تعتبر ناقلات النفط في أي مكان في العالم ليست هدفاً عسكرياً في حال نشبت حرباً بين دولتين، لكن في منطقة الخليج بات الأمر واضحاً بأن ناقلات النفط أصبحت هدفاً معلناً لمن أراد إشعال حرب في منطقة الخليج، هذا ما حصل مؤخراً في الخليج العربي.
مَن المُستفيد من مثل هذه الاعتداءات الغير مبررة؟ في وقت يشهد الخليج احتقاناً غير مسبوق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول التي تقوم على التحريض ضد إيران لإضعافها وتطبيق صفقة القرن؛ جاءت هذه الضربات بعد الوقفة الصلبة التي وقفتها إيران بوجه أمريكا، ورفضها القرارات الهزيلة التي أطلقتها عليها، وتحاول من خلالها السيطرة على النفط الإيراني، ومنعها من تصديره إلى الدول المستهلكة لهذا النفط، مثل الهند أو الصين أو اليابان وغيرها، نظراً لجودة النفط الإيراني.
مثل هذه الحوادث بالتأكيد هي مفتعلة وتعمل لصالح جهات معينة رُبما سياسية أو اقتصادية، من اجل رفع أسعار النفط عالمياً وزعزعة حكم البيت الأبيض وإسقاط ترامب قبيل الانتخابات القادمة في حال قرر ترشيح نفسه للانتخابات؛ أما السياسية منها فهناك ليس بدول بل كيان صهيوني يريد إضعاف إيران لكي يتجول في الشرق الأوسط ويكون هو الأقوى حسب رأيه، مثل هذه الحوادث الثلاثة في هذه الفترة من ضرب منابع النفط في الرياض أو ضرب حاملات النفط في منطقة الفجيرة ومؤخراً وضرب حاملات النفط في خليج عُمان، المُنفذ لمثل هذه الحوادث هي نفس الجهة.
علماً بأن أمريكا وعلى لسان ترامب بأن أي استهداف لمصالح أمريكا في الخليج سيكون له رد فعل قوي، ولن نتهاون في مثل هذا الاعتداء، فمصلحة الكيان الإسرائيلي في هذه الفترة هو إضعاف إيران وحصارها ومنعها من تصدير السلاح إلى لبنان أو حماس، أو نقل التكنولوجيا الصاروخية إلى أي جهة كانت.
أمريكا على قناعة تامة بأن إيران ليست من قام بهذا الفعل في منطقة الخليج العربي، بل إن هناك أيادي خفية وراء هذه الاعتداءات على البواخر النفطية، وهذه الأيادي تديرها دول وليس أشخاص، وكانت نتائج التحقيقات أثبتت ذلك واستثنت إيران من هذه الاعتداءات.
لكن في هذه الحالة من ضرب ناقلات النفط بهذا الشكل المُتقن، أعلنت أمريكا بأن إيران هي من يقف وراء هذه العملية وبالدلائل؛ هذه الدلائل أعلنت عنها أمريكا في وقت قياسي جداً خلال بضع ساعات من عمليات التفجير، على لسان بومبيو والرئيس الأمريكي ترامب، هذه نية مبيتة من أمريكا بأن إيران تريد زعزعة أمن المنطقة، وهذا ما تنفيه إيران جملة وتفصيلا.
في حال استمرار هذا الوضع في منطقة الخليج العربي، سيكون صيفاً ساخناً وملتهباً بين إيران من جهة، والقوات الأمريكية والدول المتحالفة معها في منطقة الخليج من جهة أخرى، علماً بأن إيران أعلنت سابقاً بأنها لا ترغب في الحرب كما كان يشاع في الإعلام، وكان إعلانها إذا فرضت عليها الحرب هي صاحبة القرار في إيقافها. هذه المعادلة استوعبتها أمريكا وقامت بالحد من وجودها العسكري في منطقة الخليج.