23 ديسمبر، 2024 10:08 ص

هناك مثل يقول : مثل خصي الهوش ، يركض بلا فائدة، والهوش البقر، والخصي فيهم هو الثور المخصي، فاذا جاء موسم المسافدة، فان الثيران يكثر لديها الركض والمطاردة، فيركض الخصي مثل ركضهم، ولكن دون جدوى، وهذا المثل يضرب لمن ينهمك في شغل شاغل له، وليس هو من اهله، وهذا ما يفعله الاقتصاديون في العراق، فلقد تفتقت ادمغتهم عن حل جذري للازمة الاقتصادية، فرأوا ان يغيروا الشهر فيصبح اربعين يوما بدل ثلاثين، وهذا قمة الدهاء، لكنه مستحيل وسيدخل البلد في فوضى عارمة، لتكون السنة تسعة اشهر، وعلى دين هؤلاء ستتغير عدة المرأة، وسيصبح رمضان اربعين يوما، ويهبط القمر ليشاركهم نكوصهم الاقتصادي، وستكون اربعين الميت شهرا، وسنواجه مشاكل في زيارة الاربعين.

هناك قول يقول: حدث العاقل بما لايعقل فان عقل فلا عقل له، ورحم الله ذلك الرجل الذي زيد العانه فلس، لتصبح خمسة فلوس بدل اربعة، سيوفر مجلس الوزراء ثلاثة قروء للموازنة، ولا ادري مجلس النواب على ماذا صوت واقترع، على سنة مالية مقدارها 12 شهرا ام سنة مالية مقدارها تسعة شهور، المهم مال عمك مايهمك مال ابوك ابجي عليه، اقل مستشار اقتصادي لديه في المصرف مايعيله لمدة عشر سنوات، ولم يعرف الايجار ولاحساب المولدة، ولم يقترض من وزارة الاسكان او يشترك بسلفة، وليس لديه مترتبات مالية من الشهر الى الشهر.

هذه السلسلة من الفوضى والتي يشترك بها مجلس الوزراء، هي فوضى مقصودة، لقد طرح الفكرة وقال سنستخدمها عند الضرورة، وترك الناس في هرج ومرج، لكن دولتنا كما قال احد الفضائيين في مدرسة متوسطة بعد ان استبدلوا المدير، سانتقل الى مدرسة مسائية، فالدراسة المسائية : تهي بهي.

الاعلام وجد مادة دسمة، وداعش على اطراف بغداد، والشهر اربعون يوما، من اين نأتي بانسان يتحمل كل هذه المصائب، ايوب النبي وصل الى حد انتفض ودعا، فما كان من الرب الا ان يستجيب له، والشعب العراقي سينتفض قريبا، فالعار كل العار ان تكون التظاهرات في ساحة التحرير تأييدا للمشروبات الروحية، ولاتكون انتفاضة على الكرامة المهدورة، سعر برميل النفط 62 دولارا، والموازنة اقرت على اساس 50 دولارا، فاين ستذهب القيمة الفائضة.

اين المراجع واين اصحاب العمائم، لقد افتوا بتدمير كل شيء في زمن صدام، حتى صار كسر زجاج البيوت والمدارس والمستشفيات عملا بطوليا، فاين هم من هؤلاء اللصوص، الا يعلمون ان بيضة الاسلام سيتم سلقها في قوري الشاي اليوم او بعد يوم، الا يفكرون بان اسلامهم على المحك، وبعد الايعرفون ان الجوع هو الكفر.

الثورة قادمة فالديمقراطية سيئة جدا، جوعت الناس وقتلتهم وفرقت اهواءهم، ومزقت البلاد شر ممزق، وكلها سنة او اكثر، وتأتي الانتخابات الاميركية، ومن حظنا ان فزنا برئيس اميركي لاينتمي الى الاسلام بوجه اسود كالح، عندها ربما تسحب اميركا اهتمامها بالعراق وتتركه لابنائه ينتفضون على هذه الديمقراطية الناقصة، الكل يهرف بما لايعرف، ويتسلم مرتبا ضخما لايهمه ان كان الشهر اربعين يوما او خمسين، ولكن الذي يتقاضى مرتبا بسيطا يشبه الى حد كبير (خلالات العبد) ماذا سيفعل، ان كان المرتب ينتهي بعد عشرة ايام من تسلمه، هل نجلس ننظر الى بدلاتهم واربطتهم الملونة، ستقوم الثورة عاجلا ام آجلا، لان الشعب يؤمن بقطع الاعناق ولاقطع الارزاق.