا نفع للعراق فيها يشهد لذلك ما اعترف به ميثم الزيدي قائد مليشيا ” فرقة العباس الفتالية” التابعة للسيستاني في لقاء خاص مع قناة السومرية فقد صرح بسليبة وجود سليماني وهيئة الحشد وهذا اعتراف يبين حجم الخطا الذي ارتكبه مرجعه السيساتي يوم اطلق الفتوى التي استغلتها ايران على افضل وجه لتوسع تدخلها وتوطد هيمنتا كل ذلك حدث ويحدث في ظل غياب تام للدولة وخططها ومنهجها في العلاقات مع الدول ، فالارتجال والفوضى هي السائدة وحالنا يحكي عن مأساتنا فمن يقول لسليماني ومن خلفه كفى فضرركم اكبر من نفعكم بل لا نفع فيكم .

أحدث المقالات