20 مايو، 2024 5:12 ص
Search
Close this search box.

تهنئة في مناسبة حزينة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في أيام صيفية كنت في دولة خليجية,أصبت خلال فترة أقامتي هناك اربع مرات بمرض الانفلونزا بسبب التغير المناخي السريع بين البارد والجو اللاهب القاتل,مصيبتي ان هذا المرض له عداوة خاصة معي فهو يدمرني تماما,فبمجرد ما شعرت ببسيط اعراض الانفلونزا سارعت الى صيدلية كانت بقرب الفندق فاعطاني الصيدلي الهندي دواء واحد وعندما دققت بالدواء وجدته صناعة امريكية,وحسب نصيحة الهندي الصيدلي اخذت حبتين من ذلك الدواء وفعلا خلال اقل من 24 ساعة تلاشت وانتهت كل الاعراض عندي,ولكي لا اطيل عليكم اقول ان نصف حبوب هذه العبوة كانت كفيلة بشفائي اربع مرات من هذا المرض المدمر, مما دعاني ان اكتب مقال شكر لحكومة ذلك البلد والذي يهتم بصحة مواطنيه ولا يجلب لهم الا احسن الادوية ومن ارقى الدول والذي هو عكس ماعندنا في العراق حيث يتاجر من يدعي التدين بصحة اهل العراق حين يستورد لنا الادوية المغشوشة,والغش اصبح ديدن هؤلاء الذي لا يرتجى الخير منهم لدناوة وخسة اصلهم وهم من ينطبق عليهم قول علي الدر والذهب المصفى حين قال:”لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الخير بها دخيل” وهذا سنسلط عليه الضوء في مقال لاحق
في عيد الاضحى شعرت باعراض عدوتي الانفلونزا وفشلت محاولات طبيبي او محاولاتي الشخصية لايقاف زحف هذا المرض  ولسبب بسيط جدا وهو ان كل الادوية الموجودة في السوق العراقية  هي ادوية فاشلة ومغشوشة أستوردتها عصابات القطاع الخاص و الحكومي لهذا السبب انتصرت عليه الانفلونزا وجعلتني قاب قوسين او ادنى من اللحوق بالعالم الاخر لو لطف الله سبحانه
أعتذر للجميع
خلال فترة رقودي بالفراش كانت للعائلة مشكلة في كل شيء بما فيها الرد على رسائل بريدي الالكتروني وخصوصا انني انتظر اجوبة شخصيات معتبرة في البلد وعدتني بمساعدة هذا المواطن او ذاك,فلذا ابتكر ولدي طريقة برفع هذا الهم عني حين اخذ هو مهمة الرد على رسائلي فمثلا رد على طلب على احد الاخوة المختصين في مجال التنمية البشرية(احدى وسائل تقدم الشعوب العصرية) هذا الاخ العزيز بعثت له الامم المتحدة تقول انها رشحته لدخول دورة متقدمة في هذا المجال في ايطاليا ولكن شرط الدورة التي مدتها سنة كاملة ان يدفع الاخ ثمن المشاركة بالدورة وهو خمسة عشر الف يورو ونظر لعدم تمكنه من دفع هذا المبلغ اقترح عليه برسالته ومن باب حسن نيته ان اوصل صوته لمجلس الوزراء ليتحمل المبلغ مع استعداده التنازل عن شرف تمثيل العراق لشخص اخر تختاره الحكومة حتى لا تضيع الفائدة على البلد,الاخ في رسالته يقول الشغلة مستعجلة ولا تتحمل اكثر من عشرة ايام, تعجب ولدي من رسالة هذا الاخ وقال في سره هل يتصور المرسل ان ابي هو نوري المالكي مثلا وحتى لو كان هو ابو اسراء المالكي جدلا لاحتاج ربما لوقت يقدر بالسنوات بفضل عبقرية بعض المحيطين وحرصهم الشديد جدا على المال العام,المهم كل هذا مر بذهن ولدي فاجابه بجملة واحدة معبرة مختصرة صريحة وهي:” لاحياة لمن تنادي”
اكرر الاعتذار للجميع
مرضي اصاب مشاريع ولدي الترفيهيه في العيد بمقتل حين كان يسهر على مراعتي ومراقبة درجة حرارة بدني واضاف لنفسه هم اخر حين تبرع بالرد على رسائلي ,فاختلط عليه الحابل بالنابل,فما كان منه ان نرد على صديق عزيز من امريكا يبلغني بخبر وفاة والدته  بالتالي”هنيئا لكم هذه المناسبة واتمنى من الله العزيز القدير ان يعيدها عليكم دائما بالصحة وطول العمر”فما كان من صديقي صاحب المصيبة الا ان يتصل هاتفيا ليبلغني استغرابه الشديد لردي وليمطرني بوابلا من عبارات العتاب العراقية الثقيلة المعنى والدلالة…فان العراقي متميزا في كل شيء حتى زعله له مذاق خاص حاد جدا نعم ولكن طيبا صاحبه كالعراق يغفر ويسامح بسرعة شديدة وكالام العراقية الحنون التي تشمل بعطفها ودعائها حتى العاق من اولادها التي عصى ربه وتنكر لامه واسكنها الملجأ الحكومي
ختاما
نعم اخوتي العراقيون لولا الكم الهائل من الطيب الذي يحمله العراقيين لما تدخلت ارادة السماء لحماية هذا الشعب المسكين من الابادة ومنذ زمن بعيد,فان مشروع ابادة العراقيين قد اصاب مخططيه بالحيرة حيث ان كل تخطيطاتهم بنيت على اساس علمي دقيق لايحتاج من الوقت الا اشهر معدودة للاجهاز على الشعب العراقي ولكن الواقع يقول رغم تلك المخططات شيئا اخرى جعلت احد المهندسين اليابانيون ان يشهر اسلامه بين اهله في اليابان وعندما سئلوه عن السبب قال اذهبوا الى العراق وانتم تكتشفون ان لهذا الكون ربا يحميه ويدبر اموره واضاف ان كل الخراب التي حدث في العراق سابقا ولاحقا كان يكفي ستة اشهر فقط لهذا الشعب ان ينقرض…وقد صدق هذا الياباني حين اشار الى هذه الحقيقة البليغة ونضيف عليها( بالعراقي )ان لاهل العراق حوبة كبيرة عند الله لانهم اناس طيبون ولذلك ترنى نكتب ونؤشر للاخوة الحاكمين اليوم بان اعتبروا بطاغية العراق صدام فلن تكونو ابدا مهما اجتهدتم اكثر منه ذكاءا في الحيلة والمكر وكانت نهايته حقيرة وكل السبب هو شارة هذا الشعب العراقي الكريم الذي يعتبر اقرب شعوب الارض جميعا الى الله تعالى رغم كل نكباته لازال على على طيبته يتعصب ويزعل للحظات نعم, ولكنه يسامح ويغفر أخيرا وعلى هذا الاساس ارجو من الجميع قبول اعتذاري عن ما وصلهم من بريدي اثناء مرضي وخصوصا الاخ الصديق والعزيز الذي استلم التهنئة في مناسبة حزينة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب